الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لماذا لا تقود المرأة السعودية السيارة؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
يسألني بعض الإخوة والأخوات بين الحين والآخر عن موقفي من قيادة السيارة، وتضمني حوارات عدة مع بعض الصديقات من غير السعوديات حول تفاصيل هذا الموضوع. ويظل السؤال المطروح دوما "لماذا يرفض المتشددون أن تقود المرأة السيارة؟". وبنظرة متأملة لهذا السؤال الذي كثيرا ما يواجهني أعلم من الوهلة الأولى أن وسائل الإعلام الداخلية والخارجية كان لها دور محوري في التضليل وتزييف الحقائق في هذا الملف تحديدا. وإلا فلماذا لا يتم فهم موقف المعارضين للقيادة النسائية وتقبل أسبابهم ومخاوفهم؟ لماذا يتم رميهم بالتشدد والرجعية ومصادرة حقوق المرأة؟ لماذا يحرص ذلك الإعلام دوما على محاولة حصر صوت الرافضين لقيادة المرأة في قلة من المحافظين أو التيار الديني "المتشدد"!! حسب تصويرهم المخادع، دون تسليط الضوء على أن شريحة عريضة تحمل نفس الرأي الرافض؟!. هناك فعلا سوء فهم كبير يحمله غير السعوديين عن هذه القضية، ولأن المطالبين بقيادة المرأة للسيارة غالبا ما يكون صوتهم هو الأعلى والأوضح إعلاميا، ومبرراتهم وحججهم معروفة مسبقا! فإني هنا سأكتفي بتناول الرأي المعارض الذي تم تغييبه عمدا، ومحاربته دون مبرر منطقي. ــ الرافضون لقيادة المرأة لا يقصدون التضييق على مصالحها وتقييدها، وإنما هم ذاتهم من يرون أن على الرجل أبا أو أخا أو زوجا أن يكون في خدمة المرأة، ويقوم بواجبه تجاهها وقضاء احتياجاتها ومصاحبتها إلى وجهتها، ويرون أن الإذن بقيادتها للسيارة فيه تكليف لها بأعباء جديدة من مهام توصيل الأبناء وتوفير متطلبات المنزل، وتفريغ تام للرجل من بقية باقية من مسؤولياته ودوره تجاه أسرته. ــ يعرف المعارضون أن القول بقيادة المرأة لسيارتها سيخلّص المجتمع من مئات الآلاف من السائقين غير صحيح، وتجربة الدول الخليجية خير برهان! فقد قادت المرأة وبقي السائق من باب الوجاهة الاجتماعية أو قضاء مستلزمات أفراد الأسرة. ــ الذي لا يعرفه الكثيرون أن ظروف المملكة تختلف عن الظروف في دول عدة، فالمستوى الميسور نسبيا للأسر السعودية يدعم شراء السيارة للزوجة والفتيات في العائلة، مما يساهم في ازدياد هائل لأعداد المركبات في الطرقات، وليس كحال دول كثيرة تقود فيها المرأة، ولكن المستوى العام لا يساعد المواطنين عامة لامتلاك سيارة! فإن أضفنا إلى ذلك أن المملكة تفتقد إلى شبكة حديثة مترابطة للنقل العام، ولا تتوفر فيها مشاريع القطارات الكهربائية "المترو" أو خطوط الحافلات السريعة كغيرها من الدول، لذا فقيادة المرأة مع هذه الحال، وفي ظل وجود ثقافة اجتماعية تميل لاستخدام المركبة الخاصة، فإننا بلا شك سندفع بالوضع إلى مزيد من الازدحامات والاختناقات المرورية. ولأن نسبة كثافة السيارات هي الأعلى على الطرق السعودية "60 سيارة للكيلو متر" حيث تقترب من الضعف مقارنة بأميركا وأوربا، ولأن تصاميم الطرق الحالية هندسيا لا تحتمل مزيدا من كثافة السيارات فإن التخوف والممانعة الحاصلة من قيادة المرأة تكون هنا أكثر منطقية وفهما للواقع، وخاصة في ظل ذلك الارتفاع الضخم في نسب الحوادث المرورية، حيث تم تسجيل 483 ألف حادثة مرورية لعام 1430 نتج عنها وفاة 6458 شخصا وإصابة 36 ألفا آخرين. ــ يرى غير المؤيدين أن قيادة المرأة للسيارة يترتب عليه تعريضها لمخاطر الطرق والضغوط النفسية والعصبية المختلفة، وأن الإذن بالقيادة سيحمّل الأسرة أعباءً اقتصادية هائلة لملاحقة رغبات الإناث في العائلة وحبهن للمظاهر والمفاخرة. إضافة / مقالي هذا ليس بيانا لموقفي بقدر ما هو إتاحة فرصة للاطلاع على الرأي الرافض لقيادة المرأة ومبرراته. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook