الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

‏وزير العمل يدعو (مغردي تويتر) بينما يتجنب لقاء التجار والمشايخ.. لماذا؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تقرير خالد العبدالله:

 

تلقى عدد من مغردي "تويتر" دعوة للعشاء مع وزير العمل من أجل الاستئناس برأيهم في مواضيع تخص الشأن السعودي العام.

اضافة اعلان

 

الدعوة التي تلقاها النشطاء كانت في برقية من المهندس عادل فقيه وزير العمل لحضور عشاء خاص في أحد الفنادق لأخذ رأيهم في عدد من الموضوعات الهامة.

 

ونوهت البرقية إلى رغبة الوزير في إيضاح الحقائق المتعلقة بقرار رفع رسوم العمالة الوافدة إلى 2400 ريال سنوياً، خاصة أن الشخصيات الموجهة إليها الدعوة يتميزون بأنهم أصحاب نشاط في التواصل الاجتماعي (تويتر) بارز، ولهم تأثيرهم في توجيه الرأي العام السعودي، ولا سيما لدى فئة الشباب التي تشكل الشريحة الأبرز في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وحفلت ردود الأفعال على تلك الدعوة بآراء متباينة حول مغزاها وما ترمي إليه، والتوقيت الذي جرت فيه.. وما زالت الأسئلة تتوالى حتى الآن دون إجابة شافية، وتتطرق الإجابات في أحيان كثيرة إلى جوانب أخرى غير مرئية من المشهد، فتطرح مزيداً من الأسئلة.

 

ماذا وراء الدعوة؟

 

يرى كثير من المهتمين بالشأن العام أن وزير العمل يريد أن يحظى بظهير شعبي يؤيد قراراته ويسوّق لها، ووجد ضالته في نجوم تويتر الذين يتمتعون بشعبية جارفة على الشبكة العنكبوتية ويتابع حساباتهم آلاف الشباب في مختلف أنحاء المملكة، للترويج لقرارات ربما تكون مرفوضة شعبياً ولا تحظى برضا المجتمع، أو تحييد تلك الفئة على الأقل وقطع الطريق على هجوم متوقع على قرارات الوزير انطلاقاً من قاعدة تويتر الإلكترونية.

 

لماذا الشباب وليس الغرف التجارية؟

 

تساءل بعض المغردين عن جدوى اجتماع وزير العمل بالشباب، مشيرين إلى أن الأولى الاجتماع مع رجال الأعمال في الغرف التجارية، لأنهم أصحاب الشأن الأول والأخير، وهم من سيتحملون الضرر الأكبر من قرار رفع رسوم العمالة الوافدة.

 

حوار مجتمعي

 

وأكد آخرون أن قرار رفع رسوم العمالة يحتاج إلى حوار مجتمعي واسع لأنه سيؤثر على كافة مفاصل قطاع الأعمال السعودي، ما سينعكس بدوره على المواطن، ويخشى هؤلاء من ارتفاع الأسعار، ولا سيما السلع الاستهلاكية التي يتوقع أن تشهد ارتفاعاً خلال الأيام القادمة، لمحاولة التجار تعويض خسائرهم التي تكبدوها بسبب قرار وزير العمل، كما يتوقع البعض ارتباكاً شديداً في السوق العقاري، نظراً لأن معظم شركات المقاولات تعاني من شح العمالة وتعتمد بشكل أو بآخر على المعروض في السوق المحلية لسد العجز، وهو ما سيعرضها لخسائر فادحة عند تطبيق قرار وزارة العمل، وستحاول تلك الشركات تعويض خسائرها أيضاً على حساب المواطن.

 

ماذا جرى بعد لقاء المشايخ؟

 

يربط كثير من المحللين بين دعوة وزير العمل لنشطاء تويتر وإعراضه عن المشايخ الذين توجهوا إليه لمناقشته في بعض القرارات المتعلقة بعمل المرأة، والتي قوبلت بعاصفة من النقد والاستياء لدى شرائح واسعة من المجتمع.

 

ووجّه المشايخ اللوم للوزير، مشيرين إلى أن قراراته تخالف أعلى سلطة شرعية في البلد، وهي هيئة كبار العلماء، وقرأ المشايخ خطاباً مكتوباً تضمّن مطالبهم بعدم توظيف المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، وإيقاف العمل بالقرار الصادر في هذا الخصوص، مبينين أن عمل المرأة بهذه الطريقة فيه مخالفة للأمر الشرعي الذي يمنع الاختلاط، حيث سُجلت الكثير من قضايا التحرش بين العاملات من جهة والعاملين معهم والزبائن من جهة أخرى.

 

وتسلم الوزير خطاباً بمطالب المشايخ متضمناً توقيع عشرات العلماء من مختلف مناطق المملكة، مبيناً أن ما يقع من مخالفات عبارة عن أخطاء فردية، تتحمل تبعاتها الشركات والأسواق بسبب سوء فهم وتطبيق القرار، موضحاً أن الرجوع في القرار ليس بالأمر الهين.

 

وأكدت بعض المصادر أن اللقاء الذي لم يتعد 10 دقائق لم يسفر عن جديد، ولم يتمكن الحضور من عرض وجهة نظرهم كاملة، وغادر الوزير على الفور متعللاً بارتباطات لديه.

 

وألمح بعض المغردين إلى أن جدول أعمال لقاء النشطاء سيختلف كثيراً عما تم إعلانه، مدللين على ذلك بإعراض الوزير عن المشايخ وطلبة العلم وتهربه من سماع وجهة نظرهم ومحاورتهم في مغزى القرارات الأخيرة، واضعين عدداً من علامات الاستفهام حول اللقاء الغامض مع نجوم تويتر، آملين أن تتضح معالمه قريباً.

 

بعد عرض مجموعة من وجهات النظر المختلفة حول مقابلة وزير العمل للشباب ورفضه مقابلة المشايخ وأعضاء الغرف التجارية، وتعليقات الناشطين والمواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستهجن هذه التصرفات من الوزير.. ما رأيك عزيزي القارئ، هل أنت مع من يرى أن تجاهل الوزير للمشايخ وتحاشي التواصل معهم (أمر طبيعي)؟ خصوصاً أنهم يطلبون مقابلته منذ أكثر من عامين، حسب قولهم. وهل يعد ذلك تهرباً من أسئلة المشايخ له؟ وهل ترى لقاء الوزير بالمغردين في إطار توضيح مواقف الوزارة من القرارات وأخذ الدعم منهم؟ أم أنها محاولة لتغيير قناعة نشطاء تويتر واستمالتهم إليه؟ ثم استخدامهم كورقة ضغط لتحقيق مكسب على أرض الواقع باستخدام فضاء تويتر الإلكتروني؟

 

 

 

(اكتب رأيك في تعليق لنتعرف أكثر على وجهة نظرك).

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook