الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

صورة تحصد 132 مليون مشاهدة عام 1937 قبل عصر السوشيال ميديا

قوات شانغهاي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة العالم لمصطلح "السوشيال ميديا" التي أسهمت في انتشار المعلومات والبيانات بأشكالها المختلفة، كان من النادر أن تنتشر صورة، أو حتى حدثًا، أو قصة، إلا إذا كان الأمر جلل.

اضافة اعلان

وفي هذه الصورة، الأمر فعلاً كذلك؛ فهي وصفت بأنها الصورة "الأتعس تاريخيًا"، ولا سيما أنها لطفل يُعد أحد ضحايا الحرب العالمية الثانية، المعروفة بكمٍّ من الفظائع والأحداث المتلاحقة المؤثرة في البشرية، ربما حتى يومنا هذا.

قصف شنغهاي

في يوم 28 أغسطس 1937، وبعد أن تقدمت القوات اليابانية صوب مدينة شنغهاي المصنفة كأكبر مدينة صينية من حيث عدد السكان، كان المصورون يستعدون بمدينة شنغهاي الصينية، لالتقاط صور لتوثيق أهوال الحرب بالمدينة عقب سماعهم لإشاعات حول قصف ياباني محتمل في حدود الساعة الثانية مساء، لكنه لم يقع.

من بين هؤلاء تواجد المصور الصحفي الصيني  وانج (H. S. Wong) الذي امتلك متجر آلات تصوير بشنغهاي، وعمل لصالح عدد من الصحف، لم يعد وانج مع زملاءه، وظل في المكان المحتمل.

وبالفعل، في حدود الساعة الرابعة مساء، حلت 16 طائرة يابانية فوق سماء شانغهاي وباشرت بقصف مناطق تواجد اللاجئين، وبعد انتهاء القضف شاهد وانج رجلاً يرفع رضيعًا ليضعه على رصيف السكة الحديدية، وكان الطفل يبكي ويصرخ بصوت عالٍ تزامنًا مع معاناته من حروق بليغة بمختلف جسده.

من شنغهاي إلى نيويورك

على الفور باشر وانج التقاط الصور للطفل، وما لبثت أن تحولت إلى أشهر صورة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونقل الصورة إلى مكاتب شاينا براس (China Press)، بعدها أرسلها إلى مانيلا عبر إحدى السفن الحربية الأمريكية المتواجدة على مقربة من شنغهاي.

وبفضل ذلك، وجدت هذه الصورة طريقها نحو مدينة نيويورك، حيث عرضت بدور السينما قبل أن تطبع فيما بعد بالصحف بمساعدة شركة هيرست الإعلامية، حسب "العربية".

[caption id="attachment_1913187" align="alignnone" width="982"]   قوات شانغهاي[/caption]

أسوأ صورة بالتاريخ البشري

وعلى حسب التقديرات، شاهد خلال الأسابيع الأولى ما لا يقل عن 80 مليون شخص، نصفهم من الأمريكيين، حول العالم صورة رضيع شنغهاي الباكي وتعاطفوا معه، واصفين الصورة بأسوأ وأتعس صورة بالتاريخ البشري، ومعبرين عن غضبهم من استهداف اليابانيين للمدنيين.

بحلول شهر أكتوبر 1937، شاهد نحو 132 مليون شخص حول العالم صورة رضيع شنغهاي الباكي التي نشرت أيضًا بغلاف مجلة لايف (Life).

ومع تحقيقها لهذا الرواج الهائل على الصعيد العالمي، استُخدمت هذه الصورة لحشد الدعم بالولايات المتحدة الأمريكية ضد السياسة اليابانية بشرق آسيا.

ولم يسلم المصور الصيني وانج، فقد وصفت السلطات اليابانية صورة رضيع شنغهاي الباكي بالمفبركة، ورصدت مكافأة بقيمة 50 ألف دولار لمن يقتل المصور الصيني وانج أو يدل على مكانه.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook