الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«حرب الكنائس»..الصراع الخفي بين روسيا وأوكرانيا (للغزو أسباب أخرى)

اوكرانيا -- روسيا - الحرب
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- فريق التحرير:

ربما تبدو بعض الأسباب الظاهرة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتبرير "غزو أوكرانيا" مقنعة لدى البعض.

اضافة اعلان

لكن بتسليط الضوء على خلفيات الصراع المحتدم المسكوت عنه بين روسيا والغرب وخاصة أوكرانيا، يجد أن الدوافع الدينية الكامنة في نفس "بوتين" لضم أوكرانيا تحت سيطرته.

أسقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وبطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل، أفصح عن سبب مختلف لم يتحدث عنه "بوتين"، والذي أكد أن الصراع مع أوكرانيا هو امتداد صدام ديني بين روسيا والغرب.

 حرب صليبية

هكذا يطلق عليها بعض رجال الكنيسة الروس، إذ يعتبرون أنَّ التدخل الروسي في أوكرانيا بمثابة "الحرب الصليبية لإنقاذ الأراضي الأرثوذكسية المقدسة من أصحاب البدع والردة الغربيين".

 شعب مؤمن وشياطين موسكو!

أعلن الرئيس الأوكراني السابق، بوروشينكو المدعوم من أمريكا في 16 ديسمبر 2018 إنشاء كنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية، وقال إن "الأمن الوطني الأوكراني يعتمد إلى حدٍ كبير على الاستقلال الديني عن روسيا"، معتبراً هذا القرار "انتصاراً للشعب المؤمن في أوكرانيا على شياطين موسكو"، بحسب وصفه.

وأدّى استقلال الكنيسة الأوكرانية إلى تعميق الانقسام على مستوى الكنائس الأرثوذكسية بعد إعلان الكنيسة الروسية انفصالها عن العائلة الأرثوذكسيّة الجامعة، احتجاجاً على دور برثلماوس الأول، بطريرك القسطنطينية المسكوني.

ضربة لحسابات بوتين

ويرى البعض أنّ انفصال الكنيسة الأوكرانية عن الكنيسة الروسية مثّل ضربة قوية لحسابات الرئيس الروسي.

فقد كان الأوكرانيون الأرثوذكس يشكّلون حوالى 25% من مجمل المسيحيين التابعين للكنيسة الروسية، التي خسرت ملايين الأتباع وملايين الدولارات من أملاك الكنيسة التي سعت كييف للسيطرة عليها حتى شرق البلاد.

عودة لتصريحات البطريرك كيريل

يقول الخبراء إن تعليقات كيريل تقدم رؤى مهمة حول رؤية بوتين الروحية الأكبر للعودة إلى الإمبراطورية الروسية، حيث يلعب المعتقد الديني الأرثوذكسي دورًا محوريًا.

حرب كنائس

الموقف المتشدد للبطريرك الروسي كلفه فقدان أتباعه أيضًا، إذ أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أمستردام، الأحد الماضي، أنها قطعت العلاقات مع البطريرك، لتنضم إلى عدد من القساوسة والكنائس الذين تخلوا عن موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.

العالم الروسي

قالت فيكتوريا سمولكين، أستاذة التاريخ في جامعة ويسليان، لشبكة CNN، إن "بوتين يدعم هذا المفهوم لما يسمى بالعالم الروسي وهذا المفهوم متجذر في الأرثوذكسية الروسية".

وأضافت: "العالم الروسي حيثما يوجد متحدثون بالروسية، والعالم الروسي حيثما توجد كنيسة تابعة للكنيسة الروسية، فهو لا يعترف بالحدود السياسية القائمة".

بوتين وكيريل

من جانبه، قال جورج ميشيلز، أستاذ التاريخ في جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد"، لشبكة CNN، إن رؤية بوتين مدعومة من قبل كيريل، الذي يرى أيضًا أن أوكرانيا جزء تاريخي لا يتجزأ من كنيسته الروسية.

وأشار ميشيلز إلى أنه "في بداية الحرب، ألقى البطريرك كيريل عظة شدد فيها على الوحدة التي وهبها الرب لأوكرانيا وروسيا".

وأوضح ميشيلز أن "كيريل شجب قوى الشر في أوكرانيا التي تعمل على تدمير هذه الوحدة".

وفقًا للبطريرك، فإن الحرب في أوكرانيا تدور حول "الرفض الجوهري لما يسمى بالقيم التي يقدمها اليوم أولئك الذين يدعون أنهم القوى العالمية" أي الغرب.

شرعية أخلاقية للغزو!

على الرغم من الدعوات الموجهة لكيريل للتنديد بحرب بوتين، لم يرفض "البابا الروسي" القيام بذلك فحسب، بل قدم بدلًا من ذلك شرعية أخلاقية للغزو من خلال وصفه بأنه صراع "ذو أهمية ميتافيزيقية".

وذكر ميشيلز أن "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تقدم الكثير من الرمزية والأيديولوجية التي استخدمها بوتين لتعزيز شعبيته".

أهمية كييف

تحمل مدينة كييف رمزية كبيرة لكل من بوتين وكيريل نظرًا لارتباطها بفلاديمير الأول، حاكم العصور الوسطى في دولة "كييف روس" - التي كانت تضم أجزاء من كل من أوكرانيا وروسيا الحالية وكانت عاصمتها كييف - والذي اعتنق المسيحية في حوالي عام 988 ميلادية.

وقال ميشيلز: "وفقًا لوجهة النظر القومية الروسية السائدة الآن، كان فلاديمير الأب المؤسس لأول دولة روسية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

شكلت الدولة والكنيسة تعايشًا مثمرًا وأصبحت كييف مهد الحضارة الروسية". وأضاف أن "بوتين يعتبر فلاديمير الأول منقذ روسيا".

مسيحية "كييف روس" هي السرد التأسيسي الذي يدعى بوتين وكيريل بناء عليه بأن أوكرانيا جزء من روسيا.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook