الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المليارات العشر "خطوة نحو القوة"

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
أمين بن بخيت الزهراني الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,,كنت تطرقت في مقالٍ سابق بعنوان ( هل آن أوان إعداد القوة ) إلى بعض عوامل القوة والتي من أهمها قوة الرمي التي أوصانا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم .. وكان سبب المقال السابق هو الشعور بأن الأحداث والاضطرابات المتلاحقة تحتاج منا إلى إعادة النظر في واقعنا .. وخاصة إزاء التحرش الصفوي والابتزاز الغربي . وإكمالاً لما سبق أواصل اليوم في سرد إحدى أهم عوامل القوة .. والتي تتمثل في ( مشاريع تنموية ودعوية إسلامية ) تساهم في نشر رسالة الإسلام وفي إبراز الجانب الإنساني الحقيقي للإسلام .. وتحسين صورة المسلمين .. وتزيد في أنصار هذا البلد المبارك . وبين يدي الموضوع أطرح بعض المقدمات:ـ أنني لم أتحدث عن الإصلاح الداخلي .. لأن الكثير سبقني إليه . ـ سبب طرح هذا الموضوع هو تقلص الدور الدعوي الخارجي لهذا البلد المبارك .. بسبب إنشغالنا بالصراعات الفكرية الداخلية التي نحج التغريبيون في إدارتها .. والذين أكملوا مسيرة الغرب الذي ما فتىء يحارب مؤسساتنا الدعوية الخارجية تحت مسمى حرب الإرهاب. ـ أعتقد بأن تفعيل عامة الناس وإشراكهم في البرامج الدعوية الخارجية والداخلية هو من أفضل أساليب القضاء على الفتنة والفرقة . ـ قد فرحنا كسعوديين بالدعم الكبير الذي قدمه لهم خادم الحرمين الشريفين شفاه الله لتحسين المستوى الاقتصادي والصحي والدعوي الداخلي .. لكن ما أجمل أن نشرك إخواننا المسلمون في فرحتنا .. وخاصة أن العالم الإسلامي اليوم يعاني أكثر منا ويحتاج إلى من يأخذ بيده لينتشله من أوحال الحروب والجهل والفقر والشرك والخرافة. ـ لا يشترط في المشروعات المقترحة أن تكون بدعم سعودي فقط بل بالإمكان أن تكون بدعم كل الدولة الغنية وتحت مظلة رابطة العالم الإسلامي. ـ لقد حرصت في المشروعات المقترحة أن تكون بلغة الأرقام لكي أوصل صورة تقريبية عن النفع الكبير المتوقع إذا ما قورنت بحجم المبالغ المخصصة. والآن دعنا نفترض أيها القارئ المبارك أن لدينا عشرة مليارات ريال سعودي فماذا ترانا فاعلين بها .. وما هو مردودها علينا..ولنطلق لخيالنا العنان بدون قيود . وأتمنى منك أخي الكريم أن تتوازن في تقييمك ونقدك لهذه الأفكار .. فهذه الأفكار منها ما هو نابع عن دراسات ومنها ما هو مستفاد من تجارب ومنها ما هو عبارة عن تفكير حالم وتأمل مجرد، فإلى المليار الأولى: **المليار الأولى**مشروع (مركز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية للعمل الخيري) فكرة المشروع : تأسيس مركز أبحاث ضخم يقوم بالتالي : ـ إصدار برامج وأفكار وخطط إستراتيجية لكل المشاريع الإسلامية الخيرية. ـ إخراج دراسات لرصد وتقييم وتوجيه ومتابعة واقع العمل الخيري . ـ يخصّص المركز كراسي علمية، ويقيم مؤتمرات دولية وجوائز عالمية لأفضل المشاريع الدعوية. ـ يقدم المركز دورات تدريبية تطويرية لمنسوبي الجهات الخيرية. ـ من الأفضل أن يخصص جزء من المبلغ لإقامة أوقاف تساهم في تشغيل المركز. ـ يخصص قسم للترجمة من وإلى العربية واللغات العالمية . ـ يخصص قسم لتشجيع الأفكار الخيرية الإبداعية . ـ يفضل أن يصاحب المركز موقع إنترنت على قدر عالي من التقنية للقدرة على التواصل مع مراكز الدراسات والأبحاث العالمية والمؤسسات الدعوية. **المليار الثانية**مشروع (القنوات الفضائية الإسلامية) فكرة المشروع : بث مائة قناة فضائية بمائة لغة عالمية يبث من خلالها ( القرآن الكريم ، الحديث النبوي ، السيرة النبوية ..الخ ) ـ لا يشترط في القنوات التنوع في البرامج والأخبار ، بل لو استغرق الجزء الأكبر منها لترجمة القرآن والسنة والسيرة لكان كافياً ، فإن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يكشفان كل ظلمة . ـ تكمن أهمية المشروع هو الشحّ في القنوات الإسلامية باللغات العالمية .. ولك أن تتخيل أن أمة عظيمة مثل الصين تتكون من مليار إنسان لا يوجد لهم قناة واحدة تعرفهم بالإسلام .. وأضف إلى ذلك مئات الملايين من المتحدثين باللغة الأسبانية وكذلك الهندية واليابانية والفرنسية والروسية والأفريقية وغيرها الكثير. ـ يخصص لكل قناة 9 مليون ريال، (9 مليون × 100 قناة ) = ( 900 مليون ريال ) ـ يتبقى ( 100مليون ريال ) يُنشأ بها مركز رئيسي في إحدى البلدان الإسلامية المتقدمة علمياً وتقنياً لإدارة وتأسيس ومتابعة كل القنوات وترجمة وانتاج المواد وإعداد الدراسات والأبحاث المتعلقة بها.. ـ من المهم جداً أن يفكر في إطلاق قمر صناعي إسلامي لكسر الاحتكار الذي يقوم به ملّاك الأقمار الصناعية الذين لا يعجبهم توجه القنوات الإسلامية. **المليار الثالثة **مشروع (الشبكة العنكبوتية الإسلامية العالمية) فكرة المشروع : هو مشروع يعنى بدعم وضخ أكبر قدر ممكن من المواقع والبرامج والمواد الإسلامية بأشهر لغات العالم ، عبر الشبكة العنكبوتية، لمزاحمة محركات البحث العالمية ومواقع الصداقة الاجتماعية واليوتيوب وغيرها. ـ لو دعمنا (1000) مؤسسة إعلامية تعنى بالإنترنت، بمبلغ (900 ألف ريال لكل موقع) × (1000 موقع ) فهذا يعني أنه يكلف (900 مليون ريال ) على أن يراعى فيها شموليتها لأغلب اللغات العالمية. ـ يتبقى مائة مليون ريال لتأسيس المركز الرئيسي الذي يدير هذه المواقع علمياً واستراتيجياً وتقنياً ولا مانع أن يكون الدعم الفني في الهند أو في ماليزيا أو في أي دولة تقنية أخرى على أن يخصص جزء من المبلغ لتأسيس (رسيفر) ضخم لاستضافة المواقع الإسلامية مجاناً. **المليار الرابعة**مشروع (المعاهد الشرعية والمهنية) فكرة المشروع : إقامة مائة معهد شرعي في الخارج لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية والمهن اليسيرة بتكلفة (9 مليون لكل معهد ) ـ مدة الدراسة في المعهد سنتين بعد المرحلة الثانوية .. يتخرج الشاب بعدها حافظاً للقرآن ويجيد اللغة العربية وعلوم الدين الأساسية. ـ يخصص ساعات لتعليم المهن البسيطة (نجارة ، حدادة ، كمبيوتر ، خياطة ، ميكانيكا ، زراعة ...الخ) لكي يتخرج الطالب ولديه مهنة يتكسب منها فينفع نفسه وأهله وبلده . ـ يخصص في المدرسة إسكانات داخلية لإيواء الطلاب الفقراء أو القادمين من مدن أو دول بعيدة . ـ يتم استقطاب الطلاب المتفوقين والموهوبين في تلك المعاهد وترشيحهم للدراسة في الجامعات العربية والإسلامية (في الطب والهندسة والشريعة وغيرها) . ـ يخصص نصف المبلغ المحدد لكل معهد لبناء أوقاف تساهم في تشغيل المعهد. ـ يتبقى من المبلغ 100 مليون ريال لتأسيس المركز الرئيسي لإدارة هذه المعاهد ودعمها بالمناهج والخطط والترجمة ويفضل أن يشرف عليها جامعة إسلامية قوية مثل جامعة الأزهر أو طيبة أو أم القرى أو غيرها . **المليار الخامسة**مشروع مستشفيات النور فكرة المشروع : إقامة مستشفيات في الدول الفقيرة على النحو التالي : ـ إقامة عشر مستشفيات بقيمة ( 100 مليون لكل مستشفى ) على أن يخصص جزء منه للتأسيس والجزء الآخر لبناء أوقاف تدر عليه أرباح . ـ لا يكتفي المستشفى بعلاج المرضى في المستشفى فقط بل يسيّر القوافل الطبية في المناطق والدول المحيطة به . ـ يعتبر كل مستشفى هو جمعية طبية خيرية تقام من خلالها كل الأنشطة الطبية و يستقطب الأطباء المتبرعون من أنحاء العالم . ـ من الأفضل أخذ رسوم رمزية من المرضى المقتدرين . ـ ليكن المقترح أن يكون توزيع المستشفيات في المناطق كالتالي : ( شمال أفريقيا ، جنوب أفريقيا ، البلقان، الجموريات الروسية ، الهند ، اندونيسيا ،الصين ، أوربا ، فلسطين ،اليمن ) ـ إن هذا المشروع الطبي الكبير هو خدمة كبيرة للإنسانية ، كما أنه تحسين لصورة الاسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وصورة بلاد الحرمين. ـ يقترح تسمية المستشفيات باسماء و رموز إسلامية مثل ( مكة ، طيبة ، محمد ، القرآن ) وأن تسمى القوافل الطبية التي تخرج منها بقوافل نبي الرحمة . **المليار السادسة**مشروع ( ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج) استقطاب الحجاج من أنحاء العالم من كل الطبقات وممن لم يسبق لهم الحج. ومثل هذا المشروع موجود ولكنه يحتاج إلى عناية أكبر. وقد سبق أن قابلت بعض ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج في السنوات الماضية.. وقد لا تتصور أخي المبارك مدى فرح أولئك الحجاج وهم يرون الكعبة لأول مرة في حياتهم ، فتغشاهم السكينة وينقلب حالهم من الظلام إلى النور ، ومن الإعراض إلى الإيمان.. فيرجعون إلى أهليهم دعاة إلى الخير .. تلهث ألسنتهم بشكر الله ويشعرون بالامتنان لخادم الحرمين الذي سهل لهم هذه الشعيرة . تصور أخي المبارك ! بضعة أيام وبمبلغ لا يتجاوز بضعة آلاف تكسب في صف الإسلام قيادات مؤثرة في أنحاء العالم .. يعتبرون دعاة وسفراء حسن نوايا في أنحاء العالم. ـ (10 آلاف ريال ×10 آلاف حاج سنوياً = 100 مليون ريال ) ـ خلال عشر سنوات يكون قد حج ( 100ألف حاج ) على ضيافة خادم الحرمين الشريفين. **المليار السابعة**مشروع الغذاء العالمي ( سنابل الخير) فكرة المشروع : أن يتم تأسيس (10) مشاريع زراعية ضخمة و متوزعة في الدول الإسلامية الزراعية والتي لم تستثمر بشكل جيد .. بقيمة (100) مليون لكل مشروع. ـ يتم في تلك المزارع زراعة القمح والمحاصيل الأساسية ، بالإضافة إلى تربية الأغنام والأبقار وإنتاج الألبان بمشتقاتها. ـ بعد أن ينمو المشروع وتتضاعف المحاصيل وتتكاثر الحيوانات يتم توزيعها على فقراء المناطق والدول المجاورة. ـ من المهم العناية بإنتاج الأبقار التي لا يستغني عنها كثير من المزارعين فهي تمدهم بالألبان وتساعدهم في الحرث، فيكون لديهم اكتفاء ذاتي . ـ كذلك من مزايا هذه المشاريع هي إيجاد فرض وظيفية للمحتاجين وإنعاش اقتصاد تلك الدول الفقيرة. **المليار الثامنة**مشروع (الجامعات الإسلامية المفتوحة) فكرة المشروع : فتح وتأسيس عشر جامعات إسلامية في أنحاء العالم ( الصين ، أندونيسيا، أسبانيا ، أفريقيا ، الهند، روسيا ، أمريكا ، باكستان .. الخ ) وبقيمة مائة مليون ريال لكل جامعة. على أن يخصص منها مبلغ لبناء أوقاف لتغطية التكاليف التشغيلية. ـ يدرّس في هذه الجامعات كل التخصصات الشرعية والعلمية والتقنية . ـ يُستقطب الطلاب المتفوقون في تلك الجامعات ليكلملوا دراساتهم العليا في الدول الإسلامية. ـ مثل هذا المشروع من شأنه أن يستقطب ويجمع العقول والطاقات الإسلامية وخاصة في الدول الفقيرة ولعلها تكون بذرة لمشروع حضاري تنموي علمي شرعي تقني إسلامي. ـ من المناسب أن يوكل لهذه الجامعات إدارة المعاهد الشرعية المهنية المقترحة. أما المليار التاسعة والمليار العاشرة فإني أتركها لك أخي القارئ لتساهم معي في أفكار تنفع الأمة .. فأخرجها في مقال قادم بإذن الله ، ولك أن ترسلها على الإيميل الخاص ، لأذكرها باسمك . **ختاماً ** أخي المبارك إن العالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى من ينقذه ..ويوصل إليه العقيدة الصحيحة .. بعد أن شوهتها الحكومات الهالكة. إن البشرية اليوم تائهة وتبحث عمن يرشدها إلى حقيقة الوجود .. بعد أن عبث الملاحدة والعلمانيون والتغريبيون والمبتدعة بعقائد الناس. لقد حفظ الله بلادنا من فتن عصفت بكثير من الدول المحيطة بنا .. أفلا نشكره على نعمه؟ ألا إن أقل شكر نعمِ الله علينا هو أن نبلغ رسالته للعالمين .. ونغيث الملهوفين لعل الله أن يدفع عنا شرور الغلاء والفتن والحروب التي بدأت تحيط بنا وتهدد إستقرارنا. فيا ترى هل آن لنا أن نمحو آثار 11 سبتمبر فنعود إلى فتح ودعم مؤسساتنا الإسلامية الدعوية الخارجية ؟ نعم .. إننا نؤمن أن العمل الخيري السعودي قبل أن يتقلص في الأعوام الأخيرة كان يعتبر صمام أمان لبلادنا. إن تلك الملايين المستفيدة من العمل الخيري في أنحاء العالم .. هم في الحقيقة يمثلون لبنة مهمة في إستقرار هذه الدولة المباركة . إنهم بطاقة الإعتذار إلى ربنا عندما نُسأل يوم القيامة عن الذي قدمناه لأمتنا . إنهم خطوط الدفاع الإسلامية الأمامية مقابل الزحف الصفوي والخطر الصهيوني والعنت الغربي والتخاذل العربي . { هَا أَنتُمْ هَـ اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook