تواصل ـ فريق التحرير:

في حرب استنزاف لا تعرف الهوادة؛ توجه المقاومة السرية الأوكرانية ضربات ثقيلة ضد الجيش الروسي، حيث تتسلل الخلايا الأوكرانية تحت جنح الظلام لزرع المتفجرات، ورصد مواقع القوات الروسية لاستهدافها من قبل المدفعية الأوكرانية والقذائف بعيدة المدى التي زوّدتها بها الولايات المتحدة.

وفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز "الأمريكية، يشير إلى أن الخلايا الأوكرانية تمكنت من نقل المعركة ضد القوات الروسية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية، سواءً أكان ذلك باستخدام وحدات النخبة العسكرية، مثل العملية التي تم من خلالها استهداف مخزن ذخيرة روسي في شبه جزيرة القرم مؤخرا، أو من خلال الشبكات السرية لمحاربي العصابات.

ويضيف التقرير: "تقوم خلايا المقاومة السرية الأوكرانية بتحديد الأهداف، من خلال تخريب خطوط السكك الحديدية، واغتيال المتعاونين مع الغزاة، في ظل خطتها لإثارة الفزع في صفوف القوات الروسية التي تغزو أوكرانيا منذ بدء الحرب في الرابع والعشرين من فبراير الماضي".

وأوضح التقرير أن "الخلايا تقوم بالتسلل تحت جنح الظلام من أجل زرع المتفجرات، وتحديد مواقع القوات الروسية، وإبلاغ الجيش الأوكراني بها كي يتم استهدافها بالمدفعية والقذائف بعيدة المدى التي زوّدت الولايات المتحدة كييف بها، وتفجير خطوط السكك الحديدية، واغتيال المسؤولين الأوكرانيين الذين يعتبرونهم متعاونين مع الروس".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين قولهم، إن ”هؤلاء المقاتلين الذين تطلق عليهم كييف لقب المحاربين، لعبوا دورا ناجحا في الهجوم على قواعد جوية روسية في القرم، التي ضمتها روسيا منذ 8 سنوات، ما أدى إلى تدمير 8 طائرات مقاتلة".

وأردفت الصحيفة: "بدأ الجيش الأوكراني في تدريب المحاربين خلال الشهور التي سبقت الغزو الروسي، بينما كانت موسكو تحشد قواتها على الحدود. وأتت هذه الجهود ثمارها خلال الأسابيع الأخيرة، بعد نجاح القوات الأوكرانية في شن العديد من الهجمات المضادة في الجنوب".

وقال أحد أعضاء كتيبة حرب العصابات الأوكرانية أو المقاتلين، إن ”الهدف من تلك الهجمات أن يظهروا للمحتلين أنهم ليسوا في وطنهم، وأنهم يجب ألا يشعروا بالاستقرار أو الراحة كي يخلدوا للنوم.

وتحدث هذا المقاتل بعد أن سمحت أوكرانيا لبعضهم بالحديث مع وسائل الإعلام لإلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه المقاومة الأوكرانية، والتهديد الواضح الذي تمثله ضد القوات الروسية، والتأكيد للمتبرعين الغربيين بأن أوكرانيا تستطيع حشد الموارد المحلية في الحرب ضد الروس“.

يقول أحد المحاربين الأوكرانيين: إنه ”كان ضمن العناصر التي تلقت تدريبات مكثفة قبل الغزو الروسي، وإن قوات العمليات الخاصة الأوكرانية تشكل برنامجا أكثر تنظيما بشكل سري للغاية، يتضمن تعليمات حول عمليات التخريب والمتفجرات، وإخفاء مخابئ الأسلحة“.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العمليات التي نجح المحاربون الأوكرانيون في شنّها ضد الروس، تضمنت قتل 15 جنديا روسيا على الأقل بواسطة السُم في زابوريجيا، وتخريب مصعد في خيرسون، ما منع القوات الروسية من سرقة 60 ألف طن من الحبوب.