الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

البداح يكشف حركة التَّشيع

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
مرَّة أخرى، يطلُّ علينا الباحث الدُّكتور عبد العزيز بن أحمد البداح -رعاه الله- عبر رسالة علميَّة نال بها درجة الدَّكتوراه الثَّانية من جامعة أم درمان بعنوان: "حركة التَّشيع في الخليج العربي: دراسة تحليليَّة نقديَّة 1391/1431 = 1971/ 2010 م". وقد صدر هذا الكتاب أواخر العام الماضي في خمسمائة صفحة من القطع الكبير عن المركز العربي للدِّراسات الإنسانية، وسيكون متوافراً في معرض القاهرة الدَّولي للكتاب الذي يفتح أبوابه في شهر يناير كل سنة، وعسى أن يُعاد عرضه في ما يتلو معرض القاهرة من مناسبات مماثلة. و يعدُّ هذا الكتاب أول رسالة علميَّة عن هذا الموضوع الحرج، ولذلك طالب المؤلف بإزالة الحساسية عنه حتى نتعامل معه بما يحمي الدِّيانة والدِّيار؛ وحتى لا نقع ضحيّة التَّغاضي. وللباحث الكريم كتاب نفيس مطبوع بعنوان: "حركة التَّغريب في السعودية...تغريب المرأة أنموذجا" وهو رسالة دكتوراه من جامعة الأزهر، وله أيضاً رسالة ماجستير منشورة بعنوان: "المدارس الأجنبية في الخليج: واقعها وآثارها، دراسة ميدانية تحليلية" وقد نوقشت في جامعة الأزهر، وإنَّ صاحب هذا الجهد البحثي لجدير بالتفات جامعاتنا المحليَّة إليه؛ واستقطابه ضمن طاقمها البحثي أو هيئتها التَّعليميَّة. وقد أحسن الأستاذ الكاتب جلال الشَّايب حين سبق إلى عرض الكتاب بشموليَّة تجعل القارئ يقف على فصوله ومباحثه دون عناء، وما كتبه الأستاذ الشَّايب منشور في عدد من مواقع الشَّبكة ومنتدياتها، وهذا السَّبق المتميز من الأستاذ جلال يحسب له كتب الله أجره، فقد استثمر وجوده في مصر حيث مجال النَّشر فيها أرحب من غيرها للتَّعريف بالكتب التي قد يتأخر وصولها إلى البلاد المعنيَّة بها بالدَّرجة الأولى، فاللهم احفظ مصراً أرض الكنانة وشعبها المسلم والمسالم، واجعل أمرهم إلى خيرهم في القريب العاجل. والكتاب جهد دؤوب من المؤلف تابع فيه شيعة الخليج في البحرين والسُّعودية والكويت، وقد شملت بعض مباحثه قطر والإمارات، وليت أنَّ د. البداح وسَّع بحثه ليكون عن الشِّيعة في شبه الجزيرة العربيَّة خاصَّة مع تعاظم خطر الحوثيين وحركة التَّشيع في اليمن، وما أحدثوه من حروب وفتن كثيرة لا زالت مستمرة وإن خبا شيء من نارها. ولعلَّه قد ترك أمر شيعة جنوب الجزيرة لباحث آخر؛ فالموضوع متشعب كبير، ولا مناص من العناية به؛ وحثِّ الباحثين على الخوض فيه بعلم ومعرفة، لأهميته لديننا وأمننا. وقد بنى المؤلف كتابه على القراءة في كتب القوم ومجلاتِّهم ومواقعهم ونشراتهم، واستمع لأشرطة مسجَّلة من بعض رموزهم، وتابع قنواتهم المعروفة، وزار الحسينيات والمآتم والمساجد وقرى الشِّيعة ومدنهم، وتحدَّث مع عدد من التَّائبين من مذهب الرَّفض؛ النَّاجين من وحل البدعة إلى صفاء الإسلام والسنَّة، واستفاد من تحليل استبانة أجاب عنها المهتدون لتخدم بحثه العلمي، هذا عدا القراءة في كتب وصحف ومواقع غيرهم، ومقابلة المعتنين بأمر الشِّيعة من الباحثين والمفكرين والعلماء. ويجلي الكتاب حقائق كثيرة بشواهد ثابتة، منها أنَّ الشِّيعة لن يرضوا بالتَّنازلات المتتابعة من الحكومات، وقد عبَّر بعض المعمَّمين عن ذلك حين قال: لن نرضى ولو وضعوا أعينهم في أيدينا! وكلُّ مطالبهم تقود في النِّهاية إلى غاية واحدة هي الاستيلاء على الحكم بالأصالة أو بالوكالة، وحينها ستسنح لهم فرصة التَّنكيل بمَنْ يرونه أنجس من الخنازير وأكفر من اليهود. ويبرع رموز الشِّيعة بتبادل الأدوار، والتَّنسيق العابر للحدود، مع طول النَّفس في المطالبة؛ والتَّدرج في الهيمنة، وفصول الكتاب تحكي هذه البراعة. وأبرز البحث جسور التَّواصل بين الرَّوافض والسَّفارات الغربيّة والمنظَّمات الأجنبيَّة، واستنطق ذاكرة التَّاريخ إلى بدايات نشوء بعض بلدان الخليج، حيث سعى جمع من كبراء الشِّيعة إلى الإنجليز لطلب الانفصال والاستقلال، ولازال الاتِّصال مستمراً حتى أنَّ لابس العمامة يحضر حفلات عيد الميلاد، ولابس الصَّليب يشارك في حضور مواكب العزاء الحسينيَّة. ومن أعجب الجسور المتينة التي صورها الكتاب العلاقة الوثيقة بين الشِّيعة والليبراليين المنتسبين لأهل السنَّة لدرجة الاشتراك في المناشط الثَّقافية؛ وتبادل النَّشر في المواقع والصُّحف، والسُّكوت عن مخازي وجرائم الطَّرف الآخر! ومناط العجب أنَّ الملالي يبغضون الشيطان الأكبر وجنوده، والليبراليين يحاربون الدِّين وأهله، فكيف يحتضن بعضهم بعضا! ولا تفسير لذلك إلا أنَّ الطَّرفين يشتركان في حرب عدو واحد، وقد ينغمسون معاً في متعة أو معارضة، وليت أنَّ مَنْ يدَّعون الليبرالية منَّا يقتدون بالشِّيعي الليبرالي في ولائه لمذهبه وتوقيره لمراجعه وعلمائه ومؤسساته. وممَّا بحثه المؤلف -وهو موضع استغراب ودهشة- أنَّه مع كثرة جرائم الشِّيعة التي تُصنَّف تحت الإرهاب والخيانة العظمى، وزعزعة أمن الدَّولة ونقض عرى وحدتها، والتَّرتيب مع قوى إقليمية معادية أو متربِّصة، مع ذلك كلِّه فلم تحظ فئة بالعفو والمسامحة كما حظي الشِّيعة الذين أظهروا العناد والعدوان على هيبة دولهم، ومع هذه المبالغة الحكومية في الرِّفق بهم واللين معهم فلا زالوا يصمون بلدانهم بشر الأوصاف ولا يتركون مناسبة أو محفلاً إلا أشبعوها بالبكائيات والمظالم والمطالب الموجعة والتَّجنّي الكبير! فوارحمتاه للسُّجناء من أهل السنَّة! وليتهم يحظون بشيء من تدليل المخرِّبين الشِّيعة. وتجتهد دول الخليج في ملاحقة الأموال السُّنية الذَّاهبة إلى عمل الخير والإحسان إلى الخلق حتى لا يقع في أيد شريرة؛ وهذا واجب عليها، لكنَّها تغمض عينيها وتصم أذنيها عن الخُمس والخُمسين التي تذهب سنوياً من كافة الشِّيعة للوكلاء والمراجع، وكثير منهم خارج الحدود، وكثير منهم يستوطن بلاداً معادية محتلة، وجميعهم لا يرون أيَّ شرعيَّة للحكومات القائمة، ولهم مواقف مكتوبة أو مسجلة لا تدعو إلى إطمئنان السَّاذج بله الفطن البصير. وبمثل هذا الانزواء تتعامل الحكومات مع حركة شراء الأراضي في الأحياء والمدن، والأمر لا يقف عند حدود السُّكنى فقط، بل هو نوع من صبغ هذه المناطق بالهويَّة الشِّيعية وإقصاء غيرها، ويتعاظم الخطب حين تصل هذه الأيد الملوثة إلى الأماكن المقدَّسة أو المناطق المهمَّة، فهل من إجراء يحمي قبل أن يفلت الحبل من أيدينا؟ وليت أنَّ هذا الكتاب يصل إلى أصحاب الرَّأي والقرار، خاصَّة ونحن نعيش عصر التَّسريبات والوثائق الفاضحة، فما في هذه الرِّسالة من حقائق ووثائق كفيلان بتوضيح ماسعى المؤلف إلى بيانه محتسبا، فقد بدح ناقوس الخطر بحدب وشفقة المحب النَّاصح الحريص على بلاده ومواطنيه وولاة أمره. وليس في الكتاب مطالب ضد الشِّيعة وإنِّما يقوم عموده على ضرورة العدل مع جميع المواطنين، وحفظ الأمن وكيان البلد، وتطبيق شرع الله في المعاملات والأحكام والسياسات، ومعاملة الشِّيعة معاملة شرعيّة لا استرخاء فيها، حتى لا يكونوا أداة للتَّشويش على بلادنا الغالية في يد العدو الصَّليبي أو الصَّهيوني أو الصَّفوي. [email protected] اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook