الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الكتابة التاريخية عند العرب

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

اتسع مفهوم علم التاريخ عند العرب، فكان منه: القصص والأساطير الشعبية، وظهر مؤرخو المغازي والسير ومن أشهرهم: موسى بن عقبة (المتوفى عام: 141هـ/ 758م)، ومحمد بن إسحاق (المتوفى عام: 150هـ/ 768م)، ومحمد بن عمر الواقدي (130 – 207 هـ / 747 – 823 م)، وابن هشام (محمد عبد الملك بن هشام المعافري، المتوفى عام: 213 هـ/ 828 م)، ومحمد بن سعد (168 – 230 هـ / 784 – 845 م)، وغيرهم.

اضافة اعلان

  ومنذ أوائل القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، توسع المؤرخون المسلمون في تسجيل الأحداث التاريخية، وتوفرت لديهم مادة تاريخية من خلال الدواوين؛ ومنها: ديوان الإنشاء، وديوان الجند، وديوان الخراج، وديوان البريد …إلخ. بالإضافة إلى اطلاع المؤرخين المسلمين على الكتب التي ترجمت من اللغات الأجنبية كالفارسية والهندية واليونانية والرومانية إلى اللغة العربية.

وكان للضعف السياسي في العصر العباسي الثاني أثره في حركة التدوين التاريخي، فأثر ظهور الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية؛ على الكتابة التاريخية، فبدأ يظهر بوضوح ما يعرف بكتابة التاريخ المحلي ومنها: كتاب «فتوح مصر» لابن عبد الحكم (المتوفى عام: 257هـ / 871م)، وكتاب «ولاة مصر وقضاتها» للكندي (محمد بن يوسف الكندي، المتوفى عام: 350 هــ/ 961م)، وكتاب «تاريخ مدينة دمشق» لابن عساكر (علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي، المتوفى عام:571هـ/ 1125م)، وكتاب «البيان المغرب في أخبار المغرب» لابن عذارى المراكشي (المتوفى نحو: 695 هـ / نحو 1295 م).

   ومع ذلك، فقد استمرت حركة التدوين في التاريخ العام للمسلمين، مثل: كتاب «تاريخ الرسل والملوك» للطبري (محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، المتوفى عام: 310هـ/922م)، وكتاب «مروج الذهب ومعادن الجوهر» للمسعودي (على بن الحسين بن على، المتوفى عام: 346هـ/957م)، وكتاب «تجارب الأمم» لابن مسكويه (أحمد بن محمد بن يعقوب، المتوفى عام: 421هـ/ 1030م)، وكتاب «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني، المتوفى عام: 630هـ/1233م)، وكتاب «المختصر في أخبار البشر» لأبي الفدا (إسماعيل بن علي بن محمود بن عمر بن شاهنشاه، المتوفى عام: 732هـ /1331م)، وكتاب «العبر وديوان المبتدأ والخبر» لابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، المتوفى عام:808هـ/1405م)، والذي ذكر في مقدمته فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه، وأشار إلى أخطاء المؤرخين، فحذر من الوقوع تحت تأثير النقل من الأقدمين، دون مراعاة لأصول البحث العلمي في النقد.

ويصوغ المؤرخ المغربي «محمد زنيبر» مفهوم العمليَّة التاريخيَّة التأريخيَّة، بإنَّ النُّصوص التاريخيَّة لها ظاهر وباطن، وهذا شيء لا يعرفُه إلا من تمرَّس بها، ووقف عندها ومعها وقفاتٍ طويلة، فالظاهر هو تلك المعلومات التي يلتقِطُها القارئ العجلان التقاطًا يكاد يكون ميكانيكيًّا، وأمَّا الباطن فهو ما تدفع إليه تلك المعلومات من استِنْتاجات وعمليَّات استكشافيَّة – أي: من اقتناص المجهول من المعلوم - فإذا عرفنا كيف نستخرج بطريقة الاستِنْطاق المنهجي ما يكمن في النَّصِّ من خبايا، نكون آنذاك قد نفَذْنا إلى باطنه.

خالد بن هزيل الدبوس الشراري

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook