الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أعدّ للعيد. . تكُن سعيد!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أعدّ للعيد. . تكُن سعيد!

لعلّ أكثر الناس الآن يتراكضون لتدارك بقية حاجيّاتهم لاستقبالهم للعيد، والحقيقة لكَم تُسعدني تلكم المناظر، حين أجدُ من تتأكد من عدد الهدايا، وتهاتِف أختها للتأكد من عدم وجود نواقص أخرى، وثانية توجّهت لقسم مستلزمات الكيك، شوقًا لإعداد كعكة العيد.. أقلّب ناظريّ محدثة نفسي: "يا رب ذكّرنا بالاحتساب" أن يفعل الإنسان ما يحبّه مولاه عبادة لا عادة.

اضافة اعلان

أن يُصرف المال وتُبذل الجهود والأفكار ليس لأنه "جرت العادة السنوية"، بل لأجل إحياء شعيرة عظيمة للمسلمين، بهذا المنطلق البسيط كم يحصد الإنسان من أجور، وقد أفردتُ مقالاً في كتابي "تلك عشرة كاملة" حول هذا الأمر.

كثيرة من تعاليم الدين لم نتعلّمها بالمواعظ والدروس المباشرة، وإنما بممارسات أهلنا ومن حولنا وتخلّقهم بها.

وإني أزعم أني عشتُ طفولة مثالية بفضل الله، في بيتنا كانت حدود الله قائمة، عشناها قبل أن نتلقاها وعظًا، فلما تلقيناها لم نتعجّب، وإنما كان حال القلب: سمعًا وطاعة.

ولعل هذه من أيسر طرق تعليم الطفل مراد الله، وهو امتثال الأسرة لحدود الله، تقيم شعائره وتقفُ عند حدوده.

وإنّ الحاصل اليوم لدى البعض هو عدم استشعار أهمية تطبيق هذا الأمر، ثم يسوء حال الأسرة حينما يكبر الصغار، بعد مضي الوقت الذهبي للطفل، يستدرك الأبوين ما فرّطوه فيه، ثم يتعجبون من تفريطه في صلاته وتقصير الفتاة في حجابها!

لأجل هذا كله فإن تمثل الأبوين في بيتهما بما يحب الله، مدعاة لنشوء الطفل على معرفة الله ثم حبّه والنتيجة الطبيعية هي: طاعة أوامره واجتناب نواهيه.

التفصيل السابق غدا ضروري ليستشعر كل من تصدّر ليحيي حفل العيد في عائلته باصطفاء الله له، وبالخير الذي ينتظره من تعلم الصغار إثر تعبه وكدّه ليكون كل شيء مناسبًا للاحتفال. ويقينًا بأن: من أعدّ للعيد، بات سعيد!

ومن جميل ما يُذكر كل عام تقريبًا هو شكر أطفال عائلتنا لي لكل الفرح الذي شعروا به والهدايا التي حصلوا عليها فأقول لهم: أنا كسبتُ أيضًا، كسبت أجرين، أجر الفرحة بالعيد، وفرحة إدخال السرور على قلوبكم، فالله سيسخر لي من يسعدني أيضًا.

ومما تجدرُ الإشارة للزيادة في الاحتفال والمبالغة في الإعداد، ونؤكد على حقيقة أنه يمكن للإنسان الفرح والاحتفال بأقل الإمكانيّات، وما نجده اليوم يسمّى إسراف وترف! ومَن سار في هذا الطريق فحتمًا أنه للندم صائر!

لأنه قفز بمعاييره وبالتالي فستصعب مهمته ليكون بذات المستوى كل عام، إلى جانب شعور الأطفال بالبطر مع مرور الوقت! وهذا مما لاحظته وتعلمته منهم، كلما توفر لديهم كل شيء في وقت واحد، فإننا نُسرع في شعورهم بالشبع العاطفي في وقتٍ نحن بحاجة لتجديد شعورهم بالدهشة إزاء كل ما يشاهدونه.

إنّ المتأمل لحال رمضان، ليخرج منه بدروسٍ جليلة وجميلة، تخيّل أنك مُطالَب بالتخطيط للعيد وللفرح وأنت في موسم طاعة، إنك من طاعة لطاعة تتقلب!

الخطّ الفاصل هو ألا يتمادى الإنسان ويتجاوز حده، فيأخذ التخطيط للاحتفال أكثر مما يجب ويستحق.

ختامًا: خطّط للتواصل العائلي، ولا تكتفِ بالهدايا المادية، الناس بحاجة لمن ينتشلهم من هواتفهم انتشالًا اجباريًا، ليستمتعوا باللحظة ويسعدوا بحقّ، المسابقات تفعل هذا وأكثر، وهي كثيرة ومتوفرة في كل مكان، انتفع ممن سابقوك وشارك أصدقاءك الأفكار وتبادلوها لتخفّ المهمة، ثم . . نَم قرير العين وانعم بجميل الأجر.

إيناس حسين مليباري

جامعة الملك عبد العزيز| مركز الطفولة

[email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook