تواصل - فريق التحرير:

كغيرها من دول أمريكا الجنوبية، يرجع وجود المسلمين في كولومبيا إلى عقود طويلة خلت، فالوجود الإسلامي في هذه الدولة يعود إلى أكثر منذ 500عام، وتحديدًا مع اكتشاف الأمريكيتين رسميًا، حيث نزح العديد من المسلمين إلى العالم الجديد في ذلك الوقت.

ويبلغ إجمالي عدد السكان في كولومبيا حوالي 44 مليون نسمة، يشكل عدد المسلمين منهم حوالي 80 ألف نسمة.

ووطأت أقدام المسلمين بلاد أمريكا الجنوبية منذ فترة طويلة من خلال رحلات مسلمي قرطبة في المحيط الأطلسي ،التي استفاد منها (كولومبوس) فيما بعد، والتي ذكرها المسعودي في كتابه (مروج الذهب)، وذكر فيه أن الإسلام دخل إلى أمريكا اللاتينية ومنها كولومبيا منذ اكتشاف أمريكا في القرن الخامس عشر، مع العبيد الذين جُلبُوا من شمال وشرق أفريقيا، وقد استقر أغلبهم في البرازيل، ثم انتشروا في باقي أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية.

وكانت أغلبية هؤلاء الساحقة من المسلمين، الذين أُرغموا على ترك دينهم تحت التهديد والتعذيب والقتل.

وكانت هناك محاولة ثانية للهجرة في القرن السادس عشر، وبعد تحرير العبيد وعودة كثير منهم إلى هذه الديار، بالإضافة للهجرات المكثفة في خمسينيات القرن الماضي؛ من الهند، وباكستان، ولبنان، وسوريا عامة.

اقرأ أيضًا: 

لم يتمالك دمعه عندما رأى «الكعبة».. شاب كولومبي جاء المملكة للعمل فهداه الله لـ«الإسلام»

أماكن تمركز المسلمين في كولومبيا

ويعيش أغلب المسلمين في العاصمة بوجوتا ومياكو، وبرانكليا، وكالي، وأكبر تجمع لهم في مدينة ميكاو، التي تبدو الحياة فيها وكأنها قرية عربية، حيث يعيش ما يزيد على 5 آلاف نسمة من السكان العـرب 80 في المائة من المسـلمين السُّنة، و20 في المائة من الشيعة، والباقي من الدروز والمسيحيين العرب، ومعظمهم من لبنان وسوريا.

وتأسس أول مركز إسلامي في عام 1993، وقد قام بتأسيسه الدكتور "خوليان أبرتوروزا أباتا"، بعد ثلاث سنوات من إسلامه.

وهناك عدد كبير من المؤسسات الخيرية والمنظمات الإسلامية والمساجد، مثل: مسجد بلال، ومسجد الجمعية الخيرية الإسلامية في برانكيا، ومسجد ذي النورين عثمان بن عفان، والجمعية الخيرية في بيدوبار، ومسجد مياكو.. ومن المدارس الإسلامية مدرسة دار الأرقم، والمدرسة العربية الكولومبية، ومدرسة مياكو.

اقرأ أيضًا:

كولومبيا تعترف بدولة فلسطين

اهتمام متزايد بالإسلام في كولومبيا

ويقول إلياس مرزوقي، الرئيس المؤسس لمعهد الإمام القرطبي في بوجوتا، إن الاهتمام بالتعرف على الإسلام يتزايد بين الشباب الكولومبي يوما بعد يوم.

وأضاف مرزوقي لوكالة "الأناضول"، أن كولومبيا تحتضن جالية مسلمة كبيرة، ويعتنق الإسلام شخصان أو ثلاثة أسبوعيًا معظمهم من الطلاب، حيث يشكل المسلمون الجدد ما نسبته 70-80 بالمائة من أبناء الجالية المسلمة في كولومبيا، غالبيتهم من النساء.

ويضم معهد الإمام القرطبي، مسجدًا ومدرسة لتدريس الفقه الإسلامي والفلسفة. وبالإضافة إلى الأنشطة التي يجريها مرزوقي في معهده، فإنه يشارك في إلقاء محاضرات عن التاريخ الإسلامي في جامعة روزاريو في بوجوتا.

وذكر أن غالبية المسلمين الذين يترددون على مسجد الإمام القرطبي في بوجوتا من الأشخاص الذين اختاروا الإسلام بين سن 15 و40، وهم ممن ينتمون إلى الطبقة الاقتصادية المتوسطة، والذين يهتمون بشكل البالغ بالتعرف على الإسلام.

وبحسب مرزوقي، فإنه لا يوجد صراع بين المسلمين وغير المسلمين بشكل عام في أمريكا الجنوبية، ولم تقع مثل هذه الأحداث عبر التاريخ، ولايوجد تمييز أو هجمات عنصرية ضد المسلمين في كولومبيا.

كما أن أبناء الجالية المسلمة يستطيعون العيش وممارسة النشاطات الدينية الخاصة بهم في المجتمع دون أي ضغوط أو تمييز.