الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

السعوديّات.. و رقص الساحات !!.

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لعلكم تذكرون معي تلك الصور التي كانت صحفنا الرسمية تطير بها فرحا ـ قبل أعوام ـ لفتيات يتراقصن على الأهازيج في الملاعب العربية والأوروبية , وكيف كان يجتهد الغيورون والصالحون وقتها في إنكار أن هؤلاء المشجعات سعودياّت , في حين يستميت بعض المراسلين والكتّاب في إثبات أنهن فتيات سعوديات يمارسن حريتهن ويتمتعن بأسمى درجات الوطنية حين يصفّقن ويغنين ويتقافزن في المدرجات بالـ (جينز) والـ(تي شرت) تشجيعا ودعما لمنتخب بلادهن !!. تدور بضع سنين , وتتجدد الصورة , وإن بتفاصيل مختلفة فالمكان هذه المرة هو بلادنا "أرض الحرمين والرسالة والدعوة وتحكيم الشريعة ، أرض العلماء والمحتسبين والآمرين بالمعروف" !!. والمناسبة احتفال وفعاليات لإحياء تراث الآباء والأجداد !!. أما بطلات الحدث فهن أولئك الراقصات السعوديّات اللواتي لم تضف عليهن أردية الحشمة والوقار "العباءات" شيئا من معانيها السامقة !! . مشاهد تناقلها الملايين عبر اليوتيوب ، أذهلت وأحزنت , استثارت وأغضبت !. حشدٌ مختلط تتثنّى وتتمايل فيه أجساد النساء على أنغام الموسيقى ، فيما أشباهُ الرجال يتابعون أو يصورِّون " !! مشهد آخر لشباب بصرعات غربية يؤدون حركاتهم الغريبة ورقصاتهم الأنثوية المائعة في مظهر مؤذ ٍلا يمت لواقع هويتنا أو ثقافتنا بصلة !!. مناظرٌ كهذه وغيرها الكثير , تقاريرٌ عن فوضى ونزاعات وتحرشات بالعوائل قادتها مجموعات من المراهقين , أخبار ٌعن انسحاب رجال الهيئة بعد عجزهم عن تحملّ مايرونه من مخالفات أو بعد كف أيديهم عن أداء واجبهم في المناصحة والإنكار , تذمّرٌ وشكوى من بعض التجاوزات في الأنشطة الفنية أو الفكرية أو الثقافية المصاحبة , كل هذا يتناقله العامة عبر أقنية الاتصال ووسائط الإعلام الحديثة والمجالس الخاصة مما يصادم قناعاتهم و يكدّر أنفسهم ويؤجج ضمائرهم فيخلق لديهم تململا و غيضا تجاه هذه الأوضاع المؤذية المرفوضة دينيا و مجتمعيا . الرسالة التي تستدعي الوطنية الحقّة توجيهها في مثل هذه الأيام للمسؤول ـ سواء كان مايحدث عن علم منه وإرادة , أو جهل منه وإهمال ـ تتلخص في الآتي : يدرك ولاة الأمر في هذه البلاد وعلماؤها وأهلها صعوبة الظروف من حولنا وحساسية المرحلة , وأننا نعيش أجواء مشحونة لا تحتمل التهور والأخطاء الفردية أو القرارات غير المسؤولة , وأسوأ وأخطر مايجب تجنبه في مثل وقتنا هذا هو استفزاز مشاعر الناس والمساس بمبادئهم , وعدم إبداء الاحترام لإرادة وتوجّه القطاع العريض منهم . وذاك ما أشار إليه و أكد عليه خادم الحرمين ـ وفقه الله ـ في أكثر من مقام و بيان بأن هذه الدولة الغالية تستند في قوتها وأمنها وبقائها على تمسكها بثوابت الدين والقيم . إن مهرجان الجنادرية مناسبة ٌوطنية ٌترعى التراث والثقافة وتحيي التقاليد العربية الأصيلة . لقد انبثقت فكرته و تم تأسيسه تحقيقا للأهداف السامية التي تم الإعلان عنها , و كان من أهمها : " التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطنيّ الحضاريّ بشتى جوانبه ومحاولة المحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة " , هذه كانت رسالته و هكذا نريدها أن تبقى ضمن سياسة واضحة لا تتنازعها قرارات فردية تنطلق من رؤى واجتهادات شخصية لمسؤول ما فتسهم في تشويه هذه الاحتفالية وتنحرف بأولوياتها وغاياتها عن وجهتها الصحيحة . أخيرا / أعتذر للجميع عن عنوان هذه المقالة , والتي أقصرها على راقصات اليوتيوب ! وإلا ففي السعوديّات من الفضل والطهر والحياء ما نُفاخر به ونرجو الثبات عليه . ولكنها كلماتٌ فاض بها الوجدان ألما و تفاعلا مع حسرات الشرفاء و الغيارى . فالله نسأل أن يصلح الحال , وينجينا سوء المآل . اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook