الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حدث في مثل هذا اليوم.. 26 شعبان

ابن_كثير_المكي (1)
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – فريق التحرير:

يصادف اليوم 26 شعبان، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث

اضافة اعلان

774 هـ

وفاة الإمام ابن كثير الإمام الحافظ والمفسر والمؤرخ

 

في مثل هذا اليوم من سنة 774هـ الموافق 27 فبراير 1373م، توفي الإمام ابن كثير، أحد الفقهاء والعلماء، والمحدثين البارزين، والمؤرخين الذين برزوا في التاريخ الإسلامي.

اسمه ونسبه

هو الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن زرع، ابن الشيخ شهاب الدين أبي حفص القرشي البصراوي الدمشقي الشافعي، المعروف بابن كثير. ولد سنة 701هـ، في قرية مجيدل من ببُصْرى الشام، ونشأ وعاش في دمشق.

نشأته

كان أبوه خطيبًا ببلدة مجيدل القُرَيَّة، وتوفي ابيه وهو في سن الرابعة، وبعد وفاة أبيه، عاش تحت كنف أخيه كمال الدين عبد الوهاب، ثم ارتحل إلى دمشق طلبًا للعلم، واستقر ابن كثير هناك،.

مناقب ابن كثير

وهبه الله حافظة قوية، وذاكرة ممتازة، فحفظ العلوم والمتون، وظهر أثر ذلك في مصنفاته؛ فقد حفظ ابن كثير القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، وحفظ التنبيه في الفقه الشافعي، وعرضه وسنة ثماني عشرة، وحفظ مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، وحفظ المتون المتنوعة في العلوم؛ ولذلك وصفه عدد من العلماء بحفظ المتون، واقترنت صفة الحفظ بصفة أخرى وهي صفة الاستحضار؛ فكان يستحضر المتون والكتب والعلوم، فينقل من مصادر عدة، ويضع المعلومات بصيغته وأسلوبه الخاص به، ورزقه الله الفَهْم الجيد، وخفة الروح، والالتزام بالحديث والسُّنَّة، ورزق الخلق والفضيلة والموضوعية.

شيوخ ابن كثير

كان أخوه الأكبر عبد الوهاب، وعيسى المطعم، والقاسم بن عساكر، ومحمد الشيرازي، وإسحاق الآمدي، ومحمد الزراد، وابن قاضي شهبة، وابن الزَّمْلَكاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وبرهان الدين الفزاري، والحافظ أبو الحجاج المِزِّي، ومؤرِّخ الإسلام الذهبي، وشمس الدين الأصفهاني، وغيرهم .

تلامذة ابن كثير

من أشهر تلاميذته، سعد الدين النووي، وشهاب الدين بن حجي، وابن الجزري، والزركشي، وغيرهم.

مؤلفات ابن كثير

تفسير القرآن العظيم، والبداية والنهاية، وكتاب التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل، وتخريج أحاديث أدلة التنبيه في فروع الشافعية، وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، وفضائل القرآن، وكتاب في السماع، ومسند الشيخين، والنهاية في الفتن والملاحم، والمقدمات، ومسند عمر بن الخطاب والآثار المروية عنه، وكتاب الهَدْي والسَّنَن في أحاديث المسانيد والسُّنَن؛ وهو المعروف بجامع المسانيد، وطبقات الشافعية، واختصار علوم الحديث، اختصر فيه مقدمة ابن الصلاح المعروفة، وسمَّاه الباعث الحثيث، ومسند الشيخين؛ يعني أبا بكر وعمر، والسيرة النبوية، مطوَّلة ومختصرة، والاجتهاد في طلب الجهاد، وقصص الأنبياء.

وشرع رحمه الله في شرح صحيح البخاري ولم يكمله، وشرع في كتاب كبير في الأحكام، وصل فيه إلى الحج.

منهجه في التفسير

كان لابن كثير منهجًا في التفسير اعتمد على، تفسير الآية بعبارة سهلة، وبأسلوب مختصر، يوضِّح المعنى العام للآية الكريمة. وتفسير الآية بآية أخرى إن وجدت؛ حتى يتبين المعنى، ويظهر المراد، وقد يذكر ابن كثير عدة آيات في تفسير الآية الأولى، وكأنه يجمع بين الآيات المتشابهة والمتماثلة في المعنى، والمتحدة في الموضوع، فتأتي الآيات المتناسبة في مكان واحد. ورواية الأحاديث بأسانيدها غالبًا، وبغير إسناد أحيانًا لإلقاء الضوء النبوي على معنى الآية؛ لأن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم التبليغ والبيان. وتفسير القرآن بأقوال الصحابة؛ حيث يُردِف ابن كثير في تفسير الآية ما وصله من أقوال الصحابة في تفسير هذه الآية، حسب المؤهلات التي يمتلكونها. والاستئناس بأقوال التابعين وتابعي التابعين ومَن يليهم من علماء السلف، وخاصةً أهل القرون الأولى الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية، وحملوا الدعوة والإسلام.

وقد نوَّه ابن كثير على وجود الإسرائيليات في مقدمة تفسيره، وقد نتج عن روايات بعض الصحابة وبعض التابعين وجود الأحاديث والروايات المأخوذة من مصادر أهل الكتاب، والتي تُسمَّى الإسرائيليات، ومعظمها غير صحيح وغير معقول، وأكثرها غرائب وطرائف، فقال: "تُذكر للاستشهاد لا للاعتضاد"، وكان ابن كثير ينبِّه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، تارةً يذكرها ويعقِّب عليها بأنها دخيلة على الرواية الاسلامية، ويبين أنها من الإسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارةً لا يذكرها بل يشير إليها، ويبيِّن رأيه فيها، وقد تأثر في هذا بشيخه ابن تيمية، وزاد على ما ذكره كثيرًا، وكل من جاء بعد ابن كثير من المفسرين ممن تنبه إلى الإسرائيليات والموضوعات، وحذر منها.

وفاة ابن كثير

تُوفِّي ابن كثير رحمه الله بدمشق يوم الخميس، السادس والعشرين من شعبان سنة 774هـ، عن أربع وسبعين سنة، وكانت جنازته حافلة ومشهودة، ودُفن بوصية منه مع شيخ الإسلام ابن تيمية لمحبته له، وتأثره به.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook