الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الإجازة الصيفية.. هاجس سنوي لكل أسرة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
مالك الحسين – تقرير: منذ أن يحل فصل الصيف حتى تدب المشاكل في عدد من البيوت؛ بسبب السفر ليس من أجل رغبة فيه في حد ذاته؛ وإنما بسبب رغبة بعض الأزواج بالسفر دون الأسرة أو مع أصدقائهم، فالزوجات يشتكين أن أزواجهن يلقون عليهن مسئولية الأبناء، بينما هم يستمتعون مع أصدقائهم أو يعيشون حالة استجمام بمفردهم، حول هذا الموضوع نلتقي مع عدد من الأزواج والزوجات الذين يعيشون هذا الوضع، ونتعرف على وجهة نظرهم عن قرب. تقول مها إحدى الزوجات: في كل صيف تظهر المشاكل في المنزل بصورة تفسد متعة الاستعداد للسفر، فزوجي لا يحب أن يسافر معنا، حيث يرى أن سفره معنا غير ممتع بالنسبة له، ويعزز رأيه بأن أبناءنا كبروا، ولم يعودوا بحاجة لوجوده، وهذا التفكير يشعرني بالغيظ فهو يعتبرني خارج حساباته! لا يذهب من أجل الاستمتاع برفقتنا، وإنما من أجل أداء مهمة الآن انتهت فترتها وهذا التفكير يوتر الوضع بيننا. بينما المعلمة جيهان عبدالعزيز ألغت مسألة السفر؛ بسبب زوجها الذي يرفض الذهاب معهم، ويفضل السفر لوحده، قائلة: زوجي دائم السفر لوحده زاعماً أنه يريد الاسترخاء، وأنه يريد الراحة من عناء العمل المتواصل، ووجودنا معه يعكر عليه صفوه، ويجعله أسير سلاسل المسئولية التي يريد أن يتخلص منها لبعض الوقت، وبما أنه هو من يتولى ترتيب أمور السفر، فهو يجعل سفري مع أبنائي لدولة وهو لدولة أخرى، وفي الغالب يكون برفقة أصدقائه، ومن شدة غيظي أصبحت أسافر مع صديقاتي في بعض الأوقات، إلا أنه لم يبال ولم يتراجع عن موقفه، ثم بدأت أقطع سؤالي واتصالاتي به أثناء سفري مع أبنائي أيضاً، ولكنه لم يبال، وهذه السنة رفضت السفر لجميع أفراد الأسرة. ويرى أحمد السيف أحد موظفي شركة الاتصالات السعودية أن السفر مع النساء غير ممتع، فمعظم وقتهن يقضينه في الأسواق، قائلاً: لست أنا الوحيد الذي يفضل أن يسافر لوحده أو مع أصدقائه كثيرين من يفعلون ذلك؛ بسبب اختلاف الاهتمامات الذي يفقد السفر متعته، والمتعة هي أهم أسباب السفر وإذا فقدت تحول السفر لعناء ومشقة، وهذا يحصل عندما ترافق مجموعة لا تتوافق معهم، وهو ما يحصل عندما أسافر مع عائلتي، فالأماكن التي يترددون عليها لا أطيقها مما جعلني أضع نظاما لسفري، بحيث أسافر معهم للمكان الذي يرغبون ثم أسافر مع أصدقائي حيث استمتع فعلاً، مضيفاً استغرب حال النساء يطالبن بالحرية والاستقلالية، وعندما تعطى لهن يبدأن بتغيير مواقفهن! ومتأكد أن كثيراً من الأزواج يوزعون أوقاتهم وإجازاتهم بين الانفراد بأنفسهم، والسفر مع عائلاتهم إلا أن النساء دائمات الشكوى والتذمر. وترى الأخصائية الاجتماعية نوال العبدالله أن سفر الزوج مع أفراد عائلته ضروري لتقوية الروابط الأسرية، فالوقت الذي يقضونه في المنزل هم في الغالب بعيدون عن بعضهم؛ بسبب المشاغل والمدارس، لذا تكون الإجازات فترة مناسبة لتقترب العائلة من بعضها، خاصة عندما تقضى في السفر، حيث اكتشاف الأماكن الجديدة والأنشطة، كما أن الأزواج الذين يضيعون هذه الفترة، فهم يهدرون فرصة حية، وخصبة للتقرب من أسرهم، وتعويضهم فترات غيابهم عنهم، وللأسف إن بعض الأزواج يفضلون قضاء إجازاتهم مع أصدقائهم على حساب أسرهم، بزعم عدم الاستمتاع والانسجام، وأن لكل فرد ميولاً لا تناسب الآخر، ولو اعتمدنا على هذا القول فكل فرد من الأسرة سيذهب بمفرده مع أصدقائه!. أما فوزية العلي فلا ترى بأسا من أن يسافر الزوج مع أصدقائه أو بمفرده متى احتاج ذلك، قائلة: الأسرة التزام وواجب، والنفس لها حق، فلا مانع أن يسافر الأب لوحده أو مع أصدقائه، على أن يسافر أبناؤه خاصة أن كانوا كبارا مع والدتهم، والأزواج يعرفون زوجاتهم ويعرفون من تستطيع السفر بدونه ومن لا تستطيع، وهذه المسألة لا تشغل تفكير الآباء بعكس الأمهات اللائي لا يستطعن السفر بدون أبنائهن، ولكن حبذا لو قسم الآباء وقتهم لفترتين، بحيث يقضي فترة مع أسرته، وفترة مع نفسه أو مع أصدقائه، وهو بذلك أرضى جميع الأطراف بما فيها نفسه. وتعاكسها الرأي موضي الزهراني التي ترى أن من واجب الأب أن يشارك أبناءه إجازتهم خاصة في السفر، فتواجد الأم والأب يضفي جواً من الحميمية والقرب بين العائلة، كما أن معظم الآباء يسافرون طوال العام؛ بسبب أعمالهم أو يكونوا مشغولين عن أسرهم، وأثناء الإجازة تشعر الأسرة التي كانت مشغولة طوال العام أنها تتعرف على بعضها، مضيفة: للأب سنة بأكملها فيها فرصة للذهاب لأي مكان، بينما الأبناء وبسبب الدراسة ليس لديهم فرصة سوى الإجازات الرسمية، كما أن تفضيل الأب لأصدقائه على أفراد أسرته يجرح مشاعرهم، ويشعرهم أن مكانتهم في نفسه تأتي بعد متعته الشخصية. التقنية تسرق الأطفال أعلى وفي ظل عصر العولمة واجتياح وسائل التكنولوجيا الحديثة عالمنا، باتت تلازمنا في كافة تفاصيل حياتنا لا سيما في الإجازة الصيفية حتى الأطفال وجدوا فيها وسيلة سهلة للترفيه، لكن حالة الفراغ واللاوعي من قبل الأهل بمدى خطورة تلك الوسائل تجعلها تدق ناقوس الخطر بسرقة عقول ومشاعر الأطفال. "سعاد" أم لثلاثة أطفال تقول: "ما إن تطرق الإجازة الصيفية أبوابها حتى يغرق أبنائي جميعاً في بحر الألعاب الإلكترونية فهي هديتهم المفضلة في النجاح وكافة مناسبات حياتهم السعيدة، إلا أنني أعمد إلى توجيههم وترتيب أوقاتهم في اللعب، أحياناً أخفق وأحياناً أخرى أنجح، فأعوضهم عنها بالخروج معاً في نزهة أو زيارة لأحد الأقارب في أيام الإجازة الأسبوعية الخاصة بي، إذ أني أعمل بإحدى الوزارات الحكومية"، وتضيف سعاد: "لا أخفي عليك أيضاً أني قد أخفق في منعهم من ممارسة الألعاب الإلكترونية خاصة أثناء غيابي عن المنزل في ساعات العمل"، مشيرة إلى أنها تعمل جدولاً للعب ومشاهدة التلفاز والجلوس أمام الكمبيوتر والزيارات وإفراد وقت للقراءة والمطالعة وآخر للحديث والمناقشة، وأيضاً للمساهمة في أعمال المنزل بحيث لا يطغى إحداها على الآخر، مؤكداً أن أكثر أبنائها انجراراً وراء الألعاب الإلكترونية ووسائل التكنولوجيا الحديثة، "أحمد" الذي ما ينفك أبداً عن مغادرة جهاز الحاسوب لدرجة أنه يفضل المكوث في المنزل ليمارس هواياته في اللعب على الخروج لزيارة أقاربه أو التنزه مع أشقائه. العطلة.. بين الهدر والاستثمار أعلى يؤكد الدكتور علي بن سليمان العنزي أن انحصار تفكير الأسر في قضاء العطلة الصيفية في السفر وإعداد العدة والمصاريف الباهظة أصبحت شبه عادة، مبينا أن العطلة الصيفية تستنزف نسبة كبيرة للغاية من مدخرات الأفراد السنوية، فكل برامج الإجازة ينحصر في السفر إلى الخارج ومهرجانات التسوق. وتساءل العنزي: ألا يمكن الاستفادة والاستثمار بالإجازة الصيفية بطرق ووسائل أفضل من السفر إلى الخارج وقضائها في التسوق ومصاريف الفنادق؟ وأين دور مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال في المساهمة في خلق برامج تربوية مفيدة للطلاب والطالبات تمكنهم من استغلال أوقات فراغهم الاستغلال الأمثل وتطور مداركهم ومعارفهم؟ واعترف العنزي بروعة برامج التدريب الصيفي للطلبة في المؤسسات والشركات الوطنية لكسب العلوم والمعارف والاستعداد للحياة العملية، لكنها بحاجة إلى المزيد من هذه البرامج سواء من ناحية الكم أو الكيف وخاصة تلك النوعية من البرامج التي تفيد الأطفال وتساعدهم على تعلم أمور جديدة ومهمة وتجعلهم جزءا فعالا في المجتمع وتزيد من ثقتهم بقدراتهم. وقال العنزي "خلال هذه الإجازة كنت في اليابان ورأيت بعض البرامج التي تم إعدادها للاستفادة من العطلة الصيفية واستثمار الطاقات فيها، بل إن الأمر يتعدى الطلبة في كثير من البرامج ليشمل الأسرة بأكملها، خاصة الأم". وأضاف "لقد كانت البرامج الصيفية التي شاهدتها من حيث الكم والتنوع كثيرة للغاية وتكاد تغطي جميع هوايات الطلبة وأسرهم، بدءا من استخدام العصي الصحيح في الأكل أو ما يسمى باللغة اليابانية "هاشي" إلى الصناعات الخفيفة والتجميع الالكتروني مرورا بتغليف الهدايا وترتيب الزهور، إضافة إلى برامج حماية البيئة وكيفية إعادة التدوير والاهتمام بالنباتات والزهور ودراستها وغيرها من البرامج المفيدة لبناء جيل مسئول وواع". واستغرب العنزي كثيرا من طول الإجازة الصيفية في المملكة وقضائها فيما لا فائدة ولا طائل منه، ومن الفترة الدراسية القصيرة في أثناء الدراسة، حيث لا أنشطة في المدارس سوى حقن المعلومات في رؤوس الطلبة وحصة للتربية الفنية وأخرى للتربية الرياضية. وتساءل العنزي قائلا: "أين يطور الطالب مهاراته وقدراته وكيف؟ إذا لم يكن هناك إمكانية لتطوير المهارات والقدرات للطلبة في المدارس وأثناء الدراسة، فلماذا لا يمكن الاستفادة من العطلة الصيفية والاستثمار بها والمساهمة في جعلها ماتعة، متنوعة، ومفيدة للطلبة، أسرهم، وكذلك للمجتمع؟ وقال العنزي: على الجميع دور وواجب يحتم علينا الوقوف والتفكير في ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا وبناتنا خلال إجازاتهم، واستثمار أوقات فراغهم في ما يعود على الجميع بالنفع وتطوير قدراتهم ومداركهم. وأضاف: لدينا الكثير من البرامج التربوية، التوعوية، الثقافية، والتدريبية التي تم مباشرة العمل بها، فلماذا لا يكون لطلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة نصيب منها، والتعلم باللعب والاستمتاع بوقتهم؟ وطالب العنزي بالاستفادة من التجربة اليابانية في هذا الجانب، والاستفادة من خبراتهم وأساليبهم وطرقهم في استغلال الوقت والمكان بحيث لا يؤثر في المنشأة وإنتاجيتها، ويمكن تقديم خدمة للمجتمع من خلال تعريف الطلبة وتعليمهم وتدريبهم على الإبداع في صناعات واختراعات تنمي عقولهم وتزيد من ثقتهم بأنفسهم. أجواء المملكة جاذبة والأسعار طاردة أعلى هناك عوامل عدة تدفع بالعائلات السعودية لاختيار مدن الأجواء المعتدلة الثلاث، أبها والطائف والباحة، على رأس خارطتها السياحية في كل صيف. إلا أن أسعار الفنادق والمنتجعات السياحية المتصاعدة منذ سنوات، باتت تشكل هاجسا لهم، ويعيدون من أجلها التخطيط لقضاء إجازتهم مرارا. وسائل إعلامية محلية رصدت آراء بعض الأسر حول قضاء إجازتهم والاستمتاع بسياحة داخلية في المملكة وأهم المناطق التي تستهوي المصطافين، إذ قالت أم رنا الغامدي: إنها وزوجها دائما ما يقضيان الإجازة الصيفية خارج المملكة وخاصة في فرنسا، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة ذلك الخيار، إلا أن هناك ما يعوض تلك الخسارة- بحسب حديثها- خصوصا إذا ما أخذ في الاعتبار جانب المناظر الجميلة وزيارة الأماكن التاريخية. وأضافت: يكفي أن يكون هناك اهتمام كبير وعناية وحفاوة بالسياح خارج المملكة منذ أن تطأ الأقدام أرض المطار لحين المغادرة، مشيرة إلى أن السياحة هناك تشعرها بجو الانطلاق ويتوفر بها كل ما يحتاجه السائح. وبالمقارنة بين الجانبين قالت:بالنظر إلى السياحة الداخلية لا يوجد أي شيء يعوض ارتفاع الأسعار، فليس هناك مناظر جميلة ولا أماكن ترفيهية جيدة، بل أسعار عالية وخدمات متواضعة. وتتفق المعلمة هدى بكري معها، وتقول: أفضل السياحة في الطائف وأبها لأنهما منطقتان سياحيتان ولكن ارتفاع أسعار الشقق السكنية والفنادق لأعلى الأسعار يفسد الفرح. وتشير أم سند وهي ربة منزل إلى أنها كثيرا ما تحاول أن تكون اقتصادية أثناء السفر للسياحة لإحدى مناطق المملكة، بحيث لا تعمد إلى شراء سوى الأشياء الضرورية فقط، فـ"الأسعار طاردة للبهجة التي جئنا لنبحث عنها" كما تقول.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook