تواصل – تقرير:

بدأ الفرنسيون، اليوم الأحد، التصويت لانتخاب رئيسهم المقبل خلال السنوات القادمة، وسينحصر الانتخاب بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته القومية مارين لوبن.

وسيعني إعادة انتخاب ماكرون (44 عامًا) الاستمرارية مع وعود الرئيس المستمرة بجعل البيئة في صميم عمله.

والتجديد للرئيس المنتهية صلاحيته، سيعني إضافة أعباء سياسية واقتصادية أخرى لماكرون، خاصة مع معاناته من بعض الإخفاقات خلال فترته الأولى.

وربما تكون فرنسا على موعد لانتخاب أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتربع في الإليزيه، وستكون آثار انتخاب لوبن (53 عامًا) على فرنسا مشابهة إلى حد كبير لتلك التي عانى منها الاتحاد الأوروبي على أثر خروج بريطانيا منه، أو كتلك التي عانت منها الولايات المتحدة بعد انتخاب دونالد ترامب في العام 2016.

وسيكون وصول لوبن إلى مقعد الرئاسة وعلى رأس قوة نووية مع مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، بمثابة زلزال من حيث حجمه، خصوصًا في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا والاستنفار العسكري في عموم أوروبا.

وإعادة انتخاب ماكرون يمكن أن يجري دورة ثالثة من الاحتجاجات في الشارع على غرار الاحتجاج الشعبي لـ"السترات الصفراء" في 2018-2019 خاصة وأن ماكرون يتعهد بإصلاح أنظمة التقاعد وهو المشروع الذي يثير غضب جزء من الرأي العام.

أما إذا تمكنت لوبن من الفوز بالرئاسة، فكما يتوقع الخبراء والمحللون، قد تبدأ الهزات في مساء يوم الانتخاب وربما يستدعي ذلك دخول البلاد في المجهول في اليوم التالي.

وسعى المرشحان لاستمالة ناخبي المرشح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون، الذي جاء في المركز الثالث في الدورة الأولى التي جرت في العاشر من أبريل، بعد لوبن، وحصل على نحو 22 في المئة من الأصوات.

ووعدت مارين لوبن من جهتها بحماية الفئات الأضعف، بينما تعهد إيمانويل ماكرون بجعل البيئة في صميم عمله، في خطوة من كل منهما لجذب ناخبي ميلانشون.

ويخشى المتنافسان على مقعد الرئاسة من إحجام الناخبين عن التصويت في هذه الفترة التي تسودها العطلات المدرسية الربيعية في كل أنحاء البلاد.

وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن ماكرون تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في العاشر من أبريل الجاري بحصوله على 27,85 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما حصلت لوبان على 23,15 بالمئة.

وأوضحت وزارة الداخلية الفرنسية، أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بلغت 48ر25% ، وذلك مقارنة بعام 2017، الذي بلغت نسبة المشاركة فيها بالجولة الأولى 54ر28%.

الجدير بالذكر أن عدد الناخبين الفرنسيين يصل إلى 48,7 مليون ناخب، وستعطي نسبة المشاركة ظهرًا أول مؤشر على رجحان كفة أحد المتنافسيْن على الآخر.