تواصل - فريق التحرير:
استطاع مبتعث سعودي أن يحول حياة قعيد هولندي إلى الأفضل، وأن يكسر العزلة التي يعاني منها، بعد 63 عامًا من ملازمته لكرسي متحرك إثر حادث تعرض له، مما يحد من حركته واختلاطه بالآخرين إلى حد كبير خارج مقر إقامته.
لكن الشاب نايف العنزي، نجح في أن يكسر الحواجز ويشيّد صداقة غير مألوفة مع العجوز الهولندي "يان"، (72 عامًا) وأن يساعده في التغلب على عناء الوحدة القاسية ومحدودية حركة جسده.
اقرأ أيضًا:
بعد الإطاحة بالقاتلة.. وصول جثمان الطالب المبتعث “الوليد الغريبي” للمملكة خلال أيام
كيف تعرف العنزي على يان؟
وقال العنزي لموقع "العربية.نت"، إنه تعرفه على "يان" بفضل صديق له، أخبره عن إمكانية التقديم على برنامج تطوعي، يوصل الناس إلى كبار السن لمساعدتهم ومعاضدتهم في أزماتهم المفروضة عليهم، كالمعزولين عن محيطهم، والمصابين بإعاقات حالت بينهم وبين حياتهم الاجتماعية.
وتقدم طالب الطب في جامعة خرونينجن شمال هولندا، عبر البرنامج مع صديقه، ليلتقيا مع العجوز الذي وضع فيما بعد صورة لهما سويًا عند مدخل منزله، ويرى أن "التعامل الطيب" خُصلة جعلته يكسب هذه الصداقة، وبات "يان" يزعم بأنها أهم رفقة في حياته.
اقرأ أيضًا:
صاحبة المنزل الذي يقيم فيه المبتعث المغدور “وليد الغريبي” تبكيه: “خلوق جدًا”
رد الإحسان
وبسبب الحادث الذي تعرض له، أُصيب الهولندي بتشنجات دائمة في الجهة اليسرى من جسده، أعاقت نشاطاته الطبيعية، وباءت به إلى الانفراد والخلوة بذاته، وتتسم شخصيته الطيبة بتقدير المعروف ومحاولة رد الإحسان بما يستطيع، بيد أنه مولع بالقراءة خصوصًا في التاريخ، مثل ما كشف العنزي.
وبات الشاب والعجوز يقضيان الوقت بالحديث والتجول في البلدة وزيارة أبرز معالمها، وخوض التجارب المرحة، فيما لم يبخل "يان" بتطوير لغة صاحبه الهولندية، إذ يصحح أخطاءه ويزوده بمصطلحات جديدة.
فيما عبر يان عن أنه بات "لا يخالجه شعور الوحدة" بفضل صداقته مع العنزي الذي يقول إن الترابط الاجتماعي هشّ في الثقافة الغربية بخلاف المجتمع السعودي، مؤمنًا بأهمية هذه الممارسة الناجعة، غير أن التعاليم الإسلامية تحثّ عليها لفوائدها على الإنسان.
