السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العلماء يردون على "أكذوبة" العالم الهولندي الذي توقع زلزال تركيا

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

بعد أن كذبت نبوءة عالم الزلازل الهولندي، فرانك هوجربيتس، بوقوع "زلزال كبير يوم 8 مارس"، استنادًا إلى نظرية "اصطفاف الكواكب"، برزت مطالبات داعية إياه إلى ضرورة المسارعة بالاعتذار عن "كذب نظريته"، التي سبق وفندها علماء الزلازل.

اضافة اعلان

ويستند هوجربتس على فرضية تقوم على أن جاذبية كواكب المجموعة الشمسية بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض، وهذا بدوره سيؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الخارجية للأرض، وبالتالي حدوث الزلازل،

غير أن معظم علماء الجيولوجيا والجيوفيزياء عارضوا هذه الفرضية بشدة من منطلق أن قوة جاذبية الكواكب للقشرة الأرضية أضعف

بكثير من القوى التكتونية التي تحدثها حركة الصفائح التكتونية والتي بدورها تسبب الزلازل.

اقرأ أيضًا:

تحذير من العالم الهولندي: زلازل جديدة خلال يومين

أكذوبة 8 مارس

وبعد أن مر 8 مارس من دون زلزال كبير، تجاهل متنبئ الزلال الهولندي، دعوات استقبلها على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" تطالبه بالاعتذار عن توقعه الذي أحدث حالة من الذعر عالميًا.

بل إنه عاد وغرد من جديد يوم الجمعة متوقعًا حدوث زلزال خلال يومين، لأن "القمر يتحاذى حاليًا مع المشتري".

وقال شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لصحيفة "الشرق الأوسط": "لو افترضنا أن ذلك صحيح، فهذا يعني أنه في كل مرة تحدث هذه المحاذاة سنكون على موعد مع زلزال، فالعقل من دون أن يستغرق في التفكير سيرفض هذا الكلام، فضلاً عن أن القوانين العلمية ترفضه أيضًا".

وينص قانون نيوتن للجاذبية الكونية على أن "الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما، وتتناسب عكسياً مع مربع المسافة بين الجسمين، لذلك، كلما زادت كتلة الجسمين وتقاربا، زادت قوة الجاذبية بينهما، وهذا ما يجعل القمر بسبب قربه من الأرض والشمس له قوة جاذبية على كوكب الأرض، لا تتعدى تأثيره في حدوث ظاهرة المد والجزر المعروفة، وبخلاف ذلك، لا يوجد أي تأثير للكواكب الأخرى لبعدها الشديد عن الأرض، وصغر حجمها قياسياً بالأرض»، وذلك كما يؤكد الهادي.

اقرأ أيضًا:

اليوم.. علماء الجيولوجيا يتوقعون زلزالاً بقوة 10 درجات في هذا البلد

تنجيم مبطن بالعلم

ويؤكد الهادي أن ما يسمى "نظرية اصطفاف الكواكب وعلاقتها بالزلازل"، هو (تنجيم مبطن بالعلم)، قائلاً: "إذا كان صحيحًا، فليقدم لنا أصحاب هذه النظرية تفسيراً لأسباب وقوع آلاف الزلازل، دون أن يكون لوقوعها أي علاقة بالظواهر الكونية، وليقدموا لنا أيضًا معلومات تفصيلية عن مكان وقوع الزلزال وشدته وتوقيته الدقيق، أما القول بأنه (خلال يومين سيحدث زلزال)، فهذا كلام لا يساوي شيًئا، لأن تركيا مثلاً منذ زلزال 6 فبرايرتشهد توابع زلزالية، فهل سيأتي هذا المتنبئ عند حدوث أي تابع، ويقول إن توقعه سليم".

وأضاف: "الزلازل سببها واحد وهو الإجهاد التكتوني، فإذا لم تكن هناك طريقة لقياس مستويات هذا الإجهاد، فكيف يمكن تحديد حجم القوة الخارجية المطلوبة التي يمكن أن تسبب الزلازل".

كما فند جاسون باتن، وهو أحد متابعي فرانك هوجربيتس على "تويتر"، نظرية الأخير، متسائلاً عن طريقة حسابه للقوى التي تأتي من الكواكب والقمر وتأثيرها على الجاذبية في الأرض.

وفرد هوغربيتس بالسؤال: "من فضلك أعطني الدليل على أن القمر لا يسبب الزلازل"، فرد عليه قائلاً: "كيف تحدد القوة الخارجية المطلوبة لتمزيق صدع معين، إذا لم يكن بالإمكان قياس مستويات الإجهاد التكتوني؟".

قالت سوزان هوج، العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: "هو لا يحدد أي شيء، هو فقط يتبع نفس أسلوب متنبئي الزلازل، وهم كثيرون، ولا يعترفون عادة بأخطائهم".

وأوضحت: "هم يقومون بالكثير من التنبؤات الغامضة، ويدعون النجاح عندما تحدث الزلازل ولا يعترفون بأخطائهم عندما تفشل توقعاتهم".

وتابعت: "الطريقة المعتادة لمثل هذه التنبؤات الغامضة سهلة وبسيطة، فما عليك إلا البحث عن أحد الفوالق النشطة"، وتغرد قائلة إن "هذا الفلق سيشهد إن آجلاً أو عاجلاً زلزالاً"، وهو تعليق لا يعني أي شيء، ولكن إذا حدث زلزال تستطيع وقتها أن تستخدم هذه التغريدة، وتقول: "لقد توقعت حدوث الزلزال"، ولكن عندما يفشل التوقع مثل توقع 8 مارس، فلاً يتم الاعتراف بهذا الخطأ.

يذكر أن هوجربيتس اشتهر في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الماضي، الذي تسبب في دمار هائل بكل من تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص وفق إحصاءات لا نهائية، بعد أن نشر تحذيرًا بوقوع الزلزال قبل ثلاثة أيام من وقوعه.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook