تواصل - فريق التحرير:
أثار عالم الجيولوجيا الدكتور فاروق الباز؛ جدلاً بين الخبراء على خلفية تصريحاته عن تحرك شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي بشكل كتلة واحدة ما بين إفريقيا وآسيا، وأن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا - أي في الشمال الغربي لشبه الجزيرة العربية - ناتج من حركة الأرض في هذه المنطقة.
وفيما اعتبر البعض تصريحات الباز بمثابة "معلومات صادمة"، وصفها آخرون بأنها "سطحية" لا تعد تفسيرًا دقيقًا لما حصل، باعتبار أن الأرض في حركة مستمرة على مدار السنين، وأن هذه ليست معلومة جديدة أو دقيقة.
بينما هناك من لاحظ أنه لم يقدم أي معلومة واضحة عن مقدار تحرك الجزيرة العربية ومدتها وأين حصلت تحديدًا وتأثيرها على المنطقة، كما أن أنطاكية وأنطالية ليستا في شمال شبه الجزيرة الشرقي، فيما ربط خبراء آخرون الزلزال بالتفجيرات والسدود.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا إلى 54 ألفًا
الأرض تتكون من 15 لوحًا ضخمًا
وعلق رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، الدكتور عبدالله العمري على تصريحات الباز عن حركة شبه الجزيرة العربية، قائلاً لصحيفة "الوطن": "تتكون قشرة الأرض من حوالي 15 لوحًا ضخمًا، تسمى الصفائح التكتونية، التي تتحرك باستمرار، ليس في شبه الجزيرة العربية وحدها. وتُبنى المباني على هذه الألواح، ومع تصادم الصفائح باستمرار تتدافع وتشتبك ببعضها البعض، وتكون نقاط التقاء هذه الصفائح سلسلة من "الصدوع".
وأضاف: "تركيا منطقة نشطة "تكتونيًا"، إذ تتلامس وتتفاعل ثلاث صفائح تكتونية - صفائح الأناضول والجزيرة العربية وإفريقيا - وتتفاعل مع بعضها البعض. وخطا الصدع الرئيسان المحيطان به: صدع شمال الأناضول وصدع شرق الأناضول - الذي يبلغ معدل انزلاقه بين 6 و10 ملم في السنة - فيضغطان تدريجيًا على صفيحة الأناضول باتجاه الغرب باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وتندس الصفيحة الإفريقية تحت صفيحة الأناضول على طول قبرص والأقواس اليونانية في البحر الأبيض المتوسط، وهذا هو التفسير العلمي الدقيق في شأن ما قال".
اقرأ أيضًا:
اليوم.. علماء الجيولوجيا يتوقعون زلزالاً بقوة 10 درجات في هذا البلد
النشاط الزلزالي بالمملكة
وحول مدى تأثر المملكة بالنشاط الزلزالي بالمملكة، أضاف العمري: "على الرغم من قلة النشاط الزلزالي في معظم مناطق المملكة، خاصة الدرع العربي والمسطح العربي، فإن قربها من المناطق النشطة زلزاليًا في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر، والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي، وصدع البحر الميت التحولي شمالًا، يتطلب دراسة مواقع الزلازل بدقة عالية، للاستفادة منها في تحديد مناطق الخطر الزلزالي المحتمل".
وتابع: "وعمومًا يتركز النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية على امتداد حدود الصفيحة العربية في ثلاث مناطق، هي: منطقة خليج العقبة؛ منطقة جنوب غرب المملكة، وجنوب البحر الأحمر واليمن، ومنطقة مكة المكرمة، أما وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها والدرع العربي فتعتبر أقل المناطق نشاطًا".
ويقول خبراء إن الزلازل الهائلة التي ضربت تركيا الشهر الماضي أحدثت تغييرًا هائلاً في الصفائح التكتونية، التي "تجلس" أو تقع عليها تركيا، حيث دفعت بالبلاد إلى الغرب بما مقداره إلى ثلاثة أمتار.
وكشف الخبراء أن امتداد 140 ميلاً (225 كم) من الصدع بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية قد تمزق حيث تقع البلاد على خطوط الصدع الرئيسية التي تحد صفيحة الأناضول والصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية.
