السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لا تكن الجمل

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
قديما قيل ( إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه ) ليس هذا ما يعنينا في أحداث تونس، لأن كثيرا من الوصوليين والمتملقين وكما هي عادتهم ـ لا كثرهم الله ـ يكتبون المعلقات الطوال في مدح الظالم، ويزينون له أعماله بزخارف القول والاقتيات على أموال الشعوب والحقوق العامة، ما دام قائما في منصبه، فإذا سقط أمسى الذي أصبح مادحا له يذمه، مباركا الثورة الشعبية النزيهة الحرة التي تأبى الظلم وتدافعه وتدفعه، ويفضح سوءة النظام وعثراته، ويشير إلى سنواته العجاف التي أقحطت بطمعه وزبانيته ومن يعز عليهم. فأحداث تونس تحمل في طياتها عبرا لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، والدرس هذا اليوم ليس كلمات تُسمع وإنما أحداث تُعايش وتشاهد، وليس راء كمن سمع، وما يفقهه العاقل من الحدث أن الناس لا يمكن أن يساسوا بالعصا، ولا أن يستعبدوا برق السلطة، لأنهم وإن أطاعوا الرئيس أو المسؤول فطاعة رهبة لا رغبة، يستمعون إليه وقلوبهم ملأى ببغضه، يثني أحدهم عليه أمامه ويلعنه من خلفه بل ويدعو بهلكته والانتقام منه في كل موطن يظن أنه وقت لإجابة الدعاء، لأنه لم ينعم يوما ما بالحلم الذي طالما انتظره تحقيق العدالة والابتعاد عن المركزية المقيتة وتفعيل المحاسبة والشرعة المحمدية(من أين لك هذا؟) والإسراع في إيصال الحق إلى أهله دون مماطلة أو تأخير. إن سقوط رئيس تونس المخلوع درس لكل مسؤول صغير أو كبير سواء كان مديرا لمدرسة أو وزيرا أو أميرا أو .... بأن من جعلهم الله تحت يده سيسأله عنهم؟ وإنه إنما وُضع لخدمتهم ومصلحتهم لا لمصلحته وأرصدته وامتيازاته، وأنه سيقود رعيته إما بالحب وبسط العدل أو بسياط التخويف والتهديد، ولن ينفعه أن يكون يوما ما بعيدا عن واقعهم المر الذي يعيشونه،لأن قصره العاجي حجب عن عينه رؤية الواقع، أوحاشيته حجبت عن بصيرته الوقائع، بل لا بد له وهو المسئول أن يتنفس هموم أتباعه ويبحث عن حل حقيقي وجذري لمشكلاتهم لا أن يكون هو مشكلتهم التي يبحثون عن حلها، لاسيما في عصر التقنية وسرعة انتقال المعلومة، وأعتقد أن التقدمية والحضارة التي يُتغنى بها تدعو إلى التواصل مع المستفيد الأول المواطن من خلال بريد إلكتروني أو ساعة يومية لا تجعل صاحب الحق ينتظر الساعات الطوال من أجل الوصول لحقه الذي قد تعافه نفسه، لقد وضع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم معيارا لخيرية الأمراء، فقد أخرج الترمذي بسند صحيح من حديث عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم ؟ خيارهم الذين تحبونهم و يحبونكم، وتدعون لهم و يدعون لكم، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم". و هناك أبعاد خماسية لبقاء الحكومات وزوالها أشار إليها عمرو بن العاص فيما أخرجه أحمد عن المستورد القرشي قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( تقوم الساعة والروم أكثر الناس" فقال له عمرو بن العاص: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لئن قلت ذلك؛ إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك" فهل سينعم العرب يوما ما بخصال الروم التقدمية حقا. [email protected] اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook