الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الوطنية المزيفة..!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تعيش بعض البلدان الإسلامية هذه الأيام فتناً ومصائب ومحناً وقلاقل، وقد اندلعت هذه الاضطرابات والتغيرات خلال الأشهر القريبة السالفة، وخلال فترة وجيزة أعزّ الله أقواماً وأذلّ آخرين، وفضح أقواماً تخفي صدورهم ما يعلنون، فكشف سترهم وبيّن خبث مقصدهم، وسارت هذه الاضطرابات لتدك دولة بعد أخرى، وأراد دعاة الفتنة والسوء أن يذيقوا بلادنا بلاد التوحيد – حرسها الله – الويلات والشرور في التفرق والانقلاب والتشتت والخراب، لكن الله – عز وجل - لطف بنا وسلّم، فصارت خططهم إلى البوار، وزادت – ولله الحمد – اللحمة لحمة، وتماسك الراعي والرعية صفاً واحداً ضد دعاة الفتنة، ردّ الله كيدهم وكفانا شرهم. وفي هذا الوقت الذي مرّت فيه بلادنا بمنعطف خطير برز المؤمنون حقاً، والمحبون لهذا الوطن الكريم، وتخفى أناس طالما دندنوا بالوطنية وأنهم حماتها والذابون عن حياضها . نعم .. ليس كلّ من ادّعى الوطنية في وقت الرخاء وصدّر بها أقواله وكتاباته أنه متمسك بها في وقت الفتنة والشدة، كلّا فإن زمن الفتن والمحن يتبين المؤمن من المنافق والصادق من الكاذب وصاحب الوطنية الحقة من الوطنية المزيفة، فتنكشف الأستار ليميز الله الخبيث من الطيب. أيها القارئ : قد يتبادر إلى ذهنك وأنت تقرأ هذه الكلمات أنني أقصد الرافضة – عليهم من الله ما يستحقون – كلّا، فالرافضة ولاؤهم واضح للجميع ولا أظن أنه يخفى على أحد عنده قلة من العقل والفهم، فأحداث البحرين شاهدة على ذلك، وقبلها أحداث البقيع وهي ليست عنّا ببعيد. الذي أقصد أنهم أصحاب الوطنية المزيفة هم أولئك الذي يدّعون في كتاباتهم الصحفية وبرامجهم المتلفزة أنهم حريصون على الوطن ومقدراته، ويسعون إلى إصلاحه والرقي به وبشعبه .. أين هؤلاء من دعاة الفتنة ؟ لم نرَ سهام أقلامهم صُوّبت إليهم، ولم يقفوا مع ولاة الأمر و العلماء والمحتسبين والمفكرين والشعب بأكمله في الذود عن الوطن وجمع كلمته وكشف عَوار مطالب أعداء البلاد، وحتى أكون منصفاً فيما أكتب قرأنا مقالات قليلة جداً أشارت باستحياء إلى المظاهرات وما يريده مثيروها، وفي هذا الوقت الذي يناشد فيه العلماء وطلبة العلم عبر بياناتهم وفتاواهم بلمّ الشمل وعدم الفرقة وحرمة المظاهرات والخروج على ولي الأمر، نجد سهام كثير من الكتّاب تصوّب سهامها إلى معرض الكتاب الدولي منافحة عن بيع كتب الكفر والزندقة والخلاعة والمجون؛ بحجة الحرية والانفتاح على الثقافات الأخرى، متناسية أن هذه الكتب تسب الذات الإلهية، وتقدح في التوحيد، وتدعو إلى الانحلال من الإسلام وأخلاقه، ولا أقول ذلك مبالغة بل هذا هو الواقع المرّ، وإذا تهاونا في هذا الأمر فأيّ إسلام ندعي؟ ولم يقف الأمر على هذا فحسب، فمن احتسب على هذه المنكرات وخطرها ومخالفتها لشرع الله المطهر ونظام البلاد لم يسلم من ألسنتهم الحداد وعباراتهم السيئة ووصفهم بالتشدد والانغلاق!! أهذه الوطنية التي تزعمون؟ ولاة أمرنا وعلماؤنا وأفراد شعبنا في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر، همكم شهواتكم ورغبات أنفسكم والحرية المنسلخة من حدود الشرع. آه آه من أناسٍ باعوا دينهم ووطنيتهم بشهواتهم وأهوائهم يقول المولى عز وجل: (فمن أظلم ممن اتخذ إله هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وبصره وجعل على قلبه غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون). اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook