الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ماذا نفعل حيال جريمة النصارى الذين حرقوا المصحف

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . أما بعد فقد روى البخاري من حديث الليث عن يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبه، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه مع رجل إلى كسرى، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه .قال : فحسبت أن ابن المسيّب قال : فدعا عليهم رسول الله أن يُمزقوا كلّ ممزق. إنما كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال عنه ربه سبحانه وتعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) كان غضباً لله . فكيف بمن اعتدى على كتاب الله عز وجل وقد قال الله تعالى: (وإنه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)! لذا فإني أذكر إخواني المسلمين عامة وأهل العلم خاصة بما يلي : 1-إنكار هذه الجريمة بما يتكافأ مع فظاعتها، فيقوم الأفراد والمؤسسات والرابطات وسائر الهيئات بهذا الواجب ، كل بما يمكن وما يتاح له . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة . لله ولكتابه) الحديث. فإنكار هذه الفعلة الشنيعة بما يتكافأ مع فظاعتها من النصح لكتاب الله. 2-استثمار هذا الحدث بتقويض ما اجتهد فيه الكافرون وأولياؤهم من المنافقين من هدم عرى التوحيد، ومنها واجب الولاء والبراء، فيعاد تذكير الناس بهذا الأصل العظيم، ويبين لهم شأنه من الدين وارتباطه بشروط لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها (أعني شرط المحبة).3-العودة إلى المسميات الشرعية، فلنجعل هذا الحدث مناسبة لإرجاع الناس إلى المسميات التي سماها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالمسلم يسمى مسلماً، والكافر يسمى كافراً ، أما العدول عنها مثل أن يستبدل بمسمى الكافرين: (غير المسلمين)، فضلاً عن: (الآخر) . .فهذا حيدة عن الصراط المستقيم، وقد قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله).4-أيضاً استثمار هذا الحدث في فضح مساعي الكافرين والمنافقين ومن انخدع بهم من جهلة المسلمين في دعوات الحوار والتقارب والتسامح.5-التأكيد على منزلة الجهاد من الدين، وشأنه في حياة المسلمين وأنه- كما قال الصديق رضي الله عنه- ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا، وهذه الحادثة التي نحن بصدد الحديث عنها أحد شواهد هذا الأثر. نعم قد تقتضي السياسة الشرعية تأجيله تأجيلاً مؤقتاً أو مصالحة العدو إلى حين، أما أن تحارب هذه الفريضة ويحارب أهلها وتوصف بالأوصاف القبيحة المنفرة وتبرم العهود والمواثيق والاتفاقيات لإلغائها فهذا معارضة لشرع الله وتحريم لما فرضه و أوجبه. والقائم بهذا، المتبني له، فرداً كان أو حكومة أو هيئة هو طاغوت قد تجاوز حده في الطغيان. وأحد ركني لا إله إلا الله الكفر بالطاغوت، فلا يتم توحيد العبد حتى يكفر به. 6-إن من الخطأ أن ننسب الجرم إلى واحد فقط من مرتكبيه ونسكت عن الآخرين، فهذا السكوت يفيد - ضمناً - انحصار الجريمة فيمن باشرها وتبرئة غيره ممن له ضلوع فيها وتسبب. فانظر إلى قول الله عز وجل: ( كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. فكذبوه فعقروها) الآيات، فالمنبعث لعقرها المباشر لذلك واحد، وقد نسب الله العقر إلى جميعهم ( فعقروها)، فهكذا هنا.7-وأيضاً من الخطأ الفادح أن ننسب هذا الفعل إلى طائفة معينة، فيقال صدر هذا الفعل من أحد أفراد الفرقة الفلانية المتعصبين, فهذا أيضاً يشعر بتبرئة من سواهم من إخوانهم النصارى ووصفهم بالاعتدال. نعم إن أخذوا هذا الحدث مأخذ الجد واستنكروه فعلاً بما يليق به وعاقبوا أصحابه بما يتكافأ مع فظاعة فعلهم. . فيمكن أن يقصر الفعل على الذين باشروه، وإلا فكلهم مدان به . وانظر إلى ما تكرر في سورة البقرة وغيرها من خطاب الله تعالى بني إسرائيل الذين عاصروا التنزيل بما سلف من فعل آبائهم المتقدمين، وذلك لرضاهم به.¬ ¬ ¬وعوداً على بدء فالدعاء على أعداء الدين والتسلح به لنصر الدين وأهله سنة مأثورة تسلح به الأنبياء والصالحون. وشواهد ذلك في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عديدة، وكذلك من سيرة الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان. من ذلك ما ذكره أبو نعيم في الحلية: < عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه سعداً رأى جماعة عكوفاً على رجل فإذا هو يسب عليا وطلحة والزبير، فنهاه عن ذلك فلم ينته. فقال: أدعو عليك . فقال الرجل تتهددني كأنك نبي؟ فانصرف سعد فتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه فقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب قوماً قد سبق لهم منك سابقة الحسنى وأنه قد أسخطك سبُّه إياهم فاجعله اليوم آية و عبرة. قال فخرجت ناقة نادّة لا يردها شيء حتى دخلت بين جموع الناس فافترق الناس فأخذته بين قوائمها فلم تزل تتخبطه حتى مات>. وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: < المسلمون .. قلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل>. الفتاوى 28: 644 فاجتهدوا أيها المسلمون في الدعاء على أعداء الدين من الكفار و المنافقين. وبالله التوفيق . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook