أجرى الحوار – إبراهيم توفيق:
تنفرد صحيفة (تواصل) بإجراء أول حوار مع الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ بدر الراجحي القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، بعد عودته من دولة ليبيا الشقيقة، لمساندة شعبها ضد بطش وظلم القذافي وأعوانه، وتعتبر هذه هي أول زيارة من نوعها لداعية إسلامي يزور دولة عربية تشهد احتجاجات وصراع بين الحاكم وشعبه.
وللوقوف على مجريات الأحداث، والتعرف أكثر على ما يدور بليبيا كان لنا هذا الحوار الشيق مع الشيح بدر الراجحي الذي سيطلعنا على الوضع الليبي الحالي.
١-ما سبب اختياركم ليبيا لمؤازرة شعبها رغم أن هناك أكثر من ثورة قائمة؟
ليبيا بلد مغلق علينا وتواصلنا مع أهله شبه معدوم بسبب سياسة رئيسه العجيبة
فكنت أتمنى زيارته منذ أمد فلما حصلت هذه الثورة المباركة تأكدت لدي هذه الأمنية
٢-ما مدى تقبل الناس لقوات الناتو وهل يشعرون أنهم اتوا لنصرتهم وتخليصهم من القذافي ام تسابق المصالحهم وأولها البترول ورغبتهم في تقاسم الكعكة كما يطرح بعض المحليين السياسيين؟
وضع الناتو في ليبيا وضع معقد وجرائم القذافي واستعماله كل أنواع الأسلحة ضد شعبة توجب مقاومته بالقوة التي لا يملكها إلا دول الغرب وهي لا تستطيع التدخل إلا بغطاء دولي من جنس غطاء الناتو.
في المقابل الناتو لا يمكن أن يقبل بالتعاون مع الإسلاميين المجاهدين إلا مرحليا حتى يوفر المناخ المناسب لحلفائه ، والتحدي كبير جدا أمام الإسلاميين لإثبات قضيتهم العادلة
نسأل الله لهم التوفيق
٣-كذلك هل تشعرون من خلال رؤيتكم للواقع أن نهاية القذافي قريبه؟
هذا يقين بإذن الله وقد ظهرت بوادره على الأرض ولا أظن الموضوع يتجاوز أياما
٤-كذلك كيف رأيتم استقبال الناس لكم هناك وكيف رؤيتهم لعلماء السعوديه وهل ذهبتم بدعوة من هناك وهل هناك تنسيق رسمي مع الجهات المختصة في السعودية أم جهد فردي؟
أولا استقبال الناس كان في أعلى درجات الحفاوة والإكرام، أما رؤيتهم لعلماء السعودية فهي قضية مركبة، ففقد تفاجأت أن المنتشر عند الناس اعتراضهم على موضوع الثورة وأنهم يرون وجوب طاعة القذافي خاصة أنهم توافق وجود شخص في طرابلس يدعي أنه من طلاب الشيخ ابن عثيمين ويقول أن الثوار مرتدون وأن قتال القذافي لهم واجب وشيء من جنس هذا العبث أما زيارتنا فكانت بدعوة من وزارة أوقاف ليبيا الحرة.
وكانت برفقة الشيخين الفاضلين الدكتور خالد العجيمي والدكتور خالد الشمراني
٥-كذلك هل يعتبر أن الثوار يسيطرون على أغلب الأراضي الليبية ؟
هذا صحيح بلا شك وهو مشاهد على أرض الواقع، فالمدن الرئيسية تحت سيطرتهم ابتداء من طبرق على الحدود المصرية حتى البريقة، وكذلك الجبل الغربي على الحدود التونسية وهو على مشارف طرابلس بل أن داخل طرابلس أماكن لا يجرؤ جند القذافي على دخوله مثل سوق الجمعة وغيره.
٦-كذلك هل العلماء الليبيين لهم كلمتهم هناك وهل هم من يقود الثورة؟
الحمد لله فقد تشكلت رابطة لعلماء ليبيا يقوم عليها نخبة فاضلة من أمثال الشيخ الصادق الغرياني والشيخ غيث الفاخري وغيرهم
٧-أين وجهتكم القادمة ؟
نسأل الله أن يستعملنا في طاعته
إذا تأكدت رحلتي ستكونون أول من يعلم بإذن الله
٨-كلمة أخيرة توجهونها لقراء تواصل ؟
كل إنسان يستطيع إذا استشعر الأمانة والمسؤولية أن يشارك في إصلاح حال أمته، المهم أن يستعين بربه، ثم يبادر ولا يلتفت إلا العوائق سواء كانت تخويفا أو تخذيلا ، ولا يخفى أن، الإمامة بالدين لا تنال إلا بالصبر والذي يكون أثناء العمل وبعده، ولا يحلو طعم الصبر المر إلا بان يخالطه حلاوة اليقين والله أعلم.
وأخيرا اكرر شكري ودعائي وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
