تواصل - فريق التحرير:
هل يمكن أن تحدد قوة مصافحتك ما إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالاكتئاب؟.
وفقًا لدراسة جديدة رئيسية، هناك فرصة جيدة لذلك - مما يعني أن الأطباء قد يتمكنون في المستقبل من معرفة ما إذا كان المريض في المراحل الأولى من الاكتئاب عن طريق المصافحة.
اقرأ أيضًا:
«الصحة»: المصافحة بـ«مجلس عزاء» تتسبب في إصابة خمسة أسر بـ«كورونا»
قوة المصافحة
وتتبع الباحثون في كلية الطب بجامعة يونسي بكوريا الجنوبية، أكثر من 51ألف شخص بالغ، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم قبضة أضعف كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب غير المشخّص بثلاث مرات أكثر مقارنة بمن يملكون مصافحة أقوى.
وسجل الأطباء درجة قبضة كل مشارك ثم جعلوهم يكملون تقييمًا لصحتهم العقلية، وتضمن ذلك الموافقة أو عدم الموافقة على عبارات مثل "أنا منزعج من أشياء لا تقلقني عادة" و"شعرت أن كل ما فعلته كان مجهودًا".
وعندما حلل الباحثون النتائج، وجدوا أن أولئك الذين لديهم مصافحة أضعف كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا للاتفاق بقوة مع العبارات.
والسبب في ذلك غير واضح، ولكن إحدى النظريات هي أن الإمساك بقبضة أكثر ليونة يمكن أن يكون مؤشرًاً على ضعف القوة البدنية بشكل عام، والناجمة عن قلة النشاط البدني - وغالبًا ما تكون السمة المميزة لتدهور الصحة العقلية.
بالإضافة إلى الصحة النفسية، فقد ثبت بالفعل أن مصافحة المريض توفر نظرة ثاقبة حول احتمالية الإصابة بالخرف وأمراض القلب وحتى - لدى الرجال - ضعف الانتصاب.
اقرأ أيضًا:
استشاري يوضح مدى إمكانية انتقال «الأنفلونزا» بسبب المصافحة ولمس النقود
قوة قبضة اليد خلال مراحل العمر
وتختلف قوة القبضة بشكل كبير خلال حياتنا، وتبلغ ذروتها في أواخر العشرينات من العمر قبل أن تنخفض تدريجيًا مع تقدمنا في العمر.
وعلى سبيل المثال، يجب أن يكون الرجل الذي يتراوح عمره بين 25 و 30 عامًا قادرًا على تسجيل 40 إلى 50 كيلوجرامًا في اختبار قوة القبضة، حيث يقوم بإمساك جهاز محمول بنابض بأقصى قوة ممكنة.
أما المرأة التي في نفس العمر، فإنها تحمل ما يتراوح ما بين 25 إلى 30 كجم. لكن عند سن السبعين، ينخفض إلى 35 إلى 40 كجم للرجل وحوالي 20 كجم للمرأة.
والسبب وراء ذلك الفقدان التدريجي لكتلة العضلات وقوتها كجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، والتي تبدأ من سن الأربعين ولكنها تتسارع بعد سن 65، على الرغم من أن معدل تطورها يختلف من شخص لآخر .
ويستخدم الأطباء بالفعل اختبار قبضة اليد لتتبع الضعف في الشيخوخة بين أولئك الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر المعاناة من السقوط الذي قد يؤدي إلى كسور في المفاصل مثل الورك.
إنذار مبكر للأطباء
ويعتقد بعض الباحثين الآن أن تراجع قوة القبضة يمكن أن يكون بمثابة إنذار مبكر مفيد للأطباء، مما يمكنهم بعد ذلك من إعطاء نصائح حول نمط الحياة، مثل تدريب القوة لاستعادة قوة العضلات لأولئك المعرضين لخطر الضعف العام.
ويمكن أن يكون الإمساك بقبضة أكثر ليونة بمثابة علامة حمراء لمجموعة من الأمراض.
ووجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة سونشون هيانج بكوريا الجنوبية عام 2018، أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 79 عامًا والذين يعانون من أضعف قبضة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمرتين إلى ثلاث مرات من أولئك الذين لديهم أقوى ثبات.
ووجدت دراسة أخرى، أجراها باحثون في جامعة ساوثرن ميديكال في قوانجتشو بالصين، أن كبار السن الذين لديهم مصافحة قوية كانوا أقل عرضة بنسبة 55 في المائة للإصابة بالخرف مقارنة بأصحاب المصافحة الضعيفة.
وأظهرت دراسات أخرى أن ضعف الوظيفة الجسدية - مثل ضعف الإمساك وبطء المشي - يمثل إنذارًا مبكرًا للإصابة بالخرف.
وكشفت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة تشونام الوطنية في كوريا الجنوبية عام 2018، أن الرجال أصحاب المصافحة القوية كانوا أقل عرضة بنسبة 20 في المائة للإصابة بضعف الانتصاب.
قالت كارمين باريانت، أستاذة الطب النفسي البيولوجي في كينجز كوليدج لندن، إن النتائج الأخيرة حول قوة القبضة والصحة العقلية أكدت أن الاثنين مرتبطان.
لكنها أكدت أن المصافحة من غير المرجح أن تكون بديلاً مناسبًا لتقييم نفسي مناسب. وقالت لصحيفة "ديلي ميل": "تقل القوة العضلية لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وهذا البحث مهم في التأكيد على العلاقة الوثيقة بين الصحة العقلية والبدنية".
