تواصل - فريق التحرير:

على الرغم من أنه لا يوجد حصر دقيق لعدد المسلمين في الأرجنتين، إلا أن التقديرات تشير إلى أنهم يشكلون واحدة من أكبر أقليات المسلمين في أمريكا اللاتينية؛ حيث يبلغ عددهم قرابة 750 ألف مسلم.

هجرات المسلمين إلى الأرجنتين

ويعود تواجد المسلمين في هذه الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية إلى ما قبل خمسة قرون، تزامنًا مع اكتشاف الإسبان والبرتغاليين العالم الجديد، حيث وصلت أعداد منهم إلى هناك مع موجات النزوح الأولى.

بينما توالت الهجرات في القرنين الـ 16 والـ 17 للأندلسيين المتظاهرين بالنصرانية قهرًا؛ أو من يسميهم الاسبان بـ "المورسكيين"، فرارًا من محاكم التفتيش.

أما الهجرات الحديثة فترجع إلى بدايات القرن الـ 20، حيث شهدت الأرجنتين توافد العديد من المسلمين، وأغلبهم عرب من سوريا ولبنان، نزحوا تأثرًا بالتطورات التي شهدتها المنطقة العربية في أعقاب الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

لكن هذه الهجرة ما لبثت أن انقطعت عن الأرجنتين لمدة طويلة حتى تفوق المسلمون من غير الأصول العربية من باكستان وبنجلاديش والهند حتى وصلت نسبتهم إلى 55 في المائة من أعداد المسلمين هناك يقابلهم وجود عربي بنسبة 45 في المائة.

ويقدر عدد الأرجنتيين ذوي الأصول العربية اليوم بحوالي 350 ألف نسمة. معظمهم من المسيحيين واليهود الشرقيين، وربعهم مسلمون.

ويعد الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم من المسلمين سابقًاً، ولم يعتنق الكاثوليكية إلا عندما أراد الترشح للرئاسة، لأن الكاثوليكية شرط أساسي للحكم في الأرجنتين.

ومع مرور الأيام وبسبب الاضطهاد المتواصل ضاع الإسلام بين سلالاتهم، ولكن بقي بعضهم يفتخر بأصالته العربية الأندلسية.

اقرأ أيضًا:

بالفيديو.. الشاعر الأرجنتيني العالمي “ليوناردو هيرمان” يشهر إسلامه في المسجد الأقصى

تمركز المسلمين في العاصمة بيونس آيرس

ويعيش غالبية المسلمين بالأرجنتين في العاصمة بوينس آيرس، وينتشر البقية في مختلف المناطق، ويوجد جامع كبيرة في بوينس آيرس، بناه المسلمون الأرجنتينيون في عام 1989. كما يوجد عدة مساجد أخرى خصوصًا في منطقة الحدود الثلاثية (منطقة الاتصال بين الأرجنتين والباراجواي والبرازيل).

وفي عام 1996، بني أكبر مركز إسلامي في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، وهو مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي، بمساعدة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ومساحته 20000 م2. ويقع في منطقة باليرمو، ويشمل مسجدًا ومكتبة ومدرستين وحديقة.

ويغلب على نشاطات المركز التعليم الديني ما بين تعليم اللغة العربية، وعقد الندوات، وإلقاء المحاضرات، إضافة إلى إجراء عقود الزواج وَفْقَ الشريعة الإسلامية.

ويقع مقر المنظمة الإسلامية في أمريكا اللاتينية (IOLA) في الأرجنتين، وهي من أنشط المنظمات في أمريكا اللاتينية التي تقدم المعلومات وتنشر الإسلام في تلك المنطقة، كما تسعى لتوحيد وتوطيد الأخوة بين المسلمين هناك.

كما يوجد أيضًا في العاصمة مقر الجمعية العربية الأرجنتينية الإسلامية التي توفر التعليم لأبناء الجالية في مراحل الروضة والابتدائية حتى الثانوية.

اقرأ أيضًا:

بعد إعجابه بالأذان.. متطوعون يزورون الإعلامي الأرجنتيني لدعوته للإسلام (فيديو)

مضايقات ضد المسلمين

وعلى الرغم من الجذور الممتدة للمسلميين في البلد اللاتيني، إلا أن رئيس المركز الإسلامي في العاصمة بوينس آيرس، أنيبالبكير أصدر في عام 2020 بيانًا باسم الجالية الإسلامية ندد فيه بممارسات الدولة العنصرية ضدهم وتكرار حوادث التعرض للمسلمات المحجبات في الشوارع الأرجنتينية ونعتهن بالإرهابيات، واتهم القادة السياسيين في الأرجنتين بتشجيع ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وفي مارس 2016م، هاجمت وزيرة الأمن القومي السابقة باتريشيابولريتش الإسلام صراحة خلال برنامج تلفزيوني، وعقبت على ادعاء حول القبض على مجرم بأنه مسلم بقولها:"هم مسلمون، إذن هم إرهابيون"!

يقول بكير:"لقد عُرف عن بولريتش أنها لا تحب المسلمين بل وتعاديهم، طلبت منها المقابلة بعد ما قالت في البرنامج التلفزيوني، وبعد عدة محاولات قبلت استقبالي".

ويكمل بكير قائلاً:"أرادت في بداية الأمر أن تعتذر وبررت ذلك بأنه كان سوء فهم، لكن قلت لها إنني لن أقبل منها هذا التبرير إلا إن كان علانية أمام الصحافة، فرفضت ذلك".