الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لطافة أم وقاحة؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ألو: برنامج ما يطلبه المستمعون..؟

نعم.. مين معاي؟

اضافة اعلان

معك ريم عبدالله...

أهلاً فيك.. إيش تطلبين؟!

أغنية "لا تنساني لجربوع الصحراء"

اختيار موفق.. ممكن أعرف تهديها لمين؟!

أهديها لعبد الله السعيد.

من يطلع؟ أخوك؟!

لا.. حبيبي!!

هذا المقطع ليس قصة متخيلة، بل مقطع من برنامج بث عبر إحدى إذاعات fm.

مقدم البرنامج أصيب بالذهول، فهو لم يتوقع فتاة سعودية تتحدث في الهاتف على الهواء مباشرة، وتهدي أغنية لحبيبها (الحقيقي أو حتى المتخيل!).

اضطرب مقدم البرنامج، وانتقل بسرعة إلى عرض أغنية دون أن يكمل الحديث المعتاد مع المتصل.

آخر يخاطب مقدمة برنامج شبيه: "أنا زعلان منك!! كيف أبقى معلق طوال هذه المدة؟ هذه إهانة"!!

تجيب الوقورة: "لا يمكن.. أقسم لك.. لا علاقة لي بالأمر.. بس أنتهي من البرنامج سوف اتصل بك على الجوال.. لا تزعل صديقي"!!

هذا برنامج أم جزء من مشهد مغازلات حي على الهواء؟!

في يوم آخر.. يتصل أحد الذكور من السعودية بمقدمة برنامج الأغاني في هذه الإذاعة، وبعد المقدمات اللطيفة يقرر إهداء الأغنية لمجموعة من الأشخاص ويختم: وأخيراً أهديها لك أيتها الغالية...!!! تتلعثم المرأة وهي المعتادة على الثبات، وتنتقل بسرعة إلى متصل آخر!..

فتاة أخرى تتصل وتختار أغنية، وتبدأ بسرد الغاليات فلانة وفلانة، والحبيبات: علانة، وعلانة، والقريبات من القلب جداً: فلانة وفلانة، وتستمر في السرد كأنها في حفلة، وترافقها صاحباتها، علماً بأن المذكورات جمعيهن موصوفات بالاسم، والعائلة المعروفة.

في البرامج التلفزيونية ترتفع حدة الذكورية لدى الرجال عندنا، ولا يكاد الواحد منهم - في البرامج التي تبث على الهواء - يتحرج من مغازلة مقدمة البرنامج والتي - في كثير من الأحيان - لا تمانع، بل قد تشجعه على الاستمرار فهذا يجلب عدد أكبر من المشاهدين! والاتصال التليفوني مدفوع الثمن!!

هذا الانحدار الأخلاقي تم في فترة وجيزة لا تتجاوز بضع سنوات.

الغيرة بدأت تضعف.. والمرأة تجرأت كثيراً، والحياء تأخر إلى الخلف (مع التطور الثقافي!!).

لقد كان المجتمع السعودي من أشد المجتمعات العربية انغلاقاً، وأكثرها محافظة، لا تخرج المرأة إلا تفلة، ولا تخرج إلا لحاجة تتلفت يميناً وشمالاً هل يراها من أحد؟!

التطورات الاجتماعية في المجتمع المحلي حدثت بصورة متسارعة لم يماثلها أي مجتمع عربي، فما استغرق عقوداً في مجتمعات أخرى استغرق سنوات يسيرة عندنا، وما احتاج إلى معارك ثقافية، استغرق فقط مجموعة من المقالات الاجتماعية، وبعض المسلسلات المصرية والخليجية، ولا ننسى التركية!

استمرار حالة التدهور الأخلاقي، والتحلل الاجتماعي، تتطلب أن ينهض ثلة من الغيورين، وفئة من المخلصين يواجهون السيل، ويقللون من سرعته، ويحولون من مجراه، سلاحهم العزيمة، وأدواتهم النصيحة، لبيئتهم ينتمون، ولعقيدتهم ينافحون، ولبلدهم يبنون.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook