الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشيخ حسن القعود لـ«تواصل»: يجب أن نهتم بوضع حلول لتفادي أخطار الابتعاث أولى من الاهتمام بالأرقام

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook


إعداد - أحمد العبد الله:
قضية الابتعاث قضية متجددة دائمة على ساحة النقاش، تقع بين طرفين؛ طرف مؤيد، وآخر معارض، ويستند الطرف الأول على أنه سبيل لنشر العلم وتبادل الثقافات، وتجهيز كوادر في شتى المجالات، بينما يستند الطرف الثاني إلى واقع يتحدثون منه فيما يخلفه الابتعاث من ضياع للأخلاق الإسلامية، وانحراف عن منهج المملكة الإسلامية المحافظة.اضافة اعلان
ومع رفض الطرف الثاني للابتعاث إلا أنهم مؤمنون بضرورة التعلم، فهم يرفضون الابتعاث لدول لا يتكلمون لهجتنا، ولا يدينون بديننا، للوقوع في الكثير من المخالفات الشرعية التي يقع فيها الكثير من المبتعثين، لذا يرون أن المملكة قادرة على إحلال البدائل التي تحقق الفائدتين الأولى تلقى العلم والأخرى المحافظة على الدين والعقيدة.
وقد أكد مؤخرا فضيلة الشيخ حسن القعود الداعية الإسلامي المعروف في برنامج (كلمتين ونص)، الذي يذاع على قناة (بداية)، في حلقة السبت الماضي 8/8/1432هـ التي كانت تحت عنوان (المحاضن الآمنة)، أن ما يقارب من 80% من الطلاب المبتعثين للبكالوريوس في بريطانيا يشربون المسكر، وقد تأكد فضيلة الشيخ من ذلك بنفسه في زيارة له ولعدد من المشايخ إلى الأندية السعودية الموجودة في بريطانيا في عدة مناطق مختلفة، حيث قال الشيخ القعود (التقينا برؤساء الأندية السعودية في عدة مدن بريطانية، والطامة الكبرى ما أجمع عليه كل رؤساء الأندية أن ما يقارب من 80% من الطلاب السعوديين المبتعثين في بريطانيا وخاصة طلاب البكلوريوس يشربون المسكر.

وفي حديث جديد للشيخ حسن القعود بعد الجدل الذي أثير حول النسبة التي ذكرها بشرب المسكر، خرج الشيخ حسن في نفس البرنامج الذي قال فيه أن 80% من الطلاب المبتعثين يشربون المسكر، ليؤكد أنه ما قال هذا الكلام إلا تخوفا على أبناء المملكة وحبا فيهم، وأنه مستعد للاعتذار إذا كان هذا الرقم مبالغ فيه.
وفي حديث خاص لـ(تواصل) استغرب الشيخ حسن من تداول وسائل الإعلام للنسبة التي ذكرها، دون أن يفكروا في وضع الحلول المناسبة، مؤكدا أنه لا يهم الآن معرفة نسبة من يسكرون في الخارج سواء أكانوا 80% أو أقل من ذلك، متسائلا هل يرضى المجتمع أن نقول أن النسبة 5%، قائلا: أن هذه النسبة أيضا تحتاج إلى وضع حلول، ففي كلتا الحالتين لا يرضى أحد أن يخرج ولو طالب واحد من المملكة؛ أرض الحرمين ويخالف مبادئها وقيمها المحافظة، لأن هذا الطالب صورة لمجتمعنا، لذا يجب أن يمثل المجتمع بكل قيمه وأخلاقه. ودعا الشيخ حسن الجميع لوضع الحلول والمحافظة على أبناء الوطن.

ونعرض لكم بعض الآراء التي تخوفت من قضية الابتعاث، كما نعرض لما يرونه من حلول:


* من الناحية الشرعية
سماحة مفتي عام المملكة:
طالب سماحة المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء، بحصر برامج الابتعاث الخارجي على طلبة الماجستير والدكتوراه، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إعداد برامج لتهيئة الطلاب المبتعثين تمتد لعدة أشهر. وأكد المفتي، أنه لا يوجد أرضية للفوضى والفساد في السعودية، وزاد: «هي بلاد الحرمين الشريفين، ولن نسمح لمجرم أو مفسد أو متسلل أن يشق صفوفنا ويزعزع أمننا؛ حيث لا بد أن نحافظ على وطننا وأمنه واستقراره». وحذر في الشأن ذاته، من استعداء الأعداء عبر التواصل مع بعض جهات الإعلام التي وصفها بـ«الفاسدة»، وزاد: «لا يجوز للمسلم استعداء الأعداء على ديننا ووطننا، من خلال اتصالهم وتواصله ببعض القنوات الفضائية الفاسدة، حيث إن ذلك لا يرضى به مسلم». ونوه سماحته، بأهمية تحضير الطلاب المبتعثين لأشهر وليس فقط لأسابيع، مطالبا في الوقت نفسه بتخصيص جزء من السنة، لتحضير المبتعثين وتقوية الوعي لديهم وتثقيفهم وتعليمهم، إلى جانب قصر الابتعاث على دارسي الماجستير والدكتوراه. وأشار آل الشيخ، أثناء لقائه بطلاب جامعة الطائف، ليلة أول من أمس، ضمن اللقاء المفتوح الذي نظمته جامعة الطائف، إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين هيأت كل السبل لطلاب العلم، وذلك ببناء الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس في مختلف مناطق السعودية، وقامت بابتعاث الطلاب، وأنفقت ملايين الريالات على ذلك، وأضاف: «لم تدع لنا عذرا في ذلك، وأدت الدور المنوط بها، وألقت بالمسؤولية علينا جميعا، ويجب أن نكون عونا لها على الخير، وعدم التخلي عن مسؤولياتنا».


* من الناحية التربوية
الدكتورة منيرة بنت عبد الله القاسم
وتقول الدكتورة منيرة بنت عبد الله القاسم أنه من الناحية التربويّة تزداد خطورة الابتعاث للفتيات في الحالات التالية:
1. ضعف الوازع الدينيّ، وضعف الحصانة الدينيّة والعلم الشرعيّ، وانعدام محاسبة النفس، فتستحسن الفتاة القبيح، وتستقبح الحسن، ويصير المعروف عندها منكراً، والمنكر معروفاً.
2. صغر السنّ وقلة الوعي والخبرة، وانعدام المعرفة بالوسط والبيئة الجديدة، وجهلها بكيفيّة التعامل المناسب مع هذه البيئة بكل معطياتها الثقافية.
3. غياب الرقيب – بعد غياب مراقبة الله – والمتمثّل في السلطة الضابطة كالوالدين والأسرة والمجتمع، و سوء استغلال الحريّة الذي أدّى إلى كثير من المفاسد الاجتماعية.
4. الإنبهار والإعجاب بالحضارة الغربيّة وأخلاقياتها دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد؛ فتلجأ الفتاة إلى تقليدهم بلا رويّة ولا تفكير، وتتبنّى قيمهم ومعتقداتهم المناقض لقيم دينها الإسلامي.
5. ضعف الفتاة في اللغة الإنجليزيّة في بداية المرحلة الدراسيّة؛ حيث لا تستطيع التعبير عن نفسها ممّا يجعلها في موقع المستقبل والمستمع، وكونها طالبة فهي تميل إلى توجهات نفسيّة وفكريّة تلاقي استحسان معلميها ورضاهم.
والنتيجة الطبيعيّة لكلّ ما سبق، كما تقول الدكتورة منيرة, الهزيمة النفسيّة للفتاة، وذوبان شخصيتها، وفقدان ذاتيّتها التي يريدها لها الإسلام، والاندفاع إلى فتنة الحياة الدنيا بكلّ مظاهرها، وفساد أخلاقها ممّا يؤدي بها إلى الميوعة والانحلال، وتفلّت للغرائز، وانطلاق للملذّات والشهوات، حيث تندفع الفتاة إلى ممارسات غير أخلاقيّة ينعدم معها بمرور الوقت إحساسها بالعفّة والشرف والكرامة، متّخذة المجتمع الغربي مثلاً أعلى لها في الحضارة والتقدّم، معتقدة أنّ السفور والاختلاط وتقليدهم في كل شيء سبباً لتحضّرها وقوّتها، متناسية أو جاهلة أسباب تقدّمهم في المجال الصناعيّ والتقنيّ، والذي يمكن التمكّن منه في ظلّ التمسّك بالدين وثوابته.

عبد الله الغامدي: كنت بين خيارين أن أكمل دراستي في الخارج وأبيع ديني، أو أن أعود لوطني المحافظ
أعلى


في تصريح خاص لـ(تواصل) مع الأستاذ عبد الله سالم الذي كان مبتعثا إلى نيوزولاندا لدراسة الماجستير في تخصص الزراعة، أكد أن وضع المبتعثين سيء للغاية في جميع النواحي الأخلاقية والدينية، مما جعله يترك الدراسة من أول أسبوع مفضلا العودة إلى المملكة قائلا:( كنت بين خيارين أن أكمل دراستي هناك وعليه من المملكة أن أبيع نفسي وديني، أو أن أعود لوطني المحافظ وأشتري القيم والأخلاق وأحافظ على عقيدتي، فاخترت العودة بلا تردد).
وأكد عبد الله أنه رأى بعينه ممارسات مخالفة للشريعة الإسلامية من الطلاب السعوديين المبتعثين  كشرب الخمر والسكر ، كما سمع منهم عن ممارسة الجنس، الأمر الذي ألقى في قلبه الخوف والحزن على ضياع كثير من الشباب.
مشبب: أخطر ما وجدت في الابتعاث الدعوات إلى التنصير
أعلى


ومن جهته أكد الأستاذ مشبب كان مبتعثا إلى يوزولاندا في تخصص اللغة الإنجليزية، أن أخطر شيء واجهه في الابتعاث الدعوات إلى التنصير، مؤكدا أن هناك دعوات بين الشباب السعودي وبين العرب عامة للتنصير، وأن من يقومون بهذه الدعوات يستخدمون الجنس سلاحا لوقوع الشباب في هذا الفخ.
كما أشار إلى انتشار عبدة الشيطان التي يمارسها اليهود، وأنهم يقومون بطبع كتب للتعريف عن اليهودية سعر الكتاب 25 دولار، وأنه بعد ما رأى هذا الوضع المخزي فضل الرجوع إلى أرض وطنه بعد شهر ونصف من ابتعاثه.
وأكد أنه رأى بعينه شرب الخمر، وسمع عن الزنا واللواط، وقال من المؤسف أن يعين الشباب على هذه الفواحش هي المدارس التي يتعلمون فيها.
وعلق الأستاذ مشبب على ما قاله الشيخ حسن القعود بأن 80% من المبتعثين يشربون الخمر في بريطانيا، قال مشبب الشيخ حسن مخطئ فالنسبة ليست 80% بل هي 95% ، مؤكدا أن الشباب سرعان ما يفتنون ويقعون في السكر لكثرة الضغوط عليهم ولتزين الفاحشة في أعينهم.
كما انتقد مشبب سفر الطالبات مع أخوالهم بقوله ما سمعته لا أستطيع أن أعلق عليه إلا بقول (لاحول ولا قوة إلا بالله)، وأضاف أن البنات السعوديات اللاتي يسافرن مع أبائهم أكثر انضباطا ومحافظة.
وناشد مشبب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوقيف الابتعاث لمن هو دون 25 عاما، مؤكدا أن الأفضل من الابتعاث هو إيجاد بدائل له داخل المملكة.
إيمان الخميس: إنشاء جامعات في المملكة كبدائل للابتعاث ستحمي أبناءنا من مخاطره وتجعل المملكة تحط أنظار الدول المجاورة
أعلى


وتتحدث إيمان إبراهيم الخميس عن بدائل الابتعاث فتقول إنّنا حين ننظر نظرة قصيرة سنرى أنّ ابتعاث 10 آلاف طالب سنويّاً ليتعلموا في جامعات أجنبيّة هو أوفر علينا من إنشاء جامعة جديدة تتطلّب جهداً كبيراً ومبالغ ضخمة، والكثير ينظر للابتعاث من هذه الناحية، وهي في الحقيقة مشكلة كبيرة ألاّ تتجاوز نظرتنا للأمور إلاّ خمس أو عشر سنوات قادمة.
وتضيف إنّنا حين ننظر بنظرة عميقة واستراتيجيّة وشاملة؛ سنجد أنّ فتح جامعات لدينا ذات مؤهلات عالية، باستقطاب كوادر تعليميّة عربيّة أو حتى أجنبيّة تلقّت تعليماً عالياً، ومؤهّلة لمنح شهادات عالية المستوى تنافس التعليم الأجنبي، هذا الأمر ووفق تخطيط مستقبليّ عال المستوى؛ سيجعل من جامعاتنا محطّ أنظار للكثير من أبناء الدول المجاورة، خاصّة الدول العربيّة والإسلاميّة، وسيصبح الابتعاث عربيّاً إسلاميّاً بدل الاغتراب الذي يصنعه الابتعاث الغربيّ.
ومن البدائل المتاحة, كما تقول إيمان الخميس, كذلك التعليم عن بعد, وتطوير جامعاتنا وفتح فروع جديدة, وافتتاح فروع للجامعات الأجنبية.
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook