جريمة لا تغتفر.. من يحاسب مقترفها؟ كان لنشأتي في بيت يعشق البساطة سبب لتعلق أهل ذلك البيت بملك جافى الكلفة وعشق البداوة فكان الملك الشهيد والإمام الجليل فيصل بن عبد العزيز يمثل رمزا لا يستهان به وهكذا كنت أسترق السمع لكلمات الملك فيصل التي بفضلها انبعثت فكرة التضامن الإسلامي واصطفت الأمة الإسلامية حول الفيصل وفدته بأرواحها من اندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا وهامت به الأقليات الإسلامية من وراء الستار الحديدي للإتحاد السوفيتي والصين . ثم بدأت الإذاعة السعودية في برنامجها الشهير " دعوة الحق " الذي يقدمه أشهر رجالات فيصل الإعلاميين بدر كريم وقبل فترة اجتاحني حنين لفيصل بعد أن كثر فقدان الناس له وسط جملة من التناقضات التي حدثت في عهدنا الحاضر من مصافحة نائب وزير خارجية العدو الإسرائيلي وتعطيل حلقات التحفيظ بمكة. زاد كمدي فقررت أن أستعيد كلمات الفيصل فتواصلت مع وزارة الإعلام لتصدمني الإجابة، لقد مسحت جميع أشرطة وخطب الفيصل وقع على الخبر كالصاعقة سألت لماذا قالوا وزير الإعلام السابق إياد مدني قرر مسحها بحجة أن الوزارة تحتاج تلك الأشرطة , تساءلت عن هذه الجريمة تمسح ذاكرة الأمة وأنصع صفحاتها ، وهل يقبل العقل وزارة الإعلام بميزانيتها الضخمة والمناط بها حفظ تاريخنا تتعمد مسحه، من يحاسب هذا الوزير على جريمته هل أكتب لليونسكو لتحافظ على تاريخنا؟ يا ويل أمة يمسح تاريخها وهي مشغولة بالعزف والمعازف ويضرب فكرها وهي تتلهف على خطى الغرب تستضيف فضائيات الغرب لتصور فتياتنا في دورة رياضية في جامعة حرم الشهيد تشيح بوجهها عن ثوابت الدرعية وتذوب خجلا من دينها – أخيرا لقد كتبت لأحث محبي فيصل أن يلجأوا للقضاء ليكشفوا دور أياد مدني في التجاوز على والدنا الملك فيصل ولتسجل سجلات القضاء أن أبناؤه هم السائرون على منهجه الثابتون على قيمه ولو كانوا من أدغال أفريقيا وغابات آسيا – رحم الله الملك الشهيد والإمام الجليل رحمة واسعة وألحقنا به في جنات النعيم.
