الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لماذا تحرك الغرب أخيرا ضد ليبيا

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لجينيات ـ لما وقعت أحداث ليبيا الأخيرة لم يكن تحرك الغرب ولا أمريكا بمستوى الأحداث وقد لاحظ الجميع ذلك وكل التحركات المواكبة كانت من قبل جمعيات معروفة باهتمامها بحقوق الإنسان أما على مستوى الحكومات فقد كان هنالك صمت قاتل في حين كان الجميع يعلم بوجود انتهاكات صريحة وقتل وعنف دموي شديد في الساحة الليبية. وقد صاحب ذلك صيحات ونداءات من الداخل الليبي واستغاثات للعالم للتدخل في وقف حملات القتل العشوائية التي تشنها أجهزة معمر القذافي. وزاد الأمر حدة وخطورة تخلي الكثير من مساعدي القذافي عنه واستقالة الكثير من المسئولين الكبار في حكومته وعلى رأسهم وزير داخلية القذافي وتبريرهم ذلك بدموية القذافي وعدوانيته ضد شعبه وهو ما لم يستطع المنشقون السكوت عليه ولا الصبر معه! ومع كل ذلك فإن تحرك العالم الغربي وأمريكا لم يكن على مستوى الحدث على عكس ما كان متوقعا ومخالف لما قاموا به مع النسخة التونسية والمصرية مع عدم احتوائهما على حمامات الدم والعنف القذافوي. ثم لما وصلت الأزمة إلى مداها وظهر أن ثورة الشعب الليبي التي يحق لها أن تسمى ثورة الدم لن تقف وأن الشعب الليبي ماض حتى يقضي على القذافي وأعوانه وخاصة بعد تهديد القذافي لشعبه قولا وفعلا بعد هذا كله بدأ الغرب وأمريكا في التحرك ضد ليبيا.فلماذا الآن؟ مع أني لست محللا سياسيا إلا أنه يظهر لي أن أمريكا والاتحاد الأوربي يعلمون من مجريات الأحداث أن الوضع في ليبيا سائر إلى التخلص من القذافي وركله إلى مزبلة التاريخ بدون رحمة وحيث لا يوجد من يستقبله في بلاد العالم الأخرى بسبب تاريخه الأسود في جميع الأنحاء فإنه ربما يفضل الموت في حرب دون الحاجة لأحد .ويعزز ذلك شخصيته المصابة بجنون العظمة والغرور الذي يدفعه إلى مضايق الأمور دائما كما هو معروف عنه. وهنا يتفق الجميع على أن ليبيا أصبحت الآن خارج سيطرة القذافي وهي مسألة وقت حتى تنفرج القضية ويتحرر الشعب الليبي تماما وهنا مربط المشكلة بالنسبة لأمريكا وأوروبا حينما يفقدون حليفهم الذي يشكل سورا حصينا لهم وموردا بتروليا مهما وأداة طيعة لشق الصف العربي طوال أربعة عقود كان يحكم فيها ليبيا.وهذا ما شكل هاجسا لهم ويزيد خوفهم المستقبل الغامض الذي تتجه له ليبيا وحيث أن السياسة الأمريكية والأوروبية تخطط للمستقبل وتحاول استباق الأحداث فهي تسعى الآن لفرض حظر على ليبيا وعقوبات شديدة من أجل تكبيلها في المستقبل حتى تستطيع التحكم في مجريات الأحداث وبخاصة حينما يسيطر على الحكم فيها أشخاص ذوي توجهات الإسلامية ومما يعزز هذا التخوف كثرة تكبير الثوار الليبيين وهو ما يشكل خوفا شديدا حد الفوبيا لدى الغرب. وحينما يُكتف الغرب ليبيا ويوثقون كتافها الآن فليس ذلك للحد من نزق القذافي ولا حمية للضحايا الليبيين فهم أهون عندهم من ذلك بكثير ولكن المسألة حفظ لمصالحهم على المدى البعيد لفترة ما بعد القذافي.وهذا أنسب وقت بالنسبة لهم لإحكام حبال القيود المكثفة على ليبيا حتى يضمنون التحكم في خيوط السيطرة على ليبيا ما بعد القذافي. ونحن في انتظار ما يحدث خلال الساعات القادمة لأن الوضع لا يحتمل انتظار الأيام إذ في كل ساعة يحدث ما لا يتوقعه أحد والأيام حبالى بكل جديد ونأمل أن تقف غارات القتل والعنف الدموي ونسأل الله أن يحقن دماء إخواننا الليبيين وأن يجمعهم على كلمة سواء وأن يجنبنا وإياهم الفتن.وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook