الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

شهر الإحسان وقنوات الإفساد

أحمد بن محمد الغامدي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ما أن يقترب شهر البرّ والإحسان والتوبة والغفران حتى تتهيأ قنوات الإفساد لتصبّ خلاصة ما تفانت في إعداده وتفنّنت في إخراجه من برامج تلفزيونية تقطع على السائر سيره إلى الله، وتختطف عليه لذة الخشوع والتلذذ بالوقوف بين يدي مولاه في هذا الشهر الفضيل. إنني لا أتحدّث عن قنوات في الصين أو اليابان ولا أمريكا أو فرنسا وبريطانيا. إنني أتحدث عن قنوات تبثّ من بلاد الحرمين أو قريباً منها وهي في الأساس موجهة لبلاد الحرمين. إن الأدهى والأنكى أن تكون تلك القنوات مملوكة من بعض أبناء بلاد الحرمين، وتتم إدارتها من قبلهم! إنهم ينعمون بخيرات هذه البلاد وأمنها ويسخّرون ما وهبهم الله من مال لتمويل وإدارة تلك القنوات التي هي للأسف محسوبة على بلاد الحرمين، ولا تشرّف أهلها. والله لقد قرأنا وسمعنا من المسلمين من خارج هذه البلاد من يقول: كُفّوا عنا شرّ قنواتكم! ويا للأسف تجاوزت تلك القنوات في فحشها ما تعرضه أكثر القنوات في بلدان المسلمين رغم تعرّض تلك البلاد للاستعمار والتغريب بخلاف هذه البلاد المباركة!

اضافة اعلان

يا ترى ماذا سيكون عليه الجيل الجديد ممن يتعرّضون لمثل هذه البرامج التي تخاطب الغريزة الشهوانية، وتحرّك مشاعر الإنسان؟! وأعظم وأخطر من ذلك ما يُبثّ من شبهات وترسيخ لقدوات قد تقود للشكّ، أو الشرك، والعياذ بالله تعالى.

رسائل إلى مُلّاك تلك القنوات والقائمين عليها أقول لهم:

- هل أمنتم مكر الله؟ ألا تخشون سطوته وأليم عقابه؟

- هل هذا هو ردّ الجميل لبلاد الحرمين التي نهلتم من خيراتها ونعمتم بأمنها؟

- هل يليق ببلاد اختارها الله لتكون مهبطاً للوحي، ومهداً للرسالة، وقبلةً للمسلمين أن تكون بعض وسائل إعلامها مصدراً للفحش والخنا؟

- أليس لكم همّ غير ملء جيوبكم، وإشباع غرائزكم، وتدمير مجتمعكم، والتسبب في تسليط العدوّ على بلادكم؟

- أين أنتم من احتواء الشباب ونشر ثقافة الجدّية، والتسامح والوسطية، والبعد عن الغلوّ أو التفسّخ؟ ما هذا العقوق؟

- أما تعلمون أن ما تكسبونه من مثل هذه البرامج هو من السحت؟

- ألم تقرؤوا قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}.

- ألا يخيفكم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

- ألا ما أعظم عقوقكم وغفلتكم ومصاب الأمة فيكم!!

- وهذه تغريدة معبّرة للشيخ الفاضل عبدالعزيز الطريفي قال فيها: "لو أنّ مُلّاك القنوات الناشرة للفُحش والفاحشة يلقون الله وقد أقاموا على الكبائر كل يوم في أنفسهم أهون عند الله من نشرهم للفاحشة لملايين البشر".

وهذه رسائل لعامة المسلمين:

- ليس لك عذر يا عبدالله أن تُدخل مثل هذه القنوات إلى بيتك، وأن تسمح لمن ولّاك الله أمرهم وهو سائلك عنهم بمشاهدتها. {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}. (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

- استشعر عظيم الأجر الذي ينتظرك إن أنت حافظت على صيامك.

- تفكّر في زوال الدنيا وما عليها.

- تفكر في انقطاع الشهوات واللذات عندما تغرغر الروح.

- تفكّر في الحشر والحساب وتطاير الصحف ووزن الأعمال.

- لا تلقِ بيديك إلى التهلكة فأنت من طلاب الجنان.

نداء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله ورعاه، أن يقمع هذه القنوات التي تصرّ على إفساد عقائد الناس وعقولهم وأخلاقهم.

وأخيراً نقول لمثل هذه القنوات:

- خلّوا بيننا وبين شهرنا.. لا تفسدوا علينا صيامنا

- كفّوا عنّا جشاءكم!!

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook