الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

عوامل تؤثر في حركة التاريخ

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

منطق التاريخ يعرف بتتابع سيرورة التاريخ ووجتهه، وفلسفة التاريخ تجعل منه حصيلة للمنجز الإنساني، وميدانا للبحث وساحة يستشرف منها الماضي والتراث وتعرجاته؛ بحثًا عن مبررات منطقية خفية للأحداث الظاهرية، مما يجعل وجوده مشروعًا على ساحة الفكر قياسًا إلى المواقف العبثية التي تسلب العقل الانساني القدرة على الاعتبار، ولا ترسم أمامه آفاق مستقبلية، وتجعله رهين الصدفة والمصالح، وبأحكام ازدواجية لا تستقيم على قواعد أو مرتكزات منطقية. من أجل الهروب من الماضي والتاريخ الحضاري إلى المستقبل والتعلق به؛ لأسباب سيكولوجية تتعلق بحداثة تجربة أصحابها وقطيعتهم الابستمولوجية عن سيرورة التاريخ الإنساني في الحضارات القديمة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

اضافة اعلان

لما كانت فلسفة التاريخ هي الميدان الخصب لمناهج البحث، فقد تجاوز الكثير من الباحثين الذرائع اللاتاريخية بحثًا عن تجريبية تحول دون الغرق في السردية التاريخية، مدفوعين بنظرة نقدية علمية تتجاوز الوقائع التي تدور حول الأفراد إلى الأمم، ومن الحكام إلى الحضارات. وتلك المحاولات توجد في الحضارة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي الذي كان أساسه الإبداع الإنساني، وتدوين أعمال الخلفاء والأمراء والقادة العسكريين، وإحصاء إبداعات العلماء، وفكر الحكماء والفلاسفة والفقهاء، انطلاقًا من القاعدة القائلة "بالعلماء ورثة الانبياء"، فكانت الحضارة تنسب للأمة لا للفرد، والتاريخ يكتبه ذلك الجمع من المبدعين والمحرومين والصناع المهرة والمكتشفين والأدباء والعلماء والعارفين وأرباب الحكمة.

وبعد أن أمَّنَ الإسلام الحكم الأخلاقي للتاريخ، واستمراره مع الإنسانية إلى الحياة الآخرة، بما يكشف عن الهدف الأخلاقي الآخروي للأفعال الإنسانية الفاضلة التي تبتهج بالمحتوى الأخلاقي لأفعالها ومنجزاتها، وبالبشارة المستقبلية لصانعيها في نعيم الحياة الأخرى، وهو أمر لم يدرك دعاة الرؤية المادية والذرائعية أهميته.

خالد بن هزيل الدبوس الشراري

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook