الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

رياضة الفتيات في الوطن

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
من ضمن القضايا التي تشكل خطرا يهدد الأمن الأخلاقي بالمجتمع، قضيةٌ أصبحت مألوفة الطرق في صحافتنا وعلت أصوات المطالبين بها، وتم اعتبارها لدى البعض من الضروريات والشغل الشاغل لديهم، ألا وهي قضية إدراج مادة التربية البدنية في مدارس البنات من جهة، ومن جهة أخرى السماح بفتح الأندية الرياضية لهن، ولن أتحدث في هذا المقال عن هاتين القضيتين، فقد تم الحديث عنهما كثيرا، وكل أدلى بدلوه، ولكن موضوعي يدور حول من طالب بإدراج الرياضة في مدارس البنات بشرط الخصوصية التامة لهن، وأن هذا الشرط يزيل الإشكال، ويمحو المخاوف، وهذا الشرط الذي لا يخلو مقال من ذكره هو بمثابة المسكّن لتمرير هذا المطلب، فإن تحقق المطلب فلا عبرة ولا ضرورة لتحقيق الشرط، لأنه مسكّن زال سببه. فمن المؤسِف والمحزن، ومما حز في النفس، وأثار الغيرة لدى كل مسلم حريص على عفاف فتيات المجتمع، ويخشى من تفاقم الأمر وحدوث ما لا يحمد عقباه، ما أقدمت عليه جريدة الوطن من نشر خبر يوم الأحد 6/1/1432هـ عدد 3726 مفاده:( طالبات مدارس جدة يسبقن الأمنيات ويتنافسن رياضيا ) وقد صاحب الخبر نشر صور لفتيات وهن يمارسن الرياضة، ولي عدة وقفات مع هذا الخبر: أولاً: ما هي الحكمة من نشر هذا الخبر بشكل مفصل، فقد تم عرضه بالصفحة الأولى بالخط العريض مع عرض صورة الفتيات بمقاس كبير تحت عبارة " خطوة " وعرضه مرة أخرى بالصفحة الرياضية بحيز أكبر بلغ ما يقارب نصف الصفحة، وبعرض صورتين للفتيات، واحدة وهن يمارسن الرياضة، والأخرى وهن مجتمعات متمايلات، كل ذلك تحت عنوان كتب بالخط العريض:( 6 مدارس تضع الرياضة النسائية موضع التطبيق ببطولة تشمل ثلاث ألعاب ) أقول: إذا كان المقصود من ممارسة الرياضة للفتيات داخل المدارس كما يزعم البعض أثناء مطالبته بها هو: المحافظة على صحة الفتاة الجسدية فلماذا كل هذه الضجة الإعلامية لمجموعة من الفتيات يمارسن الرياضة داخل مدرسة معزولة؟ ولماذا عرض صور الفتيات التي تخدش الحياء؟ ولماذا تم صياغة الخبر بهذا الشكل؟ واختيار الكلمات ذات المدلولات الغامضة كـ ( خطوة ) خطوة نحو ماذا ؟ و( تضع الرياضة النسائية موضع التطبيق) أي تطبيق يقصد ؟ وقولهم ( تركت مدارس الحمراء الأهلية للبنات في جدة حديث الأمنيات والمطالبات باعتماد رياضة المرأة وتقنينها خلف ظهرها ) فالأمنيات والمطالبات أصبحت واقعا ملموسا لأن مدارس الحمراء ضربت بالأنظمة والتعليمات عرض الحائط وجعلتها خلف ظهرها غير مبالية. ثانيًا: أين من ينادي بأن مزاولة الفتيات للرياضة داخل المدرسة ستكون بخصوصية تامة! أين تلك الخصوصية والمجتمع بأكمله اطلع على صور الفتيات وهن يمارسن الرياضة بدون حجاب، أين المنادين للخصوصية عن هذا الخبر هل سيستنكرون؟ ويكون لهم موقف منه ؟ أم أنه لا يعني لهم شيئا!! وأين من يطالب بأن رياضة الفتيات في المدارس أولى من الأندية؟ هل غاب عنه أن رياضة الفتيات بالمدارس طريق إلى الأندية ومن ثمّ إلى المشاركة بالأولمبيات. لذا فالمحاولة لتمرير بعض الأفكار عبر استخدام الكلمات المعسولة: كخصوصية تامة، وحسب الضوابط الشرعية تبيّن أنها أمر غير مجدي وأسلوب انكشف عواره، لأن الواقع كشف حقيقة ما يهدف إليه أصحاب الفكر المنحرف من السعي الحثيث لإدراج مادة التربية البدنية ضمن مناهج الفتيات لأغراض ليس منها المحافظة على صحة الفتيات. ثالثًا: لماذا عقد المنافسات والبطولات الرياضية بين الفتيات؟ أليس الهدف من مزاولتهن للرياضة كما يصرح من يطالب بها الحفاظ على صحتهن؟ فلماذا الدخول في منافسات وبطولات رياضية والإعلان عنها بالصحف، وتصوير الأمر وكأنه فتح مبين، وإنجاز حضاري تم في المملكة لأول مرة !!! ولم يقف الأمر عند هذا الحد فبعد أسبوع تم نشر خبر آخر بجريدة الوطن على الصفحة الأولى يوم السبت 12/1/1432هـ عدد 3732 بخط عريض جاء فيه:( تجتمع فرق من مختلف الجامعات والكليات الأهلية للبنات في المملكة، إضافة لفريق يمثل الجامعة الأميركية في دبي مطلع أبريل المقبل لإطلاق بطولة رياضية نسائية بكرة السلة تستضيفها ملاعب جامعة عفت) وجاء في الخبر:( أن الجامعة حرصت أخيراً على إدخال رياضة ركوب الخيل ضمن أنشطتها ) و( البدء في التنسيق مع معهد الأحلام المتخصص للغوص لإدخال رياضة الغوص إلى مناشط الجامعة). إن نشر هذه الأخبار أثبت أن ما يردده المطالبون من خصوصية ما هي إلاّ مزاعم مكذوبة، ستتبعها أمور يندى لها الجبين. رابعًا: في الخبرين المنشورين دليل أن رياضة البنات لن تقف عند حد معين، بل سيُفتح الباب على مصراعيه لهن لمزاولة جميع الألعاب الرياضية أسوة بنساء الغرب، وبغض النظر عمّا يناسب فطرتهن وطبيعتهن، ومن ثم مشاركتهن في البطولات والمنافسات الرياضية. خامسًا: أين المسؤولون عن هذه التجاوزات؟ وهل ما أقدمت عليه المدارس أو الجامعات حسب التعليمات وأنظمة الدولة، وحسب سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية التي نصت على:( حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها، ويعدها لمهمتها في الحياة، على أن يتم هذا بحشمة ووقار، في ضوء شريعة الإسلام) فهل السباحة، والغوص، ونشر الصور عبر الصحف من الحشمة والوقار، أم هي تجاوزات لم تجد من يوقفها فتمادوا في خرق الأنظمة والتعليمات؟. إنّ المتأمل في التاريخ ليعلم أن أول السيل قطرة، وأن الباب إذا فتح فمن الصعب إغلاقه. [email protected] اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook