تواصل- واس: في إطار خدماتها للقراء، تقدم صحيفة تواصل الإلكترونية تقريرا مصورا عن أبرز المعالم والفعاليات بالمملكة، ونقدم في تقرير وكان تقرير هذا الأسبوع عن معلم إسلامي وتاريخي هام، وهو "مسجد الحديبية". مكة المكرمة بها العديد من المساجد التاريخية التي لها شأن عظيم في تاريخ الإسلام، والتي لها مكانتها العظيمة في نفوس المسلمين على مر العصور. ومسجد الحديبة من هذه المساجد التي لاتزال شامخة حتى الآن كشاهد عيان على القيمة الكبيرة للتاريخ الإسلامي العريق. ارتبط مسجد الحديبية بالمكان الذي شهد حدثين في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما بيعة الرضوان، والصلح الذي انتهى بفتح مكة. وسميت "الحديبية" نسبة إلى بئر بذات الاسم قرب الشجرة التي بايع الصحابة الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام - تحتها وعرفت في التاريخ ببيعة الرضوان في السنة السادسة للهجرة. كما وقع في السنة نفسها الصلح بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركين من أهل قريش لمدة عشر سنين وسمي بصلح الحديبية، وكتبه سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ونقضه المشركون بعد سنتين ما عَجَّلَ بفتح مكة. ويقع مسجد الحديبية قرب مكة المكرمة على طريق جدة القديم، في مكان يعرف الآن بالشميسي، يبعد قرابة 24 كيلو مترًا من المسجد الحرام وبنحو 2 كيلو متر من حد الحرم، وبني المسجد الحديث بجوار المسجد الأثري القديم المبني بالحجر الأسود والجص. وكان الموقع محطة مهمة لقوافل الحجاج الذين يقصدون مكة المكرمة على مر العصور، وقد جعلها موقعها على هذه الأهمية لكونها تقع على منحى حدود الحرم من الجهة الغربية.