الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشعب السعودي على رأي طاش!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

لاشك أن التلفاز يعتبر مصدراً مهمّا للمعلومة من خلال ما تعرضه القنوات الفضائية من برامج مختلفة, ولاشك أيضاً أن ذلك المصدر يلعب دوراً مهما في تشكيل وجهات النظر و التأثير على المفاهيم لدى المُشاهد. المشكلة أن أغلب وسائل الإعلام و يأتي في مقدمتها الإعلام المرئي أصبحت لا تهتم بالحقيقة و إنما تعرض ما يوافق أهداف القناة و مصالحها تحت شعار (لا أريكم إلا ما أرى), و لأجل ذلك أصبحنا ننصدم بالواقع حينما نراه مختلفاً عمّا يصوّره لنا الإعلام!  لذلك لا نستغرب أن يحظى الإعلام الجديد و الشبكات الاجتماعية بثقة المتابع رغم أنه إعلام بيد الأفراد ولكنه أكثر مصداقية.

الخلل أيضاً ربما يكون في المُشاهد نفسه إذ يسلّم بكل ما تعرضه الفضائيات و يجعله صورة نمطية في تصوراته. على سبيل المثال, المسلسل الشهير – و ليست كل شهرة مفخرة-  طاش ما طاش لا يملك من يشاهده من غير السعوديين إلا أن يحكم على الشعب السعودي بالهمجية و الشهوانية و التخلف و فهْم الدين فهْماً مغلوطاً. الحقيقة أن المسلسل بدأ يأخذ منحىً آخر في السنوات الأخيرة مما يوجب على المشاهد رفض ما يُعرض فيه. لست أعني التجاوزات الدينية و الاستهزاء بالدين و أهله فهذا قد أشبعه غيري كلاماً و قد سبقهم بذلك كتاب الله – عزّ و جلّ- إذ يجرّم استهزاء المنافقين بالإسلام و النبي – عليه الصلاة و السلام- و أصحابه. ما أوّد التركيز عليه هو تشويه سمعة الرجل السعودي و المجتمع السعودي بأكمله.

صحيح أن الرجل السعودي و المرأة السعودية أصبحوا وجبة دسمة للإعلام العربي و العالمي و لكن أن يصدر هذا التشويه من قناة سعودية و ممثلين سعوديين فهذا ما لا نرضاه أبدًا. في الحقيقة لم أكتب هذا الكلام اعتماداً على وجهة نظر شخصية و إنما ما لمسته ممن تربطني بهم علاقة من غير السعوديين أو ممن يزور هذا البلد ثم يتفاجأ بأخلاق شعبه النبيلة و كرمهم و حسن ضيافتهم, و لا يجد أي مضايقات أو تسلط من الملتزمين الذين يصورهم المسلسل على أنهم الآمر الناهي في البلد ولا يقبلون إلا من يشاركهم الرأي مظهراً و جوهراً. أيضاً يتفاجأ الزائر بحشمة النساء و إكرامهن و كذلك دورهنّ في الأسرة و المجتمع بعكس ما يشاهده في طاش ما طاش. بالطبع أن المسلسل المذكور ليس هو المسلسل (السعودي) الوحيد الذي يعرض صورة مشوّهة و إنما هو الأبرز.

و بما أنني ذكرت موضوع التأثير و الصورة النمطية فمن الطريف أن الرجل العربي أصبح يعتقد بأن كل فتاة تركية ستكون كـ (لميس) و الفتيات يرون كل تركيّ (مهند), و هذا بعدما غزت المسلسلات التركية قنواتنا العربية. عوداً على الشأن السعودي و مسلسل طاش, يجب أن نطرح السؤال التالي: هل وزارة الإعلام مسئولة عن هذا التشويه؟ عفواً, يبدو سؤالي غبياً و لكن نحن في زمن التغابي!اضافة اعلان

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook