تواصل - فريق التحرير:
تعاني كثير من النساء من آلام الدورة الشهرية، نتيجة لعوامل مختلفة، ترتبط في بعض الأحيان بالنظام الغذائي، أو لأسباب مرضية، الأمر الذي يجعل المرأة تعاني في تلك الأيام، لدرجة أنه يمكن أن يعيق نشاطها اليومي.
وكشفت الدكتورة أدييل هوفمان، طبيبة عامة، والمستشارة الطبية لتطبيق (فلو)، لتتبع الدورة الشهرية في بريطانيا لصحيفة "ديلي ميل" عن بعض الأشياء التي قد تزيد من معاناة المرأة مع الدورة الشهرية.
نظام غذائي غير صحي
قالت الدكتور هوفمان إن الوجبات السريعة واللحوم المعالجة والحلويات السكرية قد تجعل الدورة الشهرية أسوأ.
وتوصلت دراسة أجريت في 2018 شملت 70 طالبة جامعية بتركيا إلى أن اللواتي تناولن الكثير من الوجبات الخفيفة المالحة والحلويات يعانين من آلام الدورة الشهرية مقارنة بغيرهن.
وأضافت: "على الرغم من عدم وجود أطعمة معجزة يمكن أن تعالج بطريقة سحرية آلام الدورة الشهرية، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي قد يحدث فرقًا". ويقول الخبراء إن الأبحاث حول كيفية تأثير النظام الغذائي بشكل مباشر على تقلصات الدورة الشهرية محدودة.
ومع ذلك، تشير الدلائل إلى أن الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 6 الدهنية - الشائعة في الأطعمة المصنعة مثل البسكويت أو الوجبات السريعة - والتي تعزز الالتهاب في الجسم، يمكن أن تؤثر على آلام الدورة الشهرية.
في المقابل، قد يؤدي تناول الأطعمة التي تقلل الالتهاب، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، إلى تخيفف الأعراض.
وتوصلت دراسة أخرى أجريت على 100 طالبة في إيران إلى أن تقلصات الدورة الشهرية تحسنت لديهن بعد خضوعهن لـ "العلاج الغذائي"، والذي يشمل الإكثار من الألياف والفيتامينات، وحصص قليلة من الأسماك أسبوعيًا، ومستويات منخفضة من الدهون والملح.
الضغط
يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لأن الهرمونات تعطل الدورة الشهرية، لكن تشير الأبحاث إلى أن الإجهاد المفرط يمكن أن يزيد من تقلصات الدورة الشهرية.
وفي دراسة أجريت على 388 عاملة نسيج في الصين، أظهرت أن النساء اللواتي عانين من مستويات عالية من الإجهاد خلال آخر دورة شهرية عانين بشكل أكبر من ألم الدورة الشهرية.
وتوصلت دراسة إثيوبية أجريت عام 2017 على 400 طالبة جامعية إلى نفس النتيجة.
وتقول الدكتورة هوفمان إنه عندما يتعلق الأمر بالتوتر، يمكن أن تسير الأمور في كلا الاتجاهين،: "يمكن للألم أن يرفع مستويات التوتر، في حين أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الألم. لذلك فإن تخفيف التوتر، بالطريقة التي تناسبك بشكل أفضل، يمكن أن يساعد في تجنب ذلك".
ويرى الخبراء أيضًا أن زيادة مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول قد يثبط هرمونات الإنجاب ، مما يؤدي إلى إباضة غير طبيعية.
اقرأ أيضًا:
تعاني عدم انتظام «الدورة الشهرية»؟.. إليكِ الأسباب
التدخين
توصلت دراسات سابقة أجراها باحثون في الصين إلى أن المدخنات أكثر عرضة بنسبة 1.45 مرة للإصابة بآلام الدورة الشهرية. وشملت المراجعة 24 دراسة و27 ألفا و91 امرأة.
وتوصلت دراسة أخرى أجرتها جامعة كوينزلاند، تتبعت 9067 امرأة أسترالية لمدة 13 عامًا في المتوسط إلى أن النساء اللائي يدخن لديهن "احتمالات أعلى بكثير" من المعاناة من آلام الدورة الشهرية.
قالت الدكتورة هوفمان إن النساء أقل وعيًا بالعلاقة بين التدخين وتقلصات الدورة الشهرية. فيما يعتقد الخبراء أن الرابط قد يكون بسبب التدخين الذي يسبب تضيق الأوعية - انقباض الأوعية الدموية.
وفقًا لهيئة الخدمات الصحية يبريطانيا: "خلال الدورة الشهرية، يبدأ جدار الرحم في الانكماش بقوة أكبر لمساعدة بطانة الرحم على التساقط كجزء من الدورة الشهرية. عندما ينقبض جدار الرحم، فإنه يضغط على الأوعية الدموية المبطنة للرحم. يؤدي هذا إلى قطع إمدادات الدم والأكسجين عن رحمك مؤقتًا. بدون الأكسجين، تطلق الأنسجة في الرحم مواد كيميائية تسبب الألم".
زيادة الوزن أو النحافة الشديدة
قالت الدكتورة هوفمان إن الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف آلام الدورة الشهرية.
وتشير الأبحاث إلى أنه كلما كانت المرأة أكثر عرضة بشكل ملحوظ للمعاناة من آلام الدورة الشهرية السيئة إذا كنت تعاني من السمنة أو النحافة.
وتوصل باحثون بأستراليا أجريت على 9 آلاف و688 امرأة لمدة 13 عامًا إلى عندما تفقد النساء اللواتي يعانين من السمنة الوزن، ينخفض خطر تعرضهن للألم.
وأضافت الدكتورة هوفمان: "لا نعرف السبب بالضبط ولكن هناك بعض النظريات. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي المزيد من الأنسجة الدهنية إلى ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والمزيد من المواد الكيميائية الالتهابية، مما قد يؤدي إلى حدوث نزيف شديد ومزيد من تقلصات الدورة الشهرية."
وعلى الطرف الآخر، تشير الأبحاث أيضًا إلى أن انخفاض الدهون في الجسم بشكل خاص يمكن أن يعني انخفاض مستويات هرمون الاستروجين - والتي تم ربطها بألم مزمن أكثر حدة.
اقرأ أيضًا:
قبل «الدورة الشهرية».. تناولي 4 فيتامينات ومعادن لتخفيف أعراضها
بعض أنواع موانع الحمل
بعض أنواع وسائل منع الحمل تساعد على زيادة تقلصات الدورة الشهرية.
ويمكن أن يكون اللولب النحاسي، سببًا في زيادة التشنجات وفترات أطول، خاصة في الأسابيع التي تلي إدخالها. ويعتقد أن ذلك سببه أنه عند تركيبه يمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة ويطلق البروستاجلاندين.
ويمكن أن يتسبب البروستاجلاندين في زيادة تقلص الرحم، مما يؤدي إلى تقلصات مؤلمة. ومع ذلك،
الظروف الصحية
يمكن أن تسبب حالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو العضال الغدي أو الأورام الليفية ألمًا أثناء الدورة الشهرية. والأكثر شيوعًا من بين الثلاثة، هو الانتباذ البطاني الرحمي حالة مؤلمة حيث تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الأنابيب والمبايض.
قالت الدكتورة هوفمان إن هذا النسيج يتحلل وينزف مع تغير الهرمونات ويمكن أن ينحصر في بعض الأحيان. في هذه الحالة، يمكن أن يتشكل نسيج ندبي مؤلم.
والعضال الغدي هو المكان الذي يبدأ فيه النسيج الذي يبطن الرحم عادة في النمو داخل جدار الرحم العضلي، ويمكن أن يكون مؤلمًا بشكل خاص حيث يتضخم رحم الشخص أثناء الحيض وينزف داخل جدار الرحم.
الأورام الليفية، التي تُعرف أحيانًا باسم الأورام العضلية الرحمية أو الورم العضلي الأملس، هي أورام غير سرطانية تنمو داخل الرحم أو حوله.
ويقول الخبراء إنها يمكن أن تجعل الدورة الشهرية أثقل أو أكثر إيلامًا بسبب وزن الورم الليفي نفسه الذي يضغط أو يستريح على أعضاء الحوض.
