تواصل – فريق التحرير:
أثار العرض الذي تقدم به إيلون ماسك لشراء منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" بنحو 43 مليار دولار العديد من المخاوف في مختلف دول العالم، من تحويل شركة كبرى إلى سيطرة شخص واحد فقط عليها، خاصةً إذا كان هذا الشخص كثير التذمر من أن تويتر يضع قيودًا كثيرة جدًا على ما يمكن نشره على موقعه.
من جانبها، قالت الأستاذة المتقاعدة في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب "عصر رأسمالية المراقبة"، شوشانا زوبوف: "هذه كارثة، ولا يتعلق الأمر بإيلون ماسك فحسب"، إذ أشارت إلى أن جمع البيانات حول السلوك البشري يعد شريان الحياة لعصر جديد وغير منظم تقريبًا حتى الآن.
وجادلت بأن فيسبوك وتويتر وغيرهما يستخرجون أكبر قدر ممكن من البيانات حول المستخدمين، وهو ما يثير تساؤلًا حول وضع الكثير من القوة في أيدي شركة واحدة، والذي يعد أمرًا سيئًا، ولكن ماذا عن وضعها في يد شخص واحد، كما هو الحال إلى حد كبير مع المساهم المسيطر في فيسبوك، مارك زوكربيرغ، وسيكون هذا هو الحال مع تويتر المملوك لماسك.
وأضافت: "يجلس زوكربيرغ على لوحة مفاتيحه، ويمكنه أن يقرر يومًا بعد يوم، وساعة بساعة، ما إذا كان الناس سيكونون أكثر غضبًا أو أقل غضبًا، وما إذا كانت المنشورات ستعيش أو تموت".
وقال مسؤولون سابقون لصحيفة واشنطن بوست، إنه إذا سيطر ماسك على تويتر، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على صانعي السياسة الأميركيين لتنظيم شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لـ"العربية".
من جانبه، أشار الزميل الزائر في معهد بروكينغز الذي قاد سابقًا إنفاذ مكافحة الاحتكار في كل من لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل، بيل باير، إلى أن سيطرة شخص واحد على شبكة اجتماعية يمكن أن يزيد المخاوف بين صانعي السياسة، مؤكدًا أن "وجود فرد واحد لا يمكن التنبؤ بسلوكه - أو يتحكم في منصة اتصالات مهمة - من المحتمل أن يجعل الكثير من الناس متوترين".
بدوره، يرى الرئيس الديمقراطي السابق للجنة الاتصالات الفيدرالية، توم ويلر، إن تحركات ماسك تؤكد الحاجة إلى إنشاء هيئة تنظيمية جديدة تشرف على صناعة التكنولوجيا.
وقال: "ما نحتاج إليه هو عملية تحترم التعديل الأول لا تملي فيها الحكومة المحتوى، ولكنها تتسبب في وجود مدونة سلوك مقبولة".
حتى من يعتقدون بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي شبكة جيدة، يقولون إن تويتر "كما يتصور ماسك" سيكون "أمرًا مروعًا" للمستخدمين والمستثمرين.
وأعربت الشريكة المؤسسة لمؤسسة "الحدود الإلكترونية"، إيفا غالبرين، عن قلقها بشأن حقوق الإنسان وتأثيرات السلامة الشخصية لأي شخص لديه سيطرة كاملة على سياسات تويتر. وقالت: "إنني قلقة بشكل خاص بشأن تأثير الملكية الكاملة من قبل شخص أظهر مرارًا وتكرارًا أنه لا يفهم حقائق الإشراف على المحتوى على نطاق واسع".
