يروى أن مالك بن دينار رحمه الله تعالى جلس يعظ الناس بأحد المساجد فبكى الناس واشتد نحيبهم فلما هم أن يغادر بحث عن مصحفه الفاخر الذي كان بجواره فلم يجده , فصرخ في الناس قائلاً: كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟ يكاد الموقف يتكرر في فاجعة أربعاء سيل جدة 1432هـ , فكل مسؤول يصرخ باكياً بأنه ليس له ذنب وأنه سيعمل على إصلاح ما أفسده غيره !! ولم نر أياً منهم يعلو صوته قائلا : أنا السارق , أو أنا المخطئ , في حين ترى أكبر مسؤول رياضي في البلد يقوم بشجاعة بالاستقالة وذلك نتيجة سقوط رياضي ! هل أصبحت الرياضة وخسائرها أهم من النفس البشرية ؟! يا سبحان الله , أين هي الشجاعة الإسلامية في تحمل الخطأ ؟! وبعد أيام معدودة من فاجعة جدة يظهر بعض المفسدين بجدة ليظهروا للإعلام بأنهم هم المصلحون , لكن هيهات هيهات , لقد أصبحت الأمور مكشوفة والناس عرفت حقاً من المفسد في جدة , لقد كُشفت الأوراق يا مفسدي جدة . ونحن ننتظر الساعات والأيام حتى نرى وعد الله فيهم , قال تعالى :(( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)) , وقال تعالى ((فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله)) , وقد رأينا ولله الحمد كيف سقط طاغية تونس , وكيف خرج منها مذلولاً مخذولاً . وأخيراً أختم بأن الخطأ البشري حاصل لا محالة, والخسائر حاصلة لا محالة , لكن أن يستمر الخطأ تلو الخطأ , وبنفس الطريقة بل أشنع فهذا لا وألف لا , كما أن المعاصي والذنوب سبب شرعي للمصائب والنكبات قال الله تعالى :((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) , وقال تعالى :(( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)). أسأل الله أن يقصم ظهور المفسدين وأن يفضحهم على رؤوس الأشهاد , كما أسأله أن يخلف على المتضررين بخير وأن يجبر كسرهم وأن يتقبل موتاهم في الشهداء .أأأ