تواصل - فريق التحرير:

إذا ما كان النجاح هو الأمنية التي يبتغيها جميع الناس، فإن تحقيقها ليس سهل المنال، بل يتطلب بذل الجهد والعرق، والتغلب على عوامل الفشل، والقدرة على النهوض مجددًا.

ويقول الكاتب عثمان بن حمد أباالخيل عبر جريدة "الجزيرة"، إن الإنسان في حياته يواجه نجاحات ترفع من معنوياته وإخفاقات تصدمه لكنه في كل مرة يسلك طريقاً آخر لتحويل الإخفاق إلى نجاح وهذا هو الإنسان الذي لا يتذمر ولا يحمل غيرة المسؤولية ولا يبحث عن شماعة وما أكثر الذين يبحثون عن شماعة إنهم من يمثلون دور الضحية.

وحلل أبا الخيل سلوك الشخصية التي ترتدي على الدوام ثياب الضحية على النحو التالي:

-الإنسان الذي يرى نفسه ضحية دائمًا يبحث عن أسباب خارجية من أجل تبرير بعض السلوك والتصرفات التي يقوم بها في كثير من الأحيان

-يبحث عن اهتمام من حوله ويجذب انتباههم إليه، ويحصل على تعاطفهم معه إنهم كثر في محيطك

-في داخلهم طاقة سلبية مؤلمة وعلى ألسنتهم لوم الآخرين ينظرون لأنفسهم نظرة دونية.

-هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بأن تعاستهم ناتجة عما يقوم به الآخرون من أفعال وأقوال، هاربين من واقعهم الذي صنعوه بأنفسهم.

اقرأ أيضًا:

حتى لا تقع ضحية قرصنة.. علامات يجب الانتباه لها قبل تنزيل التطبيقات من «جوجل بلاي»

العيش بـ عقلية الضحية

ويرى أن من يعيش بـ "عقلية الضحية" يعمل على "اصطناع الوقوع ضحية لمجموعة متنوعة من الأسباب مثل تبرير تعسف الآخرين كالرغبة في الإحساس بشفقة الآخرين ونيل مساعدتهم وجذب انتباههم".

ويشرح الكاتب الدوافع التي تجعل البعض يتظاهر على أنه ضحية للآخرين، قائلاً: "للأسف من يمثل دور الضحية يعتقد دائمًا وأبداً أنه مظلوم، ومجنيٌّ عليه، يستخدم المغالطة والتعميم ليبرر لنفسه أفعاله، وكأنها رد فعل لمن حوله، ولسوء تعاملهم معه. وإذا واجهناه بمنطق في الكلام، أو حاولنا توضيح الأمر له، ووضع الأمور في نصابها الحقيقي؛ تهرّب وتملص وعاش دور الضحية".

وبين أبا الخيل، أن طريقة تفكير الإنسان هي التي سوف تحدد الأسلوب الذي سوف يعيش وفقًا له بقية حياته"، مذكرًا بأن طريقة التفكير تنعكس على سلوكيات وأفعال الشخص في الحياة الواقعية.

وأشار إلى أن هناك ما يسمى متلازمة الضحية أو عقدة الضحية ربما هو ذلك الإنسان الذي دائماً في حديث سلبي مع نفسه والذي يقول: أنا أستحق الأمور السيئة التي تحدث لي.

وطالب الكاتب من يصاب بدور الضحية بالسعي الحثيث للتخلص من تلك المشكلة، وفق الآتي:

-التوقف إلقاء اللوم على الناس من حوله فيما يواجهه من مشاكل وصعوبات.

-عليه ألا يظن إنّ الجميع يراقبونه ويتحدثون عنه بسوء خلسة وهذا ظن.

-عليه تغيير عقليته وتحررها من قيود فرضها عليها بنفسه.

-حين تكون الأبواب موصدة بوجهه عليه طرق باب العلاج النفسي.

اقرأ أيضًا:

واصل المحاولة..كيف تبني ثقتك بنفسك بعد الفشل؟

كيفية التعلّم من الفشل وتحويله إلى نجاح

ويقدم موقع "إيجابي"، مجموعة من المقترحات التي تساعد الإنسان على التعلم من الفشل وتحويله إلى نجاح:

-واجه فكرة الخوف من الفشل: إذا فشلت مرة فهذه ليست النهاية، والفشل ليس سببًا منطقيًا للخوف وعدم المحاولة من جديد، تذكّرأن خوفك من عدم فعل أي شيء والبقاء مكانك يجب أن يكون أكبر من خوفك من التجربة والمحاولة، وعندها ستبدأ بالنهوض مجددًا.

-كن منظمًا وضع خططًا وأهدافًا: من أهم الخطوات العملية بعد السيطرة على مشاعر الفشل، التوجه إلى الفعل الذي سيقودك إلى النجاح وهوالتنظيم والتخطيط ووضع الأهداف التي تريد تحقيقها، والمهارات التي تود أن تطورها، إلى جانب التدرّب على استثمار وقتك بشكل صحيح.

-اتخذ خطوة، وابتعد عن التسويف: بعد أن تحدّد أهدافك، ابدأ بتنفيذها ولا تماطل، ولا تجعلها مجرد حبر على ورق وأماني ورغبات، فحتى لو حققت تقدمًا بسيطًا يوميًا، تذكّر أن تراكم هذه التقدمات يومًا بعد يوم سيوصلك إلى الهدف الذي تريده وإلى النجاح.

-تعرّف إلى نفسك: في الوقت الذي يمضي فيه بعض الناس وقتهم في الشكوى والتذمر من الفشل، يجد آخرون الفشل فرصة للتعرف إلى أنفسهم عبر طرح بعض الأسئلة مثل: ما أسباب الفشل؟ وما الأخطاء التي اُرتُكبَت؟ وكيف يمكن تخطيها؟ وما الجوانب التي تحتاج إلى عمل أكثر وتطوير أكثر؟ وبإجابة هذه الأسئلة سيتحول الفشل إلى فرصة للنجاح وتحقيق الأهداف.

-لا تتردد في طلب المساعدة: لا تفكّر دائمًا أنه يجب عليك تجاوز الفشل بمفردك، لا بأس من طلب المساعدة ممن حولك مثل صديق تثق به، أو طبيب نفسي، أو مرشد، سيساعدونك في التقدّم وتجاوز الأزمة.

-لا تفقد الثقة بنفسك: يمكنكَ أن تعتبر هذه النصيحة الأولى والأخيرة في التعلم من الفشل، تذكّر أنك قادر على المحاولة مرة أخرى والنجاح، يمكنك البحث في الإنترنت عن قصص ناجحين ورائدي أعمال وملهمين، فشلوا وتعثروا ولكنهم أصبحوا ناجحين ويشار إليهم بالبنان، وذلك لتحفيزك مجددًا، ولا تنسَ أن الفشل طريقة من طرق النجاح وليس نهاية المحاولات.

نصائح للتغلب على الفشل

إذا سألت نفسكَ كيف يمكنني التغلب على الفشل؟، إليك الإجابة في النقاط الآتية:

-تقبّل مشاعر الفشل ولا تقاومها، وتحمّل مسؤولية الفشل: يُنصح بتقبّل المشاعر التي تأتي مع الفشل كالحزن، والقلق أو الغضب، أو الشعور بالاستياء، وعدم الهروب منها أو مقاومتها، لأن عيش هذه المشاعر والاعتراف بها، سيعطيك دافعًا للعمل باجتهاد أكثر، والتحسُّن في المحاولة القادمة، إلى جانب ذلك يُنصح أيضًا بعدم إلقاء اللوم على الآخرين بشكل كامل كالظروف أو الأحداث أو الأشخاص، وإنّما تحمّل مسؤولية الجزء الخاص بك بعد التفكير في أسباب الفشل بشكل منطقي.

-تجنّب الهرب إلى العادات المضرّة: عندما تشعر بالفشل حاول أن تركّز على طريق إيجابي لمواجهة مشاعرك بدلًا من الهروب إلى تناول مسكنات مضرّة مؤقتة مثل الكحول، أو المخدّرات، لأنّها ستضرّك، هذا فضلاً عن أنّها لن تحل المشكلة، حاول أن تتعرّف إلى أسباب الفشل وتعالجها وتتعلم مهارات جديدة.

-صف الفشل بعبارات إيجابية: ولا يعني ذلك تبرير الأخطاء التي أوصلتك إلى الفشل، ولكن استخدم عبارات إيجابية لتحفيزك على المحاولة مرة أخرى، فمثلًا بدلًا من أن تقول:" أنا فاشل لأنني لم أجد عملًا حتى الآن"، يمكنك أن تقول:" ما زلتُ أبحث عن عمل، وقد استغرقتُ وقتًا أطول مما توقعت".

-احتفل بالفشل: قد تبدو الجملة غريبة، ولكن بما أن الفشل هو طريق نتعلّم منه للوصول إلى النجاح فمن المنطقي أن نحتفل بالإخفاق أيضًا، ولكن كيف؟ إذا ذهبت إلى مقابلة عمل وقوبلتَ بالرفض وفشلت في الحصول على وظيفة، لا تسمح للأفكار السلبية بمهاجمتك فاجئها، وقل:" أنا أستحق قطعة من الشوكلاتة، أو آيس كريم على الجهد الذي بذلته للتحضير للمقابلة"، وبهذا تكون قد ركزت على الجانب الإيجابي من الفشل، وجعلته جديرًا بالاحتفال.

-قم بنشاط يريحك: عندما تشعر بالفشل وما يرافقه من مشاعر سلبية، قم بنشاط يريحك كالمشي، أو الاتصال بصديق، أو خذ حماماً دافئاً، أو جرب التنفس بعمق، اختر ما يُناسبك وطبّقه، ويُنصح بأن تحتفظ بقائمة فيها مجموعة العادات أو النشاطات الصحية التي تفعلها عند الشعور بحالة سيئة أو سلبية وتريحك، حتى لا تندفع تحت تأثير مشاعرك إلى سلوك طرق غير محمودة وتأثيرها سلبي عليك.