الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المسلمون في البرازيل.. تواجد يعود إلى ما قبل 500 عام

brazil
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

على الرغم من أنهم لا يمثلون كتلة عددية كبيرة قياسًا بعدد سكان البرازيل، إلا أن تواجد المسلمين في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية يعود إلى زمن بعيد، وتحديدًا عند اكتشاف البرتغاليين هذه الرقعة من العالم في عام 1500م.

اضافة اعلان

فعندما رست سفينة المستكشف البرتغالي "كابرال" (1467 م - 1520 م) على ساحل البرازيل، كان برفقته ملاحون مسلمون مشاهير؛ أمثال شهاب الدين بن ماجد وموسى بن ساطع.

اقرأ أيضًا:

الجاليات الإسلامية حول العالم.. كيف يعيش المسلمون في روسيا منذ 1400 عام؟

تواجد مبكر للمسلمين في البرازيل

لكن المؤرخ البرازيلي الشهير جواكين هيبيرو يؤكد أن العرب المسلمين زاروا البرازيل، واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1500م، وأن قدوم البرتغاليين إلى هناك كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا متفوقين في مجال الملاحة وصناعة السفن.

وقد عثر على بعض الكتابات والنقوش العربية محفورة على بعض الأحجار في مدينة ريو دي جانيرو وغيرها من سواحل البرازيل وأمريكا اللاتينية عموًما.

إلى جانب بعض الروايات التي وردت في الكتب التاريخية لعلماء المسلمين اهتموا بعلوم الجغرافيا.

ويقول الدكتور علي الكتاني، الخبير بشؤون الأقليات المسلمة في العالم: "عندما قام البرتغاليون بغزو البرازيل، منعوا المسلمين من الهجرة إلى هناك، غير أن هذا المنع لم يحل دون وصول العديد من الموريسكيين الذين كانوا من الكثرة، بحيث أشهروا في القرن السادس عشر إسلامهم، وقد أعلنت محكمة باهية بسبب ذلك بدء العمل بمحاكم التفتيش الكاثوليكية منذ عام 1594م، هذه المحاكم نفذت ضدهم أحكاما دموية تمثلت في إعدام أو إحراق أو استعباد الآلاف منهم".

ويتشكل معظم المسلمين في البرازيل من أصول عربية، تعود جذورهم إلى بلاد الشام، إلى جانب مسلمين من أصول هندية، بالإضافة إلى البعض ممن اعتنقوا الإسلام.

ولا توجد إحصائيات دقيقة حول عددهم، وبينما تشير بعض التقديرات إلى أن عددعم لا يتجاوز 500 ألف على أفضل تقدير، يقدر اتحاد جمعيات المسلمين في البرازيل عددهم بحوالي 1.5 مليون مسلم، وتتركز تجمعاتهم في ساو باولو وريو دي جانيرو وكوريتيبا وفوز دو إجوازو، وفي مدن أصغر في ولايات بارانا وريو جراندي دو سول وساو باولو وريو دي جانيرو.

[caption id="attachment_1983240" align="aligncenter" width="750"]مسجد في كويابا- البرازيل - ويكبيديا مسجد في كويابا- البرازيل - ويكبيديا[/caption]

اقرأ أيضًا:

بريطانيا: المسلمون أكثر فئة تتعرض لجرائم كراهية وعنف

هجرات المسلمين إلى البرازيل

بدأت الهجرة الحديثة للعرب إلى البرازيل عام 1867م، بعد زيارة قام بها إمبراطور البرازيل إلى كل من لبنان وسوريا ومصر، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت طلائع المهاجرين الجدد تصل إلى البرازيل من بلاد الشام، من أجل العمل.

وبعد الحرب العالمية الثانية، كثرت هجرات المسلمين إلى البرازيل ولا سيما بعد احتلال فلسطين وما رافق ذلك من توترات سياسية في المنطقة العربية.

وكان أغلب الذين هاجروا من أصحاب الحرف والمزارعين البسطاء، وقد انصب اهتمامهم في المحافظة على أداء بعض الشعائر الدينية، وتعليم دروس اللغة العربية لأبنائهم، ولذلك لم تنتقل الدعوة الإسلامية الإسلامية خطوات إلى الأمام وظلت أسيره داخل بعض المساجد أو ممارسة بعض العادات والتقاليد.

[caption id="attachment_1983241" align="aligncenter" width="800"]مسجد في فوز دو إگواسو - البرازيل - ويكبيديا مسجد في فوز دو إگواسو - البرازيل - ويكبيديا[/caption]

اقرأ أيضًا:

الهند تسحب الجنسية من 4 ملايين شخص أكثرهم مسلمون

العمل الإسلامي بالبرازيل

وتعتبر الجمعية الخيرية في ساوباولو أقدم الجمعيات الإسلامية في البرازيل، وترجع جذورها إلى عام 1926م، حيث تشكلت أول لجنة من المهاجرين المسلمين، وكان من أهداف هذه الجمعية بناء مسجد للمسلمين، لكن حالت دون ذلك أوضاعهم المادية الضعيفة والحرب العالمية الثانية، فتأخر بناء المسجد حتى عام 1957.

وفي بداية السبعينات، أسست الجمعية أول مدرسة إسلامية عربية سميت باسم الحي الذي أنشئت فيه، وهي مدرسة فيلا كارون، واستطاعت الجمعية الحصول على قطعة أرض واسعة اتخذت كمقبرة لدفن موتى المسلمين، وهذه المقبرة تقع في منطقة جواروليوس، وتبعد حوالي 25 كم عن مسجد ساوباولو.

وفي بداية السبعينات عقد أول مؤتمر إسلامي في البرازيل وفي قارة أمريكا الجنوبية، نظمته وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع دوائر الأزهر. واشترت الجمعية البناء المجاور للمسجد وأقامت فيه طابقين يستخدم للمحاضرات، ولمناسبات المسلمين.

وقد زاد عدد المراكز الإسلامية في هذه المدينة وفي ضواحيها ابتداءً من ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، حيث يقدر أن هناك 80 مؤسسة إسلامية، وكذلك يقدر عدد المساجد والمصليات بحوالي 110 مسجدًا، فيما يبلغ عدد الدعاة والمشايخ 65 شيخًا وداعية، ويعجز هذا العدد عن القيام بشؤون المسلمين المختلفة ويحتاج لمزيد من الترتيب والتنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار حتى يقوم بهذه المسؤولية العظيمة.

ويقدر عدد المسلمين الجدد بالآلاف، وهم منحدرون من أصول مختلفة إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وأفريقيا، ويمثلون شرائح اجتماعية مختلفة، فمنهم الأغنياء ومتوسطوا الدخل والفقراء، وبعضهم يحتل مناصب عالية كبعض القساوسة الذين أسلموا، ومدرسي الجامعات، والتجار، ومنهم أصحاب الثقافة المحدودة.

وتحظى مدينة ساو باولو بالعدد الأكبر من المسلمين الجدد 60 في المائة، تليها ولاية ريو جراندي دو سول 20 في المائة ثم ولاية بارانا 10 في المائة، ولايات الشمال 5 في المائة، وفي أماكن متفرقة أخرى.

وينشط بعض المسلمين الجدد في العمل الدعوي، وبعضهم سافر إلى بعض الدول الإسلامية لدراسة العلوم الإسلامية، لكنهم عانوا من صعوبة البيئة واختلافها، وصعوبة المناهج وطرق التدريس، وصرامة بعض الجامعات في التعامل مع الطلاب.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook