تعتبر تجارة الأسهم بهدف الاستثمار والمضاربة من أكثر الطرق الاستثمارية التي يقبل عليها الجيل الجديد من المستثمرين رغم ما يحتويه باطنها من المخاطر العالية.
ولا زال يتزايد متوسط الاهتمام بهذا السوق كذلك في الوقت الحالي. كان العامل الأكبر تأثيراً في ذلك هو الاعلانات الالكترونية الكثيفة التي تطلقها منصات تداول الأسهم بخصوص إتاحة وتوفير امكانية التسجيل والاستثمار بالأسهم اونلاين من خلال المنصات الالكترونية. إضافةً الى ذاك كان لتطبيقات الهواتف المحمولة الخاصة بها دور مؤثر أيضاً في تزايد المقبلين على هذه التجارة.
لكن يبقى السؤال الحقيقي، ما هو الوقت المناسب لدخول هذا السوق ومتى يكون شراء الأسهم قراراً صحيحاً؟
تجارة الأسهم.. هل لها وقتٌ معين؟
يقول الخبير المالي السيد فواز العيسى من فريق عمل موقع "يقين" المختص في ترتيب شركات التداول، أن الوقت الصحيح لدخول سوق الأسهم هو عندما يكون الخوف سائداً، كما هو الحال في الوقت الحالي.
يشهد العالم بشكل عام، والاقتصاد بشكل خاص تباطئ كبير جداً في النمو حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن انكماش الاقتصاد بشكل كبير، وهذه التحركات هي أوقات عصيبة وصعبة على بعض المستثمرين في أسواق المال، وفرص حقيقية على البعض الأخر.
من دخل السوق، في وقت الذروة وقام بالشراء في أسعار مرتفعة، الآن يتكبد خسائر كبيرة، ومن يدخل السوق الآن ويملك القوة لشراء الأسهم في أصعب أوقاتها، يقوم ببناء محفظة استثمارية للسنوات القادمة.
بناءً على ذلك، يقول البنا، عند الاختيار والتفاضل بين منصات تداول الأسهم يجب أخذ الوقت اللازم والتفكير في استراتيجية الاستثمار التي يجب اتباعها، حيث أن هناك من يبحث عن سبل مضاربة في هذا السوق من خلال شركات المضاربة المخصصة لذلك، وهناك من يبحث عن استثمارات طويلة الأجل.
في حال أخذ قرار في المضاربة، يجب الأخذ بعين الاعتبار الحركات العرضية في السوق في حالات معينة والبحث عن اوقات تتحرك فيها الأسواق لانتهاز الفرص التي تخلق بسبب هذه التحركات.
هل الخبرة مطلوبة في دخول هذا السوق؟
تعتبر الخبرة من أهم المتطلبات لدخول سوق تداول الأسهم، من دون هذه الخبرة يبقى المستثمر ضمن دائرة المخاطر التي تنتج عن تحركات هذه الأسواق، قديماً، كان اكتساب الخبرة في أسواق المال يحتاج المشاركة بشكل يومي في البورصة والتعلم من المضاربين، لكن اليوم اختلفت المعادلة بشكل كبير.
يمكن التعلم واكتساب الخبرة من كتب تعلم التداول وأكاديميات التداول المختلفة ويعد التعلم الذاتي من أفضل الوسائل التي اتبعها أشهر خبراء الأسهم في العصر الحديث، حتى قام بعضهم بتأليف بعض الكتب عن ذلك المجال.
إدارة المخاطر في تداول الأسهم
يقول العيسى أيضاً، أن سبل ادارة المخاطر تبدأ من اختيار شركة تداول أسهم موثوقة لتجنب الوقوع بفخ شركات التداول النصابة، وبعد ذلك الالتزام ببعض النصائح التي وضعها الخبراء في هذا المجال، وهذه النصائح هي:
- لا تخاطر بأكثر مما تستطيع أن تخسره.
- لا تنسى ابدا القاعدة الأولى.
- التزم بخطة التداول الخاصة بك.
- ضع في اعتبارك التكاليف مثل السبريد ، والتبييت / المقايضة والعمولات.
- حد من استخدام الهامش الخاص بك وتتبع الهامش المتاح لتجنب نداءات الهامش.
- استخدم دائمًا أوامر جني الأرباح ووقف الخسارة.
كيف اختيار شركة تداول أسهم مرخصة؟
أصبح اختيار شركات التداول المرخصة أسهل من ذي قبل، حيث يمكن في يومنا هذا التوجه الى صفحات مواقع هيئات أسواق المختلفة، مثل التوجه لصفحة "هيئة السوق السعودي" لرؤية قائمة شركات التداول المرخص لها المدرجة هناك، المتخصصة في تقديم خدمات الوساطة في السوق المحلي.
في السوق العالمي، وفرت بعض الشركات والمؤسسات مثل موقع يقين، وموقع ثقة المتخصصين في تقييم شركات الوساطة وسائل سهلة لفحص تراخيص هذه الشركات، وأيضاً كشف الشركات الوهمية منها، ويمكن التواصل مع فريق دعم هذه المواقع لطلب الاستشارة المقدمة من خلالهم بشكل مجاني.
في النهاية، يجب دوماً اعتماد وسيط مرخص، كان في السوق المحلي أو السوق العالمي وعدم التعاطي مع الدعايات التي تقدم وعود أرباح خيالية في وقت قصير، هذا النوع من الاستثمار غير موجود على أرض الواقع.
لتجنب هذه الدعايات، يجب أن يتحلى المستثمر بعقلية ناضجة، وفهم مالي واعي، قبل المخاطرة في الأموال بشكل كامل.
