بسم الله والحمد لله وصلى الله على النبي المختار, وبعد: فبعد هذه الأوامر الملكية التي أسعدت أهالي هذه البلاد المباركة حتى جيراننا في الخليج سعدوا بها , فقد قرأت وجاءتني التهاني منهم فلله الحمد , ينبغي للمؤمن الفطن أن يؤمن مستقبله , ومن أهم الأمور التي يسعى لتأمينها المال الذي هو عصب الحياة . أردت إثارة هذا الموضوع بعد أن لمست بنفسي حاجة الجمعيات الخيرية وأخص منها جمعيات تحفيظ القران الكريم , والأمر كذلك في هيئة كبار العلماء والرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف إن كان النظام يسمح بذلك . فمن المعلوم لكل ذي لب بأن الدعم المالي لولي الأمر –وفقه الله- يتفاوت حسب الوضع المالي لخزينة الدولة , وتأمين المال من خلال إنشاء وقف مطلب ملح في هذا الزمان , وذلك من خلال إنشاء أو شراء عقارات تكون وقفاً كريماً مستفيدين من الدعم الملكي الأخير. والوقف يعطي قوة للعلماء وأهل القران بإذن الله , ويعيد الهيبة لعلماء الأمة , وكلنا يعلم كيف كانت هيبة الأزهر وعلماؤها قبل وأثناء الاستعمار الغربي , وذلك يعود في المقام الأول لوجود الأوقاف . وجمعيات تحفيظ القران الكريم أحوج الجهات المذكورة آنفاً , فكلنا تابع المحنة العظيمة في منطقة مكة المكرمة بعد قرار السعودة , والتي استمرت لأكثر من شهرين والله المستعان , إلى أن تواصل العلماء والدعاة الناصحون بأمير المنطقة لإيجاد الحل , فما كان من أمير المنطقة إلا أن يؤجل تنفيذ القرار لثلاث سنوات كفرصة لإيجاد جيل سعودي يدرس كتاب الله وذلك بمقابل مادي . وقفة أخيرة مع القرارات الملكية : الدعم الكبير من قبل ولي الأمر – وفقه الله- للجهات الشرعية في البلد متمثلة في هيئة كبار العلماء والشؤون الإسلامية والأوقاف وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهو دليل رادع لكل من شكك في نهج البلد عموما , وقرار منع التعدي والتطاول على سماحة المفتي العام وأعضاء هيئة كبار العلماء من قبل الرويبضة والجهلة في صحافتنا سيكون خير معين للعلماء والمواطنين لإقامة شرع الله عز وجل , كما أن القرار بحاجة إلى تفعيل عاجل ممن له الشأن . أسأل الله أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يصلح لهم البطانة وأن يوفق علماءنا لما يحب ويرضى وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. إبراهيم توفيق البخاري منتصف ربيع الثاني – 1432هـ
