الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل ينهار الإنترنت بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

ظهرت منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا مواقف سياسية لبعض شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا وجوجل وآبل، التي كانت ترسم لنفسها صورة بوصفها شركات تكنولوجية محايدة، ما أدى إلى حظر خدماتها ومنتجاتها في روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا.

اضافة اعلان

ومع حظر تويتر وفيسبوك، وعدم السماح للمستخدمين الروس النشر على منصة تيك توك، أفادت بعض التقارير الإعلامية بأن الشرطة الروسية توقف المارة في الشوارع لمراقبة ما يشاهدونه على هواتفهم المحمولة، وفقًا لـ"BBC".

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيغير الصراع فقط جغرافية العالم، أم يمتد ليغير بشكل أساسي طبيعة الإنترنت العالمية؟

دعوات لفصل روسيا عن الإنترنت

في الأيام القليلة الماضية طالبت الحكومة الأوكرانية شركات التكنولوجيا بحظر خدماتها في روسيا.

وتتزايد قائمة شركات التكنولوجيا التي توقفت عن ممارسة الأعمال التجارية أو بيع المنتجات هناك يوماً بعد يوم.

والآن، يدعو قادة أوكرانيا البارعون في مجال التكنولوجيا إلى شيء أكبر، ألا وهو فصل روسيا عن شبكة الإنترنت العالمية بشكل تام، لكن قوبلت تلك الدعوات بالرفض القاطع من قبل ICANN (شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة)، المسؤولة عن حوكمة الإنترنت.

طُلب منها إبطال نطاقات المستوى الأعلى في روسيا مثل (.ru) جنباً إلى جنب مع شهادات طبقة مآخذ التوصيل الآمنة التابعة للدولة.

لكن شعارها هو "عالم واحد، إنترنت واحد" وفي رده على نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف ، قال الرئيس التنفيذي لـ ICANN ، غوران ماربي: "ضمن مهمتنا، أن نحافظ على الحياد ونتصرف لدعم الإنترنت العالمي. مهمتنا لا تمتد إلى اتخاذ إجراءات عقابية أو إصدار عقوبات أو تقييد وصول الخدمة إلى قطاعات بعينها، بغض النظر عن الاستفزازات التي تحصل".

وقالت كورين ماكشيري من مؤسسة (EFF) وكونستانتينوس كومايتيس، في بيان لهما إن الحرب ليست وقتاً "للعبث بالإنترنت".

ثلاثة مخاطر

هناك عواقب خطيرة وطويلة الأمد إذا تم التدخل في البنية التحتية الأساسية للإنترنت وقد تشمل: حرمان الناس من أقوى أداة لتبادل المعلومات، وإرساء سابقة خطيرة، والمساومة على الأمن والخصوصية.

كما طلبت أوكرانيا من Cloudflare - وهي شركة بنية تحتية على شبكة الإنترنت توفر الحماية ضد الهجمات الإلكترونية - إنهاء خدماتها داخل روسيا.

وقالت الشركة في مدونة، إنها نظرت في هذه الطلبات، لكنها خلصت إلى أن "روسيا بحاجة إلى المزيد وليس القليل من الإنترنت".

تجارب سابقة

تعتبر الدعوات إلى قطع الإنترنت منزلقاً خطيراً باتجاه ما يُعرف باسم Splinternet - حيث يوجد لدى البلدان المختلفة إصدارات مختلفة من الإنترنت.

ربما يكون جدار الحماية العظيم في الصين (هو مزيج من الإجراءات التشريعية والتقنيات التي تفرضها الصين لتنظيم الإنترنت محلياً)، أوضح مثال على كيفية قيام دولة ما بإنشاء شبكة الويب الخاصة بها.

وفي إيران يتم مراقبة محتوى الشبكة والمعلومات الخارجية بصورة محدودة من قبل شركة الاتصالات الإيرانية المملوكة للدولة.

بل إن روسيا نفسها اختبرت شبكة إنترنت خاصة بها - يطلق عليها اسم Runet - لعدة سنوات، وإن كانت تركيبتها مبنية على أساس الانترنت الحالي وليس كنسخة الصين المبنية من الألف إلى الياء من قبل البلاد، وفي عام 2019، قالت الحكومة الروسية إنها اختبرت النظام بنجاح.

عواقب خطيرة

يؤكد أبيشور براكاش، مؤلف كتاب "كيف تعيد التكنولوجيا تشكيل العولمة"، أن الصراع يعيد تشكيل الإنترنت، من "نظام عالمي تم توصيل العالم كله به" إلى شيء أكثر انقساماً.

ويقول: "بسبب الجغرافيا السياسية، يظهر تصميم مختلف للإنترنت، حيث تكون الدول إما معزولة أو تعمل على تطوير بديل خاص بها. يتم تهديم الجسور العالمية، مثل منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي ربطت السكان لعقود".

ووفقاً لجيمس غريفيث، فإن المحور الجديد لقوة الإنترنت سينقسم بين الغرب والصين وبين الغرب وروسيا.

والآن ستتجه أنظار روسيا مرة أخرى إلى بكين، في وقت تسحب شركات الإنترنت الكبرى الخدمات والمنتجات منها؛ سيتعين عليهم الاعتماد على الصين حتى أكثر مما كان عليه الأمر في الماضي.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook