الإحساس بوجود كتلة في الحلق؛ يعد عرضًا غير مؤلم، لكنه مزعج ويحدث بشكلٍ غير مستمر مع قرابة 70% من الحالات، يصاحب هذا الإحساس عادةً صعوبة بلع للعاب بين الوجبات، ويتحسن مع تناول الوجبة، فهذا الإحساس يختلف عن صعوبة بلع الطعام، وترتبط بالعديد من الأمراض الصحية.

الشعور بكتلة في الحلق من الأعراض الشائعة، ويعاني منه كلا الجنسين، والسبب المؤدي الى هذا الشعور لا يزال مجهولًا، لكنه قد يحدث بسبب فرط تحسس المريء، أو وجود اضطرابات في صمام أعلى المريء، أو بسبب ارتجاع المريء، أو عوامل نفسية.

والشعور بكتلة الحلق متعددة له أسباب، أبرزها: أمراض المريء؛ كارتجاع المريء، وأمراض المريء الحركية، وتغير نسيج أعلى المريء إلى نسيج المعدة، ونادرًا لحميات أعلى المريء، يضاف إلى تلك المسببات القلق؛ كالقلق الناتج من ضغوط العمل والدراسة والاختبارات، أو مشكلات الجيوب الأنفية، وتضخم الغدة الدرقية، أو تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة، وقد تكون مجهولة السبب، وفي المقابل فإنَّ جرثومة المعدة لا تسبب هذا العرض إلا إذا صاحبها ارتجاع مرئي.

أغلب الأشخاص الذين يعانون من هذه العرض لا يحتاجون إلى إجراء تحاليل أو أشعة أو مناظير، لكن إذا كانت الأعراض مستمرة وصاحبها علامات خطورة، مثل: صعوبة بلع الطعام، وألم أثناء البلع، وفقدان الوزن غير المقصود، فلابد من تقييم الحالة بشكلً أوسع؛ لاستبعاد وجود مشكلة مرضية تحتاج إلى علاج، ومع هذه الحالات قد يعمل الطبيب منظارًا للجهاز التنفسي العلوي، أو منظارًا للجهاز الهضمي العلوي، أو أشعة الباريوم، وربما قياس لحموضة أسفل المريء وقياس لحركية المريء.

والإحساس بكتلة في الحلق لا يستدعي العلاج مع أغلب الحالات، ويتحسن بشكلٍ تدريجي وربما يختفي نهائيًا من غير أي تدخلات طبية، أما إذا كان السبب واضحًا فيمكن بدء العلاج المناسب، مثل استخدام: أدوية الحموضة للتغلب على ارتجاع المريء، أو استئصال لحميات المريء وعلاج التغير في نسيج المريء بالمنظار، وإذا كان المصاب يعاني من قلق أو اكتئاب أو نوبات هلع فينبغي زيارة طبيب نفسي، واستخدم مضادات القلق والاكتئاب لعلاج المرض النفسي، ما يؤدي إلى تحسن الشعور بكتلة الحلق.

د. عبدالله الذيابي