تواصل – فريق التحرير:

في إحدى جولاته التي تهتم بثقافات الشعوب، ونقل أفضل ما لديهم من عادات وتقاليد مفيدة ونافعة، كانت جولة عبد العزيز السلامة، المهتم بالرحلات وعجائب المشاهدات، في نقل طريقة قديمة في حفظ القرآن الكريم، إلا أنها ناجعة ومستمرة حتى الآن.

وفي أحد الأحياء المسلمة في دولة تشاد، التقى عبد العزيز السلامة، مجموعة من الطلاب يحفظون القرآن بطريقة "الخلوات". والخلوة (جمعها خلاوي) وهي مدارس قرآنية منتشرة في بعض الدول الإفريقية أشبه بمدارس الكتاتيب في مصر.

وبصحبة معلمهم وشيخهم، الذي يقوم بتحفيظهم القرآن الكريم بهذه الطريقة، كان الطلاب يتعلمون ويحفظون القرآن الكريم عبر الكتابة على اللوح الخشبي.

وتُعرف طريقة الخلوات بأنها أداة تقليدية كانت وما زالت تُستخدم في تحفيظ القرآن الكريم، يكتبون على اللوح الخشبي من قلم مصنوع من ساق الذرة وحبر من الفحم، فيخطون بها الحروف والأشكال وضبط الآيات حتى ينتهوا من كتابة السورة كاملة، وعندما ينتهون من دراستها يمسحونها باستخدام الماء ثم يكتبون سورة أخرى.

ونقل السلامة صوت أحد الطلاب في تلاوة القرآن الكريم عبر القراءة من الألواح الخشبية التي كتبوها بأيديهم، وكم كانت التلاوة منضبطة ومتقنة في مخارج الحروف والالتزام بأحكام التلاوة الصحيحة، إضافة إلى جمال الصوت وعذوبته.

وينقل السلامة بعض عادات هذا الحي وغيره، فيقول: "هناك عادات منتشرة من قبل بعض أولياء الأمور إذ يرفض بعضهم ذهاب ابنه إلى المدارس العامة إلا بعد أن يتم حفظ القرآن الكريم ".