تواصل - زاوية الطفل:
بني .. بينما ينشغل حبيبك النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بدفن فلذة كبده، ابنه إبراهيم، وفي أشد الحالات الإنسانية وجعًا، وأصعب المواقف النفسية ألمًا؛ لم يترك فعل الخير وتعليمه، ولم يشغله حزنه عن أن يرسخ مبدأ أن الحياة لابد لها أن تسير، وأن اتقان العمل دين، وأن الله يحب من العبد أن يتقن أي عمل يعمله، وأراد أن يؤكد - صلى الله عليه وسلم – أن المسلم يراعي في أي فعل يفعله أن يسر الناس، كل الناس، حتى وإن كان وقت حزنه وألمه.
فقد رُويَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أثناء دفنه ابنه "إبراهيم"، رأى فرجة في اللبن (أي فتحة بين طوب القبر) فأمر بها أن تسد، فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وماضرها ؟! (أي ماذا تضر تلك الفتحة، هل تضر الميت؟)
فقال – صلى الله عليه وسلم - : " أما إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تُقِرُ عينً الحيِ، وإن العبد إذا عمل عملاً أحب اللهُ أن يتقنه".
فها هو حبيبك في وقت حزنه يبحث عما يقر ويسعد عين الناظر حتى إلى القبر..
فيا بني .. أترى كيف كان يفعل حبيبك النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف علمنا أن اتقان العمل كل العمل هو مما يحبه الله ويرضاه..
فاللهم صل على نبراس الهداية ومعلم الحضارة ومرشد الخير في كل وقت وحين..