الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

كذبة شاب ودعوة أب.. كيف أصيب "عبدالله بانعمة" بالشلل الرباعي؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

كما يُقال "تأتي المنحة من المحنة"، فقد كانت حياة الشاب عبدالله بانعمة، تشبه حياة شباب كثيرين في سنه، حيوية وانطلاقًا، وربما تمردًا على الحياة التي يتمناها الأهل لهم.

اضافة اعلان

كان عمره آنذاك 17عامًا في المرحلة الثانوية، وكان في ذلك الوقت يهوى ممارسة رياضات الدفاع عن النفس، مثل الكاراتيه وغيرها، حتى صار محترفُا فيها، وكان في الوقت ذاته يدخن، لكنه كان يخفي ذلك عن والده الذي عندما سأله عما إذا كان يدخن أنكر خوفًا منه، وحلف بالله كذبًا أنه لا يدخن، فدعا عليه والده قائلاً: "الله يكسر رقبتك إن كنت تدخن".

اقرأ أيضًا:

قالوا عن عبدالله بانعمة: هذا آخر ما فعله.. وعبارة لم تفارق لسانه

مصيبة الحلف بالله كذبًا

يتحدث بانعمة عن تلك الواقعة، فيقول: "هذه يا إخوتي مصيبة عظيمة كنت أشوفها تافهة ومعظم الناس اليوم تشوفها تافهة وهو الحلف الكذب، وأنا كذبت على والدي إني لا أدخن والحلف الكاذب قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو اليمين الغموس، وأنا كذبت وحلفت أيضًا والله لا أدخن وكان الوقت يشير الى الواحدة بعد منتصف الليل، وكان رد الوالد الله يبارك في عمره إن كنت يا عبد الله تدخن الله يكسر رقبتك، وأيضًا رفعت صوتي على والدي، وذهبت لأنام وبعدها صحاني لصلاة الفجر لكني ما صليت، ورجعت نمت وفي الصباح ذهبت إلى المدرسة وأنا متأمل ومتيقن أني سوف أعود إلى البيت".

لكن في اليوم التالي من أحد أيام عام 1993، هرب الشاب بانعمة من المدرسة رفقة أصدقائه إلى الشاليهات، ليمارس معهم السباحة التي كان يحبها، لكنه بحماسة الشباب وقتها قرر خوض معهم التحدي لإظهار مهارته، وقرر القفز في حوض السباحة من مسافة أطول منهم، وأثناء ذلك التوت رقبته أسفل جسده، وانكسرت، وظل تحت الماء قرابة 15 دقيقة، حتى تم إنقاذه والذهاب به إلى المستشفى.

عجوز تصدق عليها تدعو له 

يتذكر بانعمة، تلك الدقائق العصيبة التي مر بها، ويقول: "تحت الماء شاهدت شريط حياتي لحظة بلحظة ومنها صورة لامرأة عجوز أعطيها صدقة في وقت سابق وأشاهدها أمام عيني وهي ترفع يدها للدعاء وطلعوني من الماء جثة هامدة وقلبوني على بطني وانتقلت إلى المستشفى".

ظل بانعمة راقدًا بالمستشفى في حالة صحية سيئة لم تنجح معها محاولات إعادته للوقوف ثانية على قدميه جراء الحادث الذي تسبب في كسر الفقرات الثالثة والرابعة والخامسة.

ومكث 4 سنوات في المستشفى، أجرى خلالها 12 عملية 6 منها في الرقبة فقط، وبلغت مدة أقل عملية 11 ساعة، حيث قام الأطباء بنقل أجزاء من جسمه إلى الرقبة، فضلاً عن ثلثي الرئة.

واستمر لمدة 9 أشهر لا يمكنه التحدث مع أحد، ولا يستطيع التنفس إلا عن طريق فتحة في حلقة متصلة بالرئة، وظل لمدة ثلاثة أشهر يستخدم حقنة مرتين يوميًا، صباحًا ومساءً، حيث كان سعر الحقنة الواحدة 300 ريال.

اقرأ أيضًا:

الآلاف يُشيّعون الداعية الراحل عبدالله بانعمة ودفنه بمقبرة البقيع بالمدينة (فيديو)

شلل رباعي 

ونقل بعدها إلى مستشفى آخر لإجراء عملية بكلفة نصف مليون ريال، وبعد أن أجرى جميع الفحوصات ودخلي غرفة العمليات، رفض الأطباء إجراء الجراحة له، وعند استفساره عن السبب قالوا إن نسبة نجاحها 1 في المائة ويمكن أن يموت على إثرها، ليخرج من الحادث في النهاية مصابًا بشلل تام بجميع جسده.

وأخذت حياته منحى مختلفًا بعد ذلك، حيث تحرك في الدعوة إلى الله، لا يملك سوى للسانه فقط ليحركه، لكنه على الرغم من ذلك أصبح من مشاهير الدعاة، وتحديدًا عقب مقابلة أجراها في عام 2006مع قناة "المجد"، حيث لفت انتباه المشاهدين إليه، وتحول من داعية معروف على المستوى المحلي، إلى داعية شهير في أفطار الوطن العربي.

فقد ظهر وقتها مع الشيخ الرائد سامي الحمود، معد برنامج "الجانب المظلم" في قناة "المجد"، وكان ذلك يوم الأربعاء 17 رجب، وقد كان للمقابلة أثر كبير في نفوس المشاهدين، حتى إن امرأة تتحدث الفرنسية حضرت إلى منزله للحديث معه، وعندما شاهدته بكت، وقالت بتأثر: "هؤلاء أولادي وأنا فرنسية الاصل كنت مسيحية وأسلمت وتزوجت من سعودي، وأهلي يحاربوني لكي أرجع الى النصرانية وهربت وأنا أعيش مع زوجي في المملكة، وأنا شاهدتك في فرنسا على قناة المجد والأولاد أيضًا أرادوا أن يسلموا عليك".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook