تواصل - وكالات:
فيما يواصل المرض الانتشار في لبنان منذ نحو شهرين، وبالأخص في محافظات الشمال والبقاع، وسط محاولات محلية ودولية لاحتوائه، أصابت الكوليرا عددًا من نزلاء دار لرعاية المسنّين شمال البلاد، حسبما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت الوزارة في بيان، أن "عشرات الإصابات بالكوليرا ظهرت في مركز تابع لجمعية الخدمات الاجتماعية للمسنين، في طرابلس شمال لبنان".
وأشارت إلى أنه "تم عزل من كانت لديه أعراض المرض عن باقي المسنّين، فيما نُقل 14 شخصًا إلى المستشفى كإجراء وقائي واستباقي، منعًا لأي تدهور في وضعهم الصحي".
وأضافت الوزارة أن "الباقين (نزلاء المركز) الذين لم يظهروا أي أعراض إصابة، وعددهم يفوق 250 شخصًا، بدأت عملية تلقيحهم".
اقرأ أيضًا:
وفاة أكثر من 180 شخصًا بسبب الكوليرا في هذه الدولة
أيام من المعاناة
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصابين في الدار، معاناتهم منذ أيام من الإسهال الحاد والغثيان، ليتمّ إبلاغهم بأنهم مصابون بالكوليرا.
وقالت زينب أيوب، التي تعيش في المركز منذ 3 أشهر: "عانيت منذ أيام من الإسهال الحاد والغثيان، ليتمّ إعلامي بأنني مصابة بالكوليرا".
ولا يختلف حالها عن خالد الذي يتلقى العلاج أيضًا في مستشفى طرابلس الحكومي، والذي كشف أنه عانى من الغثيان والإسهال جراء الإصابة بالمرض.
وقالت كارن عبد اللطيف، إنه "بعد معاناة عدد من قاطني دار المسنين من الإسهال وتشخيص إصابتهم بالكوليرا، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج"، وأضافت: "وضعنا اليوم أفضل ونشعر ببعض التعب".
اقرأ أيَضًا:
إصابة مواطن كويتي بالكوليرا بعد عودته من دولة مجاورة
الكوليرا ليست لعبة!
وقال مدير مستشفى طرابلس الحكومي، ناصر عدرا: "فور إعلامنا بوجود حالات إسهال في المركز، تم التدخل بشكل سريع لإجراء التحاليل اللازمة للمرضى وتبيّن وجود إصابات بالكوليرا".
وطمأن أن "الأمور تحت السيطرة والوضع مستقر والتحاليل مستمرة لمعرفة مصدر الإصابات، إن كانت من الماء أو الطعام"، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة ستعلن عن النتائج فور صدورها.
وتابع: "الكوليرا ليست لعبة، ولو لم نكن على استعداد لما تمكّنا من الاستجابة السريعة وساء الوضع".
وزارة الصحة تدعو للحذر
وفي محاولة لمنع تفشي المرض أكثر، دعت وزارة الصحة إلى الحذر وعدم إهمال الإجراءات الوقائية واستخدام المياه النظيفة والخضار المعقمة، والإسراع في تلقّي اللقاح.
وحتى مساء الأحد، أصيب نحو 600 شخص في لبنان بالكوليرا، توفي منهم 20، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة.
وفي 12 نوفمبر الجاري، أطلق لبنان حملة وطنية للتلقيح ضد الكوليرا في 4 محافظات، هي الشمال وعكار والبقاع وبعلبك-الهرمل.
وفي 6 أكتوبر الماضي، أعلن لبنان تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا في البلاد منذ عام 1993.
والكوليرا مرض يعاني المصاب به من إسهال حاد يمكن أن يؤدي للوفاة في حال لم يُعالج، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وجاء انتشار الكوليرا ليزيد من صعوبة الوضع لللبنانيين الذين يعانون منذ نحو 3 سنوات، من أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية وهبوط حادّ بالقدرة الشرائية.
