تواصل ـ فريق التحرير:

فيما بدأت أنهار القارة العجوز تتبخر وتتحول الغابات إلى أماكن مقفرة؛ وصل الجفاف الحاد الذي أصاب أوروبا خلال هذا الصيف إلى 47 % من مساحة القارة، كما أن الجفاف بات يهدد ثلثي مساحتها.

وقد سجل هذا الصيف أرقاما قياسية في درجات الحرارة، وتسبب في حرائق لمساحات واسعة من الغابات، وتحولت المساحات الخضراء إلى أراض جرداء، لتصبح القارة الأوروبية أمام جفاف هو الأسوأ منذ 500 سنة.

وفي ألمانيا؛ انحسر منسوب نهر الراين إلى مستوى رهيب بسبب الجفاف المستمر في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا، ما زاد من تقييد توزيع الفحم والبنزين والقمح وغيرها من السلع.

كما انخفضت مناسيب المياه في الممر المائي الرئيسي لمستوى غير عادي في هذه المرحلة من العام، ويقدر أنها ستشهد انخفاضا آخر بمقدار 10 - 15 سنتيمترا خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة القادمة.

وفي بريطانيا انخفض منسوب المياه في بلدة كاوب قرب فرانكفورت إلى أقل من 40 سنتيمترا، وهو مستوى يفرض مزيدا من الأعباء الاقتصادية على العديد من المراكب لعبور النهر.

وقد أعرب مسؤولون في ألمانيا وبولندا عن قلقهم المتزايد بشأن نفوق جماعي للأسماك في نهر أودر، حيث حذر وزير البيئة الألماني شتيفي ليمكي من وقوع كارثة.

ومن المقرر أن يصبح نهر الراين - أحد أعمدة الاقتصادات الألمانية والهولندية والسويسرية لقرون عديدة - غير قابل لأن يعبر تقريبا عند نقطة طريق رئيسية.

في إسبانيا؛ أصبح مخزون المياه 40 % فقط، وهو أدنى مستوى له بالتاريخ، وتتناقص هذه النسبة بنحو 1.5 % مع كل أسبوع تستمر فيه الحرارة المفرطة وتغيب فيه التساقطات المطرية، وحسب الحكومة الأسبانية فإن هذه السنة هي الأكثر جفافا منذ 60 عاماً.

وعن نهر الدانوب، الذي يشق طريقه على بعد 1800 ميل عبر وسط أوروبا إلى البحر الأسود، فهو أيضا مضطرب، وفي جميع أنحاء أوروبا، يعد النقل مجرد عنصر واحد من عناصر التجارة القائمة على النهر.

بينما تفقمت الأزنة في فرنسا لدرجة أن الدولة النووية لا تستطيع أن تقوم بتبريد المفاعلات النووية بشكل فعال، علاوة على أن مستوى الطاقة في إيطاليا منخفض جدا، بحيث لا يمكنه ري حقول الأرز.

فيما أعلنت الحكومة دخول 8 مناطق حالة «جفاف حاد»، كما تم تسجيل أسخن صيف منذ عام 1976، وجفت منابع نهر التايمز، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.