الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حصّة احتياط

-KfJEtR7_400x400
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أمَا رأيت ما يُكتب على مرآة السيارة الجانبية " الأجسام الموجودة في الصورة تبدو أصغر في الحقيقة" هذا تمامًا ما حدث معي، تزامن انقشاع الغمامة عن عوالِم التعليم - بما فيه من مناهج ومفاهيم ومعاني ومعلمين- مع دخولي في الميدان، بدَت الحقائق أكبر وأعمق ممّا هي عليه!

اضافة اعلان

عن "حصص الاحتياط" أتحدث. (حصة الاحتياط: حضور معلمة في الفصل عوضًا عن معلمة المادة الأساسية لغيابها).

كنا نعيثُ في الفصلِ فسادًا فور علمنا بـحدوث المكرَمة "حصة الاحتياط"! إنَّه الوقت المثالي للشغب ولمزيد من الفوضى في الحقيقة! لا توجيه يردعنا، ولا تهديدًا يُبدّل الحال.. ربَت خبرتي ونمَت بذات المنوال عن حصص الاحتياط، تكرر المشهد حتى غدا مألوفًا، أن تُكمل المعلمة أعمالها، الشرط الأوحد لأغلبهنَّ هو: الهدوء، ومع تحقق الشرط، فالضوء أخضر لإكمال الثرثرة وإن كانت مشاجرة!

انصرمت الأعوام حتى صرتُ للأطفال مُعلمة، تشابه الأمر مع اختلاف المسمّيات، "وقت فارغ" كيف عليّ أن أقضيه مع أطفال ربما لا يعرفونني، فقد أدخل لفصلٍ غير فصلي.

الخيارات كثيرة، واليسير منها هو المتاح على الدوام، لكن أنَّى لحسّ المسؤولية والأمانة أن يخبو بريقهما من النفس؟

 إنّه لأمرٍ يستلزم صبر ومكابدة ليلزم كلّ إنسان الثغرة التي هو فيها، فينهض بهمّته ليُحيي فضيلة أو يزرع قيمة أو يؤنس وحيدًا أو حتى يُلاطف صبية!

ولكَم سدّد الله الرمي، وأصبنا وأخفقنا، لكنّه حُسن السَّعي.

الآن وقد صرتُ في الميدان، أتأسف على كلّ حصّة احتياط انسلّت من يدي كل معلم لم يُدرك كم من الخيرِ فاته، ولقد اختار لنفسهِ الحظ الأدنى دون الأكبر! أتأسف على هدر الوقت في اللغو واللغط، في إسراف الطلبة في المباحات لأنّ وقت الفراغ امتدّ لما بعد سنين الدراسة، فجاء المنفذ المُعبّد هو إسقاط نظام "حصة الاحتياط" على حياته لتكون لهوًا ولعبًا، والله المُستعان.

إيناس حسين مليباري

جامعة الملك عبد العزيز| مركز الطفولة

[email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook