الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العلامة البراك: يحق للمسلمين أن يدعوا بالهلاك على من يظلمهم بنشر الفساد بينهم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل ـ الرياض:

قال سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، الأستاذ (سابقاً) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يحق للمسلمين أن يدعوا بالهلاك على من يظلمهم بنشر الفساد بينهم، مشيراً إلى أن دعاء الصالحين على المفسدين مما يدفع الله به فساد الأرض.
وأوضح سماحته في بيان نشره على حسابه في تويتر بأن ظلم المسلمين بنشر الفساد بينهم أعظم من ظلم الناس في أموالهم.
وأبان الشيخ البراك في بيانه أنه دأب الأنبياء والصالحين على الاستنصار بالله على أعدائهم.
وقال: (من أنواع الاستنصار بالله: الدعاء بالهلاك على طوائف أو أعيان من الكافرين والمفسدين في الأرض، وإذا كان يحق للمظلوم في شأن يخصه أن يدعو على ظالمه، والله يستجيب دعوته، أفلا يحق للمسلمين أن يدعوا بالهلاك على من يظلمهم بنشر الفساد بينهم؟! أو ليس ذلك الظلم أعظم من ظلم الناس في أموالهم؟! وإن دعاء الصالحين على المفسدين مما يدفع الله به فساد الأرض، وليحذر المفسدون في الأرض من الاغترار بإمهال الله؛ فإن الله يمهل ولا يغفل).
ولفت إلى الفرق بين الدعاء بالهلاك والدعاء باللعن، مبيناً أنه يجوز لعن عموم الكافرين، ولا يجوز الدعاء بالهلاك على عموم الكافرين، كما يقول بعضهم: اللهم عليك بالكافرين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، فإن هذا الدعاء غير مشروع، وهو يخالف ما علم من سنة الله من وجود أوليائه وأعدائه ليبلوا بعضهم ببعض، وأما لعن الكافر المعين ففيه خلاف، ولا يجوز لعن المعين من عصاة المسلمين.
وفي ما يلي نص البيان

اضافة اعلان

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد؛ فإن الله خير الناصرين، وقد وعد من ينصره بالنصر المبين، (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)، ولذا دأب الأنبياء والصالحون على الاستنصار بالله على أعدائهم، كما دعا نوح عليه السلام: (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستنصار بالله، كما استغاث بالله في غزوة بدر، فاستجاب الله له، (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)، ومن أنواع الاستنصار بالله: الدعاء بالهلاك على طوائف أو أعيان من الكافرين والمفسدين في الأرض، وإذا كان يحق للمظلوم في شأن يخصه أن يدعو على ظالمه، والله يستجيب دعوته، كما قال صلى الله عليه وسلم: (واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، أفلا يحق للمسلمين أن يدعوا بالهلاك على من يظلمهم بنشر الفساد بينهم؟! أو ليس ذلك الظلم أعظم من ظلم الناس في أموالهم؟! قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، وإن دعاء الصالحين على المفسدين مما يدفع الله به فساد الأرض، (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، وليحذر المفسدون في الأرض من الاغترار بإمهال الله؛ فإن الله يمهل ولا يغفل.
وإن مما ينبغي التنبه له الفرقُ بين الدعاء بالهلاك والدعاء باللعن، فيجوز لعن عموم الكافرين، (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ)، ولا يجوز الدعاء بالهلاك على عموم الكافرين، كما يقول بعضهم: اللهم عليك بالكافرين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، فإن هذا الدعاء غير مشروع، وهو يخالف ما علم من سنة الله من وجود أوليائه وأعدائه ليبلوا بعضهم ببعض، وأما لعن الكافر المعين ففيه خلاف، ولا يجوز لعن المعين من عصاة المسلمين.
بخلاف الدعاء بالهلاك؛ فإنه يجوز على المعين من الكافرين فرداً أو جماعة، بل يجوز على المعين ممن علم نفاقه، أو عرف بالشر والفساد من المسلمين، فإن في ذلك صلاحاً للمسلمين، فنسأل الله أن يصلح أمر المسلمين، وأن يهلك من في هلاكه صلاح المسلمين. وصلى الله وسلم على محمد.

أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك

الأستاذ (سابقاً) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
22/صفر/1434هـ

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook