الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

متى تعرضت فرنسا لمجاعة أفقدتها عُشر سكانها بسبب نقص القمح؟

62846b614c59b70c204c6ad9
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

يعيش العالم خلال الفترة الحالية، أزمة غذاء لم تخف آثارها عن العديد من البلدان، تسببت فيها الحرب الروسية على أوكرانيا، وهما المصدِّرتان الأساسيتان للقمح في العالم، وتضافر مع هذا السبب ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، خسرت على إثره عدد من البلاد محاصيلها الغذائية من الحبوب، ويذكر التاريخ تعرض فرنسا إلى مجاعة أفقدتها عُشر تعداد سكانها بسبب نقص القمح.

اضافة اعلان

وبحلول شهر يونيو عام 1693، بلغ سعر الخبز رقماً خيالياً، وأورد مؤرخون، أن المواطن الفرنسي العادي كان يضطر إلى إنفاق أجرة يوم عمل للحصول على قطعة خبز واحدة، وخلال هذه الآونة، أواخر القرن السابع عشر ، عرفت فرنسا أسوأ مجاعاتها،  بسبب النقص الفادح في القمح، حين توفي عدد كبير من الفرنسيين بالأرياف وكبرى المدن الفرنسية.

وخلال السنوات التي سبقت المجاعة، مثّلت الأمراض والحروب؛ الأسباب الرئيسة للوفيات في فرنسا، فعلى الرغم من اكتفاء عدد كبير منهم بتناول الخبز وحساء الخضراوات حينها، لم يعتد الفرنسيون على فكرة الموت جوعاً، كما ذكر موقع "العربية".

وفي عام 1692، لم يكن محصول القمح جيداً بالنسبة للفرنسيين، الذين سرعان ما لاحظوا ارتفاع أسعار القمح، لكنهم تفاءلوا بأمطار شتاء 1692، متوقعين ورود محصول جيد بنهاية العام، لكن مع بداية شهر مارس 1693، ثم دخول الصيف، شهدت فرنسا أمطارًا كثيفة، أفسدت محاصيل الحبوب، فقفزت أسعار القمح إلى معدلات خيالية.

ويقول المؤرخون إن السلطات الفرنسية اتجهت لتوزيع الفقراء قرب منازل وقصور النبلاء، ووفرت لهم بعض الخبز الذي لم يكن كافياً في الغالب لإطعامهم جميعاً، فساءت صحة الناس، ونحلت أجسامهم، وأصبحوا أكثر عرضة للأمراض، كالتيفوس، التي سرعان ما عصفت بالبلاد حاصدة معها العديد من الأرواح.

ويذكر موقع "العربية" أنه بحسب المؤرخ الفرنسي المعاصر فرانسوا لوبران (François Lebrun)، بلغ عدد سكان فرنسا قبل المجاعة 22.25 مليون نسمة، وأواخر العام 1694، تراجع هذا العدد ليستقر في حدود 20.75 مليون نسمة. وبناء على تقديرات الأخير، توفي ما بين 1.3 و2 مليون فرنسي بسبب هذه المجاعة والأمراض التي نتجت عنها.

ولم تكن هذه هي المجاعة الوحيدة التي عرفتها فرنسا، فقد  مرت البلاد بـ13 مجاعة خلال القرن السادس عشر، و11 مجاعة بالقرن السابع عشر، إضافة لـ16 مجاعة أخرى بالقرن الثامن عشر، الذي عرفت السنوات الأخيرة منه تقلبات الثورة الفرنسية.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook