الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العسكر يخطفون الإسلام

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
حكم الإسلام منذ ظهوره البلاد العربية لأكثر من ألف عام في ظل الخلافة الراشدة والأمويين والعباسيين والعثمانيين، حتى كان الحكام المسلمون من غير العرب كالعرب في الحرص على الحكم الإسلامي أو أكثر، فصلاح الدين الأيوبي الكردي حكم الأمة بالكتاب والسنة ففتح بيت المقدس، ونور الدين محمود زنكي الشهيد تركماني نصر الإسلام في حكمه نصرًا مؤزرًا، وخلفاء بني الأتراك كمحمد الفاتح نافحوا عن الدين الإسلامي، ودول البربر الإسلامية من غير العرب كالمرابطين والموحدين بذلوا نفوسهم لنصرة لا إله إلا الله، حتى جاء الاستعمار فأبطل المشروع الإسلامي، وبعد أن نزح الاستعمار تولى الحكم في كثير من بلاد العرب عسكر جهلة أميون غلاظ شداد، فكان أول إعلان اقترفوه إلغاء الحكم بشريعة الإسلام، فعطّلوا الحكم بشريعة الله، وبعض الدول أخذت من الإسلام ذكر المولد النبوي وتلاوة القرآن في الأعراس والمناسبات، وألغت روح الشريعة في الحياة العامة، وبعضها مزجت بين قوانين وضعية أرضية ولم تكتفِ بشريعة الله، وبقي الإسلام في المساجد يُدرس نظريًا، وبعضها نادت بالشيوعية الحمراء وأعلن الرفاق انتسابهم للكرملن في موسكو رضي من رضي وغضب من غضب مع أن الشعب مسلم كله، وبعض الدول تأخذ من الإسلام ما يناسبها أو ترتاح له في نظام الأسرة أو الحقوق العامة أو التعزير أو الحضانة ونحو ذلك، وعجبي من هؤلاء العسكر الحكام الأميين الذين يجعلون تحكيم الشريعة تخلفًا ورجعية وهم في أنفسهم عامة أميون، بعضهم حصل على الابتدائية بالتزوير، وبعضهم أكمل دراسته في الليلية في محو الأمية، وبعضهم أصدر أول مرسوم بترقية نفسه من عريف إلى عقيد أو فريق، ثم لم يقدموا لشعوبهم سوى الكبت والسوط والحبس والنكال والتشريد مع تسليم بعض أراضيهم لإسرائيل وتغنيهم علنًا بالنصر، مع رفع صورهم في كل سكة وحارة وشارع وساحة ومقهى ومطعم وحديقة وملعب، وأقواس النصر على رؤوس الأعمدة في مدن (كحيانة، هريانة) تهدمت من الإهمال والفقر والأمية، وإلى الآن لا أعرف سببًا وجيهًا لهؤلاء العسكر الذين اختطفوا الإسلام وألغوه واستبدلوا به دساتير أرضية وضعية من صنع البشر: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وليتهم بدل أن يحاربوا الشريعة الإسلامية اشتغلوا برقيّ شعوبهم تعليمًا وتربية ومعرفة وسعوا في بناء أوطانهم وإعمار أرضهم وإصلاح أوضاعهم السياسية والاقتصادية، ولكن دولهم في ذيل قائمة دول العالم جهلًا وفقرًا ومرضًا وجوعًا وأميّة وحبسًا وذلًا وقهرًا واستعبادًا واستبدادًا وتبعيةً واستخذاءً واستجداءً، بل كثير من هذه الدول التي ألغت شرع الله تشحذ المنظمات الدولية وتقف في طابور الانتظار للمعونات، فلا حفظوا دينًا، ولا أصلحوا دنيا، وهذه الدول المعنية جربت كل الدساتير الأرضية من القانون الفرنسي إلى الإنجليزي إلى الماركسي الشيوعي إلى آخر القائمة، ولكنها غير مستعدة لأن تجرب الحكم بشريعة الله، ولا أدري أين تربّى هؤلاء العسكر المتخلفون وأين تعلموا وما الذي نكس فطرهم وأعمى بصائرهم وطمس على قلوبهم فتنكروا للإسلام وحاربوا الشريعة، واعتقلوا العلماء، وأذلوا شعوبهم، وصادروا الحريات، وسجنوا الضمير، وكسروا القلم. لماذا تعتز إسرائيل الدولة الظالمة الغاشمة المغتصبة ببقايا من الديانة اليهودية المحرّفة ونتف من التوراة المنسوخة ولا يعتز بعض العرب بالإسلام الذي حوّلهم من رعاة أبقار وأغنام إلى فاتحين ومصلحين وصناع حضارة وحملة رسالة؟ اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook